خبر مسابقة العنصرية- هآرتس

الساعة 08:59 ص|28 مايو 2014

مسابقة العنصرية- هآرتس

بقلم: تسفي بارئيل

 

(المضمون: اوروبا الخطيرة، حتى بعد الانتخابات الاخيرة لا يزال يتعين عليها أن تبذل جهدا كبيرا كي تصل الى مستوى اسرائيل في المسابقة العنصرية - المصدر).

 

نبرة فزع مكبوح رشحت الى التقارير في اسرائيل عن انتصار اليمين المتطرف في الانتخابات للاتحاد الاوروبي. فزع لان حركات اليمين المتطرف، وغير المتطرف الى هذا الحد، تتماثل مع الاراء اللاسامية. مكبوح، لان تلك الحركات بالضبط تقود حملة الكراهية ضد المسلمين.

 

المعضلة الاسرائيلية واضحة. هل تشجب صعود اليمين المتطرف وتعلن عن اوروبا كقارة مصابة باللاسامية أم تواصل الاستضافة في البلاد لممثلي الاحزاب العنصرية لان بعضهم تحدثوا بصوت عال ضد المقاطعة على اسرائيل، بل واقاموا علاقات صداقة شجاعة مع زعماء المستوطنين. المخرج الاسرائيلي من هذه المعضلة ليس معقدا: فهي تشجب اللاسامية، ولكنها تتبنى العنصرية. تنظر بقلق حقيقي الى حالقي الرأس، ذوي وشم الصلبان المعكوفة على جلدتهم، ولكنها تتبنى آراءهم وسلوكهم تجاه الاجانب. وهكذا تتمكن اسرائيل من التمتع بالعالمين.

 

وبشكل عام، اللاسامية الاوروبية هي لاسامية "مجدية". إذ انه كلما ازدهرت سيفر المزيد فالمزيد من اليهود الى بلاد الملجأ – الدولة اليهودية. وسيكون استيعاب يهود اوروبا أسهل من أي وقت مضى: فهم سيواصلون التمتع بذات اجواء العنصرية السائدة في قسم من اوروبا؛ ويمكنهم أن يعبروا علنا وبحرية عن مواقف مناهضة للعرب ومناهضة للاسلام دون أن يعتبروا عنصريين، فيطيعوا قوانين العنصرية اليهودية بل ويتبنوا برامج الاحزاب العنصرية من اوروبا والتي تطالب بوقف هجرة العرب والمسلمين والعمال الاجانب بشكل عام. هنا سيجدون ان اسرائيل يمكنه بسهولة ان تكون عضوا في البرلمان الاوروبي الذي وجهه الجديد وان كان لا يزال بعيدا عن مستوى العنصرية في اسرائيل الا أنه من صهيون ستخرج التوراة.

 

قبل عشر سنوات نشر استطلاع لباحثين من جامعة حيفا، فحص مواقف ابناء الشبيبة اليهود والعرب، تلاميذ الصف العاشر، الواحد تجاه الاخر. وكانت النتائج مخيفة. 52 في المئة من اليهود قالوا انهم غير مستعدين للقاء مع العرب، 74 في المئة لم يكونوا مستعدين لاستضافة عرب في بيوتهم و 65 في المئة لم يكونوا مستعدين للسكن في احيائهم. صحيح أن التلاميذ العرب ايضا اجابوا بنفور بارز، ولكن الفوارق بين الجماعتين بلغت نحو 20 في المئة. في استطلاع لاحق، اجراه صندوق ابراهيم، قال 50 في المئة من الاسرائيليين اليهود انهم عندما يسمعون حديثا بالعربية فان هذا يثير لديهم الكراهية.

 

تلاميذ الثانوي، الذين شاركوا في هذا الاستطلاع هم اليوم ابناء 20 – 24، مواطنون راشدون ذوو حقوق انتخابية، لبعضهم بالتأكيد بات يوجد اطفال. فهل تغيرت اراؤهم؟ هل هم

 

واولادهم سينجحون أو سيرغبون للتخلي عن هذه الاراء المتجذرة؟ مشكوك. فاولئك التلاميذ من الصف العاشر اكتسبوا هم ايضا كراهيتهم حيثما كانت، وحولوها الى جزء من هويتهم. يمكن التقدير بانه لو كانت العصبة ضد التشهير اجرت استطلاعا عن العنصرية في اسرائيل، لكانت نتائج الاستطلاع الذي اجرته عن اللاسامية العالمية يشحب امام معطيات العنصرية الاسرائيلية. في اسرائيل، مقابل اوروبا، لا توجد حتى حاجة للتساؤل اذا كانت العنصرية هي سياسية، اقتصادية، دينية أو ايديولوجية. فهي كل شيء.

 

ان التلاعب باللسان والتحذيرات بشأن توجه اوروبا الى الطرف اليميني كان يمكنها ان تستقبل بجدية اكبر لو أن اسرائيل اظهرت تصميما عمليا على ان تقتلع المفاهيم العنصرية التي تجذرت فيها. لو أن قوانين التمييز على خلفية عنصرية لم تطرح ابدا على طاولة الكنيست، لو كان لغة الاقلية ما كانت لتخضع لتهديد الابعاد عن المكانة الرسمية، لو أن اصحاب المنازل الذين يرفضون تأجير شققهم للعرب كانوا سيعاقبون حسب القانون، ولو أن ثاقبي اطارات السيارات وكاتبي شعارات "الموت للعرب" يعتبرون ارهابيين بالضبط مثل راشقي الحجارة. حاليا، يبدو أن مكاننا مضمون. اوروبا الخطيرة، حتى بعد الانتخابات الاخيرة لا يزال يتعين عليها أن تبذل جهدا كبيرا كي تصل الى مستوى اسرائيل في المسابقة العنصرية.