خبر قراءة في كلام أمين عام الجهاد.. رسائل في ظروف معقدة ..هيثم أبو الغزلان

الساعة 01:45 م|21 مايو 2014

كتب: هيثم أبو الغزلان

شكّلت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، تجربة فريدة من نوعها، حاضرة ومؤثرة في وجودها المقاوم. وزاد من أهمية تجربة هذه الحركة مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة  إلى "زهدها" في السلطة المنبثقة عن الاتفاقات مع هذا الاحتلال.. ولقد شكّلت في مفاصل عديدة من مفاصل العمل الوطني الفلسطيني إضافات مهمة، أو منعت انزلاقات خطيرة.

 كانت ولا زالت أحد أركان الحركة الوطنية الفلسطينية، في تبنيها للإجابة على السؤال الفلسطيني باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للحركة الإسلامية وللأمة جمعاء، وهاجسها الدائم مواجهة الخطر الإسرائيلي على فلسطين والأمة.

هنا تكمن أهمية كلام الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور رمضان عبد الله شلّح، لصحيفة "الحياة" اللندنية (20-5-2014)، أنه يأتي في ظروف دقيقة، ومتغيّرات عديدة، على الصعيدين: الفلسطيني، والإقليمي.. ومن حيث مكان المقابلة: القاهرة التي التقى فيها ووفد من الجهاد مسؤولين مصريين رسميين، ناقشوا خلالها تطورات الوضع الفلسطيني، وملف المصالحة، وإغلاق معبر رفح.

حظيت زيارة الأمين العام للجهاد والوفد المرافق له، وفق ما أشارت إليه العديد من المصادر الإعلامية، باهتمام مصري رسمي، لجهة الاستقبال بحفاوة بالغة في القاهرة، التي أشادت بالدور الوطني لحركة الجهاد الإسلامي ومقاومتها وتمسّكها بالثوابت الفلسطينية. وهذا يمكن أن يكون إشارة إلى تحسّن يمكن أن يطرأ على العلاقات الفلسطينية – المصرية على أكثر من صعيد في الفترة القليلة المقبلة.

وفي الوقت الذي رحّب فيه بحذر الأمين العام د. رمضان شلح بالمصالحة التي وقعتها حماس وفتح نهاية الشهر الماضي، دعا إلى عدم الإفراط في التفاؤل إزائها، لوجود أزمة يعيشها الطرفان، ولم يجر حل العقبات والتعقيدات الكثيرة التي تكتنف هذا الملف المعقد، بل محاولة تجاوزها والالتفاف عليها، وإبقائها دون حل، لإعلان إنجاز الاتفاق.

فهناك الكثير من العقبات التي تجعل من غير الواقعي الإفراط بالتفاؤل، منها: البرنامج، الحكومة، الانتخابات، الأجهزة الأمنية، المنظمة، المقاومة وغيرها من قضايا الاتفاق. وكل واحدة من هذه العقبات كفيلة بتفجير الاتفاق الجديد، كما حصل في اتفاقات القاهرة، ومكة، والدوحة، لأن الشيطان يكمن في التفاصيل التي قد تؤخر أو قد تنسف تنفيذ الاتفاق الحالي.

وأبدى شلح قلقه على سلاح المقاومة، رغم تطمينات سُمعت من طرفي حماس وفتح بعدم المساس بهذا السلاح.

مجدداً تمسكه بالثوابت الفلسطينية من أن كل فلسطين هي أرض الشعب الفلسطيني، ويجب العمل على تحريرها بالمقاومة، محذراً من إلغاء المقاومة أو سحب سلاحها الذي اعتبره "خطاً أحمر".

كما جدّد شلّح موقف حركته الرافض للمشاركة في "أجهزة أوسلو"، مبدياً استعداد الحركة لدخول منظمة التحرير بعد صياغتها على أسس سياسية وتنظيمية جديدة.

عبّر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي بلا أدنى لبس عن موقف حركته وشريحة واسعة من الشعب الفلسطيني. ويرى مراقبون أن كلامه "التحذيري" و"الاستباقي" يأتي في ظروف حرجة وخطيرة تعيشها القضية الفلسطينية. وبناء عليه ، فإن هذا يُحتّم على حركة الجهاد الإسلامي، وفصائل فلسطينية أخرى أن تكون عاملاً يًحقق التوازن في الساحة الفلسطينية؛ من أجل منع الانقسام أو الاقتسام، بل الدفع باتجاه صياغة مشروع وطني فلسطيني أساسه المقاومة التي أثبتت جدواها وخبرها الاحتلال.