خبر الواقع الآن غير مهيأ لتنازلات

الساعة 03:31 م|19 مايو 2014


بقلم: د. حاييم شاين

(المضمون: لن ينشأ سلام اذا لم تقف السلطة الفلسطينية عن التحريض على اليهود فورا - المصدر).

سمعت وزيرة القضاء تسيبي لفني عدة مرات تقول في خيبة أمل ممزوجة بأسى إنه لا يُعرف في اسرائيل المبدأ المهم جدا في انجلترا الذي يقول إنه توجد اشياء لا تُفعل، وهو مبدأ يعبر عن وجود معايير سلوك ملزمة على الصعيدين الشخصي والعام، دون حاجة الى سن قانون أو قضاء.

لفني على حق، فهناك اشياء لا تُفعل، لكن من المؤسف جدا أنها لا تلتزم بهذا المبدأ حينما يكون الحديث عن سلوكها هي نفسها. فلا أعرف دولة سليمة اخرى تلاقي فيها المسؤولة عن التفاوض السياسي الطرف الآخر لقاءا خاصا بعد أن استقر رأي الحكومة قبل ذلك بوقت قصير في اجتماعها العام أو بواسطة مجلس وزاري مصغر، على وقف التفاوض – وهو قرار مركب ذو جوانب دولية عظيمة الاهمية.

يدرك كل عاقل أن لفني وأبو مازن لم يتحدثا في اجازته للدكتوراة وانكار الكارثة. ومن المؤكد أنهما لم يتبادلا الفكاهات، فأبو مازن كما هو معلوم ليس بذي حس دعابة (وكانت افضل فكاهة سمعتها منه مؤخرا تتصل بقدرته على اقناع حماس بالاعتراف بدولة اسرائيل). قد يكون من المنطق أن نفرض أن لفني أثارت أمامه اقتراحات خلاقة تبين كيف يتم الالتفاف على قرار الحكومة غير المستعدة لاجراء تفاوض مع الشركة الارهابية بين السلطة وحماس. والرئيس اوباما وجون كيري ومارتن اينديك يرون أن اللقاء بلا شك تعزيز لرأيهم أن اسرائيل مسؤولة عن فشل المحادثات لأن لفني ما زالت تراود أبو مازن نوعا من المراودة المصيرية.

تضاف لفني الى قائمة تزداد طولا لرؤساء وزراء ووزراء واعضاء كنيست واكاديميين كانوا على يقين من أنهم يملكون مفتاح احراز سلام مع الفلسطينيين، وهو سلام قريب في متناول اليد كما يرون. وهذه هي المسيحانية الحديثة في افضل صورها. وهي قائمة بحث اعضاؤها بكل ثمن تقريبا عن طريقة لتخليد اسمائهم في التاريخ باحراز ما لا يُصدق. وكان التنافس بينهم في مقدار التنازلات التي تقوم بها اسرائيل وفي القدس وجبل الهيكل ايضا. وتبين لفرسان التنازلات أن الشريك الفلسطيني غير اتجاهه واختفى في لحظة الحسم. يجب على تسبي لفني أن تسوغ استمرار وجودها في الائتلاف الحكومي وأن تحاول انقاذ شرفها المفقود الذي داسه عناد الفلسطينيين أكثر من مرة واحدة، لكن لماذا تفعل ذلك على حساب سلامة الحكم؟.

حللت في السبت الاخير ضيفا على حماي في القدس. وقد كان مدة سنين طويلة محاضرا في الادب الالماني في جامعة في نيويورك. وأطلعني على كتاب اولاد مصور طبع في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي في المانيا. يعرض الكتاب والصور فيه اليهود على صورة أوغاد غايتهم كلها السيطرة على الاملاك الالمانية والاضرار بالجمهور بنشر الامراض وأخذ البنات الالمانيات لانفسهم. وذلك تحريض متعمد بغيض. ونرى في الصورة الاخيرة في الكتاب بقايا اليهود مضروبين مذلولين مطرودين من المانيا، ترتفع في مواجهتهم مجموعة من الفتيان بلباس الشباب الهتلريين. وكان هذا الكتاب شيئا متلقفا في المانيا وكان موجودا في كل بيت تقريبا، وكان مقدمة لاعمال فظاعاتهم.

تتابع السلطة الفلسطينية التحريض على اليهود. والاسلوب مشابه والكلام مشابه تقريبا. فيجب على حكومة اسرائيل أن تشترط شرطا واحدا فقط لاستمرار التفاوض وهو وقف التحريض في السلطة فورا لأنه لن ينشأ سلام أبدا من غير ذلك. ولا حاجة الى أي برهان آخر على جدية نوايا الفلسطينيين السلمية.