تقرير « إسرائيل » تُخرس صوت الحقيقة الصادر من غزة

الساعة 10:31 ص|28 مايو 2014

غزة (خـاص)

لم يمض على توزيع الصحف الصادرة في قطاع غزة، ثلاثة أسابيع منذ السماح بتوزيعها في مدن الضفة المحتلة والقدس، على إثر اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وفتح الأخير، حتى اقتحمت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مقر جريدة الأيام في المنطقة الصناعية بمدينة رام الله، وطالبت المطبعة بالتوقف عن طباعة الصحف الثلاثة "فلسطين والاستقلال والرسالة".

جنود الاحتلال الذي اقتحموا مقر الجريدة في ساعات الفجر الأولى هبطوا للطوابق السفلية حيث المطبعة وأمروا العاملين بعدم طباعة الصحف الثلاثة، وإلا فسوف تقوم قوات الاحتلال بتخريب الأجهزة الخاصة بالطباعة وإغلاق المطبعة بالكامل.

وكانت الصحف الثلاثة الصادرة في غزة قد سُمح لها بالتوزيع في الضفة الغربية بعد أن تم توقيع اتفاق المصالحة قبل نحو شهر، ومنذ ذلك الحين بدأت تلك الصحف بطباعة نسخها الموزعة في الضفة في مطابع 'الأيام' بموجب اتفاق تجاري، حيث أن عشرات الصحف والمجلات، تطبع في مطابع الأيام.

فقد قالت مؤسسة "الأيام" الفلسطينية للطباعة والنشر والتوزيع في رام الله إن قوة عسكرية اسرائيلية اقتحمت مقرها في رام الله ليلة الثلاثاء – الأربعاء، وأبلغت إدارتها بان سلطات الاحتلال لن تسمح بطباعة وتوزيع جرائد "تحرض ضد إسرائيل"، في إشارة إلى صحف غزة التي توزعها المؤسسة في الضفة الغربية.

وقالت المؤسسة في بيان لها وصل مراسلنا، إن "البلاغ يشير إلى ثلاثة جرائد هي " فلسطين" و"الرسالة" و" الاستقلال"  التي تصدر بغزة والتي تقوم مطابع "الأيام" بطباعتها منذ أسابيع بعد اتفاق المصالحة الوطنية الذي أسفر عن سماح السلطة الفلسطينية بصدور وطباعة وتوزيع الصحف الثلاث في الضفة، وسماح حكومة "حماس" بوصول وتوزيع "الأيام" و" القدس" و"الحياة الجديدة" (التي تصدر في الضفة) في قطاع غزة".

وتضمن إنذار سلطات الاحتلال لإدارة مؤسسة "الأيام" تهديدات صريحة باتخاذ إجراءات عملية مشددة من جانبها لمنع استمرار طباعة هذه الجرائد.

واستنكرت "الأيام" هذا السلوك "الاحتلالي" في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، وقالت إنها "ترى فيه مواصلة لنهج التوغلات وشطب الاتفاقات والاعتداء الصارخ على صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو يمثل أيضا نموذجا متجددا للاعتداء الاحتلالي المستمر على حرية الصحافة".

ولم توضح المؤسسة في بيانها ما إذا كانت ستستمر في طباعة الصحف الثلاثة من عدمه.


إخراس صوت غزة

وقد اعتبر الإعلامي صالح المصري أن القرار "الإسرائيلي" بمنع طباعة الصحف الفلسطينية الصادرة من غزة في الضفة الغربية قرصنة "إسرائيلية" جديدة ومحاولة "إسرائيلية" لإخراس صوت الحقيقة الصادر من غزة.

واستنكر المصري في تصريحٍ لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، هذا القرار، مبيناً أن القرار نابع من أهمية تأثير هذه الصحف على الجمهور الفلسطيني باعتبار أنها تنقل صوت غزة المحاصر، لكنه أكد أن صوت الحقيقة لا يمكن أن يصمت وسيظل يمارس دوره المهني والوطني في كشف جرائم الاحتلال.

