خبر المصالحة الفلسطينية سلام متطرفين .. يديعوت

الساعة 03:33 م|19 مايو 2014

 

بقلم: زئيف تسحور

 (المضمون: قبيل اقامة الدولة تصالح المتطرفون والمعتدلون عندنا. اما الراديكاليون فلم يتنازلوا أبدا عن الايمان بحقنا على بلاد اسرائيل كلها، ولكنهم استسلموا للواقع التاريخي. يحتمل أن تكون خطوة مشابهة تجري الان لدى الفلسطينيين، المصالحة في داخلهم تقدم الفرصة للسلام بيننا وبينهم - المصدر).

قبل 105 سنوات تشكلت "هشومير" (الحرس)، منظمة القوة العبرية الاولى منذ ثورة بار كوخبا. وكان شعار "هشومير" – "بالدم والنار سقطت يهودا، بالدم والنار ستقوم يهودا" – تناقله جيل بعد جيل، وشكل خلفية في مهرجانات حركات الشبيبة وطوابير يوم الاستقلال. وفي السنوات الاخيرة لم نعد نرى، ربما بسبب الشبه مع شعار حركة التحرر الوطني لجيراننا: "بالدم والنار نفديكِ يا فلسطين".

الحركتان القوميتان، العبرية والفلسطينية، نشأتا في وقت زمني متقارب، حين احتلت الفكرة القومية وعي الناس، ودار في الحركتين صراع داخلي بين المتطرفين والمعتدلين. وثمة مفارقة في أن المواصلين الايديولوجيين لمتطرفين يدعون بان المصالحة بين حماس وفتح تشكل سببا لوقف محادثات السلام.

مشروع التقسيم للجنة بيل في 1937 ومشروع تقسيم الامم المتحدة في 1947 لاقيا القبول لدى المعتدلين في الحاضرة بصفتهما أهون الشرور، بينما رفضهما المتطرفون: فقد وصف قائد "ايتسل" مناحيم بيغن بن غوريون بـ "الخائن" لانه أيد اقامة دولة جزئية حتى القدس لم تكن جزءا منها، ووعد بان يقدمه الى محكمة الشعب.

ولم يعبر التوتر بين الراديكاليين والمعتدلين عن انقسام بين اليمين واليسار. فقد أقام "هشومير" اعضاء حزب عمال صهيون الاشتراكي، وبين المعارضين من اليسار لموقف بن غوريون في موضوع التقسيم كان اسحق تفنكين، زعيم الكيبوتس الموحد. وفي البرنامج الراديكالي لمنظمة "ليحي"، "مبادىء البعث" الذي صاغه أبراهام شتيرن في 1940، ورد أن حدود الدولة العبرية التي ستقوم ستقع من نهر الفرات حتى نهر مصر، وحل مشكلة الاجانب في البلاد سيتم من خلال تبادل السكان ومع اقامة الدولة سيقام فيها الهيكل. ليس أقل.

الترويكا (القيادة الثلاثية) التي قادت "ليحي" بعد مقتل شتيرن ضمت نتان يلين – مور، اسرائيل الداد واسحق شمير، وكل واحد منهم عبر عن ايديولوجيا راديكالية مختلفة. ولعله هنا يكمن التفسير في أن مؤيدي ليحي ضموا شيوعيين بل وحتى عرب.

يمكن التقدير بان بنتسيون نتنياهو غرس في ابنه بنيامين الايمان بحقنا في بلاد اسرائيل الكبرى، وربما أورثه أيضا الاعلان الذي كان في حينه في كل بيت اصلاحي تظهر فيه خريطة بلاد اسرائيل على ضفتي نهر الاردن وفي وسطها بندقية ونداء "كلها لي!" اعلان يشبه على نحو مدهش ما تتزين به منازل رجال حماس في غزة. ورغم التصريحات الراديكالية لحماس، يفهم بنيامين نتنياهو بانه لا حل للنزاع بين الشعبين اللذين يطالبان بذات البلاد – غير تقسيمها الى دولتين.

قبيل اقامة الدولة تصالح المتطرفون والمعتدلون عندنا. اما الراديكاليون فلم يتنازلوا أبدا عن الايمان بحقنا على بلاد اسرائيل كلها، ولكنهم استسلموا للواقع التاريخي. ونقل شعار "كلها لي" الى مخزون الاحلام الذي لكل شعب، وبفضل هذا قامت دولة اسرائيل دون حرب أهلية. يحتمل أن تكون خطوة مشابهة تجري الان لدى الفلسطينيين، أملهم في المصالحة بين الراديكاليين والمعتدلين في أوساطهم هو أيض أملنا، المصالحة في داخلهم تقدم الفرصة للسلام بيننا وبينهم.