خبر عناف شيلو، تذكروا الاسم- هآرتس

الساعة 09:20 ص|25 مايو 2014

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: يعمل الجيش الاسرائيلي على تطهير غور الاردن من سكانه الفلسطينيين ولا أحد في داخل اسرائيل يعترض على ذلك - المصدر).

 

العقيد عناف شيلو هو وجه الجيش الاسرائيلي الجميلُ. فليس هو "دافيد النحلاوي" الأزعر، ولا حارس الحدود الذي قتل فتيين في بيتونيا ولا جندي المدرعات الذي قتل فتى العكوب من دير العسل الفوقا. فهو ضابط شعبة عمليات في قيادة المركز، وخريج معهد الامن القومي، الذي كان مقر قيادة سابقا من لواء "مراكب النار"، وهو حسن النظرات، وذو لغة منمقة واسم لا يقل عنها تنميقا، أعطاه الله وأعطاه أبوه وأمه. فماذا نقول وماذا نتحدث، إنه ملح الارض.

 

قبل نحو من شهر جاء قصة النجاح اللامعة هذا من الجيش الاسرائيلي الى الكنيست ليؤدي تقريرا الى اللجنة الثانوية التابعة للجنة الخارجية والامن في شأن "إيوش"، عن الحرب التي خاضها جيشه الاعظم اخلاقا في العالم على "ظاهرة البناء غير القانوني"؛ واقتبست عميره هاس التي كتبت تقريرا عن تلك الجلسة البرلمانية في صحيفة هآرتس في 21/5 من كلام العقيد المنمق: "اعتقد أن حركة المدرعات والمركبات وما أشبه في هذه المنطقة وآلاف الجنود الذين يسيرون، تنحي جانبا، فحينما تسير الطوابير يتنحى الناس جانبا... وفي المكان الذي ضاءلنا فيه مقدار التدريبات كثيرا نشأت هناك ثآليل. وهذا أمر يجب أن يُحتسب في المعادلة".

 

أجل يجب أن يُحتسب كلام شيلو في "المعادلة": فقد اعترف بأن تدريبات الجيش الاسرائيلي في غور الاردن ترمي الى طرد سكانه وهم الثآليل، مُحدثي البناء غير المرخص. ولندع الكلام الشيطاني الآخر الذي سمع في تلك الجلسة على لساني عضوي الكنيست الوحيدين اللذين شاركا فيه وهما معرفتنا أوري ستروك ("كيف تتحقق من أن البدوي بدوي") ومردخاي يوغاف ("يوجد فرق بين عربي له بيت في طوباس ويجب طرحه هناك وبين الموجود على الارض واذا طيرته سينتقل الى الوادي القريب")، وهما اللذان يلائمهما تعريف النازيين الجدد الذي قاله عاموس عوز ملاءمة عجيبة – لأنه تخيلوا فقط اعضاء برلمان اوروبيين يتحدثون بهذه الصورة عن يهود. لكن يحسن حصر العناية في كلام الضابط الكبير.

 

إنني أعرف جيدا "ثآليل" شيلو، فأنا أعرف برهان بشارات وحكم أبو الاكباش، وهما راعيا غنم؛ وأعرف سكان حمسة وخربة أم الجمل، وحلة مكحول وخربة عين كرزلية. وهم فلاحون مُعسرون تكاد ظروف عيشهم تكون غير انسانية وكأنهم أُخذوا من قرون سابقة. وأعرف آلاف السكان الذين يعيشون في الغور منذ عشرات السنين على الاقل والذين هدم الجيش الاسرائيلي بيوتهم وخيامهم وأسلم حياتهم وحياة أبنائهم لرحمة السماء. وأعرف اعمال الهدم ومكعبات "ميدان الرماية" قرب كل خيمة التي ترمي الى تخويفهم وطردهم، وأكوام التراب التي أقيمت لقطعهم عن طرقهم والانقاض التي كانت قرى ذات مرة. إن شيلو يفخر بكل ذلك ويسميه "أحد الاجراءات الحسنة" وهو يريد أكثر من كل ذلك.

 

إفتخر شيلو ذات مرة في مقابلة فيديو لصحيفة "اسرائيل اليوم" بـ "القوة الساحقة" للوائه وبـ "تراث الدبابات" و"قوة النيران". وابتدع تجديدا ذات مرة فقد وزع على آباء الجنود في لوائه مغناطيسات عليها شارة اللواء وعنوان بريده الالكتروني الشخصي، وذلك مؤثر. وكتب في مقالة نشرها في "معراخوت" تحت عنوان "كيف ننشيء القادة العسكريين" يقول: "ستعود ثقة الجمهور بقادة الجيش الاسرائيلي على أثر نجاحات القادة العسكريين والقرارات التي سيتخذونها في حروب المستقبل" – وهذه كليشيهات الجيش العادية.

 

أجل أصبح الجيش الاسرائيلي قلقا مؤخرا من انحطاط مكانته العامة ومكانة قادته العسكريين، ويشتكي قادته شكوى مُرة من أنهم "يسفحون دماءهم". وتعرفون أن الصراع على ميزانية الدفاع التي هي البقرة المقدسة باعتبارها ضحية. لكن لا أحد سفح دم الجيش الاسرائيلي بسبب كلام ضابطه الكبير ونظرته الى البشر بأنهم ثآليل وسلبه سكان المباني غير المرخصة انسانيتهم وتجنيد الجيش الاسرائيلي نفسه لتنفيذ جرائم حرب لاغراض سياسية واضحة – تطهير الغور العرقي. فلهذا السبب خاصة كان شيلو والجيش الاسرائيلي يستحقان التشهير لكن ذلك على الخصوص يمر هنا