خبر ذريعة « الاحتلال » -معاريف

الساعة 09:48 ص|26 مايو 2014

ذريعة "الاحتلال" -معاريف

بقلم: عاموس جلبوع

(المضمون: من يعتقد ان كل المشكلة بيننا وبين الفلسطينيين هي فقط نزاع اقليمي يمكن مع النية الطيبة و "الزعامة الشجاعة" انهاؤه والعيش بسلام تحت كروم العنب والتين – فانه على ما يبدو يعيش في وهم حلو - المصدر).

 

منذ وقت غير بعيد نشرت "العصبة ضد التشهير" استطلاعا شاملا عن حجوم اللاسامية في العالم. وأشارت النتائج الى أن المنطقة التي تتركز فيها أعلى نسبة لمن يتبنى مواقف لاسامية هي الشرق الاوسط وشمال افريقيا – 74 في المئة (الثانية بعد اوروبا) وفي داخل الشرق الاوسط، يحتل سكان الضفة الغربية وغزة المرتبة الاولى، مع 93 في المئة.

 

واضح ان الفلسطينيين في الضفة وفي غزة يحتلون المرتبة الاولى في اللاسامية في العالم بسبب النزاع مع اسرائيل وبسبب حقيقة أن أكثر من نصفهم يخضعون لـ "الاحتلال". كما انه ليس مفاجئا انه في أوساط الدول العربية المختلفة تنتشر اللاسامية في الاغلبية الساحقة من السكان، بسبب "القضية الفلسطينية" والنزاع الاسرائيلي – العربي. ولكن، برأيي يوجد مستوى آخر لدى الفلسطينيين والدول العربية، وهذا هو مستوى اللاسامية العربية – الاسلامية الذي هو جديد نسبيا. و"يستولي" هذا المستوى على العنصر الوطني الفلسطيني – العربي، وهو الذي يمنح بعدا عميقا للعداء العربي – الاسلامي للدولة اليهودية، ويجعل من الصعب انهاء نزاعنا مع الفلسطينيين. فماذا يعني هذا؟

 

في العالم الاسلامي لم تكن في الماضي لاسامية في الصيغة الاوروبية – المسيحية. ومع أن اليهود عانوا تحت حكم الاسلام من التمييز والملاحقة بين الحين والاخر، ولكنهم كانوا بشكل عام رعايا محميين من الاغلبية الاسلامية التي ضمنت حياتهم وأملاكهم. وفي القرن التاسع عشر فقط عندما تسلل الغرب الى الامبراطورية العثمانية، جلب معه اللاسامية المسيحية "الكلاسيكية" ايضا. وفي القرن العشرين، على اساس النزاع القومي مع الحاضرة اليهودية في بلاد اسرائيل وعلى خلفية صعود النازية بدأت اللاسامية المسيحية – الاوروبية تكتسب لها مكانا في العالم العربي، ولا سيما في أوساط رجال الحركة الوطنية العربية.

 

في العقود الاخيرة، ولا سيما عندما تعزز الاسلام الراديكالي في العالم العربي، تلقت اللاسامية ايضا طابعا اسلاميا بارزا. وقد اخذ هذا الطابع مباشرة من التقاليد الاسلامية عن تصدي النبي محمد للقبائل اليهودية التي رفضت قبول الاسلام في شبه الجزيرة العربية. ولما كان هكذا، فقد حكم عليهم بحياة المسكنة والمهانة، ناهيك عن أنهم كفروا بما ورد في القرآن، قتلوا انبياءهم

 

واغضبوا الرب الذي انتقم منهم. وما يميز ايضا اللاسامية الاسلامية هو نكران الكارثة أو تقزيمها، وتشبيه اسرائيل بالمانيا النازية واتهام اسرائيل بتنفيذ كارثة ضد الفلسطينيين.

 

في جانب الطابع الاسلامي، تتضمن اللاسامية العربية أيضا كل لازمات المسيحية – الاوروبية الكلاسيكية: الادعاء بان اليهود يسيطرون على العالم وعلى وسائل الاعلام، هم محدثي الحروب والثورات وغيرها. وكقاعدة فان اللاسامية العربية الاسلامية موجهة ضد اسرائيل كدولة صهيونية يهودية وتجاه الشعب اليهودي بمفهومه الديني.

 

النقطة الهامة هي أن اللاسامية العربية الاسلامية تعطي أيضا الاساس الايديولوجي لفهم منظمات متطرفة مثل حماس والجهاد الاسلامي لدى الفلسطينيين (او حزب الله والقاعدة على المستوى الدولي)، وبموجبه ينبغي العمل ضد اسرائيل واليهود بالعنف والارهاب وادارة حرب شاملة ضدهم حتى الابادة النهائية.

 

من يعتقد ان كل المشكلة بيننا وبين الفلسطينيين هي فقط نزاع اقليمي يمكن مع النية الطيبة و "الزعامة الشجاعة" انهاؤه والعيش بسلام تحت كروم العنب والتين – فانه على ما يبدو يعيش في وهم حلو.