وطالب الإعلامي المصري المسؤولين الفلسطينيين بمقاطعة الصحافة "الإسرائيلية" وعدم التعامل معها بأي شكل من الأشكال .

ووجه المصري نداءً للاتحاد الدولي للصحفيين ليقول كلمته في هذه القضية الخطيرة، موضحاً ان الاحتلال يمارس العربدة وقمع الحريات وملاحقة المؤسسات الصحفية واعتقال الصحفيين وقتلهم بشكل متعمد فيما كثير من المؤسسات الدولية التي تعنى بالصحافة لا زالت صامته وتتعامل بمعايير مزدوجة.

وأكد المصري، أن هذه الصحف مرخصة ومحاولة منع طباعتها وتوزيعها يعتبر مخالفة لكافة القوانين والمعاهدات الدولية.

تحريض ممنهج

من جهته، أوضح مدير عام صحيفة فلسطين إياد القرا لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن إدارة الصحيفة ستحاول مواصلة العمل على طباعة وتوزيع الصحيفة في الضفة المحتلة، وعدم الرضوخ للقرارات "الإسرائيلية".

وأكد القرار، أن هذا القرار جاء بعد حملة تحريض من قبل المتطرفين بعد أن نشرت الصحيفة رسماً كاريكاتورياً  يتعلق بالهجرة الصهيونية من فرنسا والتي صور فيها الرسام فلسطين كأنها مقبرة لهم وهو ما اعتبره المتطرفون هجوم عليهم.

واعتبر القرار، يؤكد على مدى تأثير الإعلام الفلسطيني على "إسرائيل"، وأنه يترك أثراً كبيراً من خلال أخباره وتقاريره وفضحه لـ"إسرائيل" وعدوانها ضد شعبنا، وهو ما يؤكد كذلك استهداف الإعلاميين وقتلهم واعتقالهم وقصف المؤسسات الإعلامية خلال الحربين على غزة.

ودعا القرا، إلى ضرورة مواصلة العمل على فضح ممارسات الاحتلال بحق شعبنا، والتركيز على القضايا الوطنية، وتوسيع دائرة كشف الحقائق وفضح الانتهاكات.

قرصنة إعلامية

من جهته، أكد التجمع الإعلامي الشبابي الفلسطيني، أن اقتحام مطابع الأيام والتهديد بمنع طباعة صحف غزة قرصنة إعلامية وتأكيد على عدوانها المستمر بحق الصحافة الفلسطينية ورجالاتها، وفي محاولة فاشلة منها لطمس عين الحقيقة، ومحاربة الرسالة الإعلامية الفلسطينية المعززة بالحق في وجه الرواية الإسرائيلية المدججة بالباطل.

وعبر التجمع في بيان له، عن قلقه إزاء هذا الاعتداء "الإسرائيلي" السافر على مطبعة الأيام، معرباً عن تضامنه الكامل مع صحيفة الأيام بكافة طواقمها الصحفية والفنية.

واعتبر التجمع اقتحام مطبعة الأيام وما صاحبه من قرار بمنع طباعة وتوزيع صحف غزة، بمثابة قرصنة إعلامية، تهدف لطمس عين الحقيقة، وإسكات الصوت الفلسطيني الذي استطاع التشويش على الماكنة الإعلامية الإسرائيلية وإظهار الحقيقة للعالم أجمع.

وطالب التجمع السلطة الفلسطينية بضرورة التدخل الجدّي لحماية قرارها القاضي بطباعة وتوزيع صحف غزة، والذي جاء من ضمن استحقاقات توقيع اتفاق المصالحة. - نطالب المؤسسات الدولية الاعلامية والحقوقية بالخروج عن صمتها إزاء الانتهاكات المستمرة الذي يستهدف المؤسسات الاعلامية والعاملين فيها وجموع الصحفيين والمصورين الفلسطينيين.