خبر لروسيا في حب.. يديعوت

الساعة 03:29 م|19 مايو 2014


بقلم: افرايم هليفي

(المضمون: يجب على حكومة اسرائيل أن تعامل امريكا ورئيسها بنفس الاحترام الذي تعامل به روسيا والصين - المصدر).

رعت اسرائيل مدة سنين العلاقات بالولايات المتحدة. وقد كانت العلاقة بالحليفة الكبرى الاعظم ولاءا تقديرا مركزيا حاسما في القرارات المتعلقة بالشؤون الخارجية والامنية. لكن يبدو أن حكومة اسرائيل بدأت تنحرف عن هذا المسار مؤخرا.

لاسرائيل تقديرات مختلفة في قضية الازمة الاوكرانية. إنها تخشى وبحق على مصير الطائفة اليهودية الكبيرة التي بقيت في هذه الدولة، ولا تريد أن يؤثر فعل أو تقصير منها في معاملة الادارة الاوكرانية في كييف وروسيا ايضا لهذه الطائفة، وروسيا هي قوة من القوى العظمى تتجنب اسرائيل المس بكرامتها بصورة خاصة. وهي شديدة الحذر حتى إنها لم تصوت في شأن اوكرانيا مع كتلة دول غرب اوروبا (ودول اخرى)، وهي كتلة قبلت فيها عضوا "مؤقتة – دائمة" في 2005. وقد توج بنجاح آنذاك نضال سنين للقبول في هذه المجموعة، وحظي سفير اسرائيل الى الامم المتحدة بأن ألصق باسمه منصب نائب رئيس جمعية الامم المتحدة.

تمتعت اسرائيل سنوات بالعضوية في هذه المجموعة وبدعمها. وها هي ذي اسرائيل في المرة الوحيدة التي طلب اليها فيها أن تصوت مع اعضاء الكتلة الى جانب الولايات المتحدة لم تفعل ذلك من اجل القوة العظمى التي استعملت الفيتو لصالح اسرائيل فيما لا يحصى من الاقتراعات في مجلس الامن.

لم تستصوب حكومة اسرائيل تقديم تفسير ما الى الجمهور لسياستها التي أوجبت هذا السلوك. وأفادت مصادر مجهولة أن تقديرات الامن القومي أوجبت ذلك وهي تقديرات يحسن أن تبقى سرية.

ما هي التهديدات التي كنا سنواجهها لو صوتنا في الامم المتحدة بموجب عضويتنا في كتلة غرب اوروبا؟ وما هي العقوبة التي كانت ستوقعها روسيا باسرائيل لو أنها أوضحت لموسكو أنه يلزمها التصويت لعضويتها في الكتلة؟ وما هو ربح اسرائيل من سكوتها المستمر عن مساعدة روسيا العسكرية المتزايدة لنظام الاسد التي يبلغ بعضها الى حزب الله؟ لولا نشاط روسيا القوي في سوريا لتم الشك في أن تنجح ايران في أن تحسن مكانتها كثيرا في دولة عدو تحاذي اسرائيل الى حد أن تضمن لنفسها وجودا دائما هناك. والقدس صامتة.

في مقابل هيبة حكومة اسرائيل للرئيس بوتين ووزرائه تقوى امواج السخرية والاستخفاف بالولايات المتحدة: "الضعيفة" و"الواهنة"، التي رئيسها مقطوع عن الواقع وفاشل حتى إننا نتمنى – ويوجد من يقولون نعمل – إفشاله. ويصب وزراء ومحللون كبار جام الاحتقار على "الامريكيين"، وكأنهم أبرز الفاشلين في عصرنا.

ما هي الولايات المتحدة بالنسبة لاسرائيل في 2014؟ إنها هي التي تقدم لنا اكثر من ملياري دولار كل سنة كمساعدة عسكرية؛ وهي التي وقعت على ما لا يحصى من قرارات لامدادنا بأسلحة تضمن تفوقنا النوعي على كل منظومة سلاح اخرى في المنطقة ومنها التي تنقلها موسكو الى اعدائنا؛ وهي التي تشارك في ضمن ما تشارك فيه في الانفاق على صنع صواريخ "القبة الحديدية" التي تحمي بلداتنا؛ وهي التي لها علاقات وثيقة بنا في مجالات الاستخبارات؛ وهي التي أمدتنا مرات لا تحصى وتمدنا بمظلة سياسية صادقة مستقرة.

إن الولايات المتحدة برغم كل الازمات التي مرت بها ما زالت القوة العظمى الوحيدة في العالم مع أقوى جيش في العالم، وأكثر المعدات تقدما في العالم. ويوجد 35 ألف جندي امريكي مستعد في منطقة الخليج الفارسي – من القوات الجوية والبحرية والبرية – وهم قادرون على القضاء على القدرة الذرية الايرانية في كل لحظة اذا أمر الرئيس بذلك فقط.

يجب على اسرائيل أن تعامل الولايات المتحدة بنفس الاحترام كما تعامل روسيا والصين عن بواعث "الامن القومي". واذا ما بذلت القدس للرئيس اوباما نفس الاحترام المحفوظ اليوم لرئيس روسيا ورئيس الصين، واذا حدد وزراء حكومة اسرائيل زياراتهم لواشنطن ليصبح عددها ضعف زياراتهم لموسكو فقط فسنستمتع بالعالمين معا بدل أن نسجد لأعدائنا ونُشهر بأصدقائنا.