تقرير الإضـراب:أسرى على « حافة الموت » .. وتحرك سياسي « عقيم »

الساعة 07:51 ص|19 مايو 2014

غزة (خـاص)

"حياة بطعم العلقم وليس الملح فقط".. هكذا وصفت والدة الأسير المريض مراد أبو معيلق حياتها وهي تتابع أحواله وأوضاعه الصحية، خاصةً مع إعلانه المشاركة في الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الإداريون منذ 26 عاماً.

كافة محاولات الوالدة أبو معيلق لم تفلح مع نجلها (36 عامًا) من سكان مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، في ثنيه عن الإضراب، نظراً لخطورة وضعه الصحي الذي لا يحتمل الخوض في الإضراب، حيث أنه مُصاب بمرض السرطان، وأجريت له عمليات استئصال من الأمعاء بعد تفشي الورم فيها.

الإهمال الطبي

إضراب الإداريين الذي يخوضه الأسرى في السجون، يهدد حياة الأسرى بالخطر، حيث وصل الإضراب لمنحنى خطير للغاية، الأمر الذي يتطلب تدخلاً سياسيًا عاجلاً، لمنع "إسرائيل" من ارتكاب جريمة بحقهم.

وأوضحت أبو معيلق في حديث مع مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مراد أبلغتها بنيته البدء في الإضراب، كونه يعاني إهمالاً طبياً لا يقل عن المشاركة في الإضراب ذاته، حيث ترفض سلطات الاحتلال إجراء فحص "الأماري" الذى يحدد حالته الصحية ونسبة انتشار المرض في جسده.

وعبرت أبو معيلق عن قلقها الشديد على صحة ابنها المتدهورة، مشيرةً إلى أن حالته الصحية لا تسمح بدخول الإضراب، داعيةً له بأن يثبته في أسره فهي لا تملك سوى الدعاء له.

إضراب سياسي

الأسير المحرر مصطفى المسلماني، الذي أفرج عنه خلال صفقة شاليط، أوضح أن الإضراب عن الطعام هو السلاح الوحيد الذي تملكه الحركة الأسيرة، والخيار النهائي الذي تحسب له "إسرائيل" ألف حساب وتستنفر كل قواها وأجهزتها الحربية لمواجهة الأسرى وفرض القبضة عليهم.

ووصف المسلماني في حديث مع مراسلة "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إضراب الإداريين بالسياسي الذي يتطلب أوسع التفاف حتى لا يبقون يواجهون المعركة وحدهم، مطالباً السلطة الفلسطينية بتحرك سياسي عاجل لإنهاء قضية الإداريين.

وأوضح المسلماني، أنه المرة الأولى التي ينظم فيها إضراب جماعي للأسرى الإداريين ليحققوا انتصارهم وتحقيق مطالبهم، داعياً إلى ضرورة التوجه للمنظمات الدولية والإنسانية لإجبار "إسرائيل" على إنهاء الاعتقال الإداري.

وأشار، إلى أن التحرك السياسي لقضية الأسرى الإداريين ليس بالمستوى المطلوب، مطالباً بضرورة أن تعمل القنصليات والسفارات الفلسطينية في كل العام كنخلية نحل للتعريف بالإضراب وحمل ملف الأسرى، ليكون لهم صدى صوت في كل أنحاء العالم وتشكيل حالة ضغط، مؤكداً أن هناك قصور في الجهد السياسي في سبيل إنهاء الإضراب.

أوضاع حرجة

من جهته، انتقد ياسر صالح عدم تفعيل قضية الأسرى بشكل دولي، كالسفارات والقنصليات في كافة الدول العربية والإسلامية والغربية، مذكراً بالجندي جلعاد شاليط التي لم تترك سفارة العدو مكاناً في العالم وإلا وقد تحدثت عن وجود معتقل لهم في غزة.

وأشار المتحدث باسم مؤسسة "مهجة القدس" للأسرى والمحررين في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى لصنوف الانتهاكات والاعتداءات التي تمارس ضد الأسرى الإداريين كالاقتحامات المتكررة للسجون وكسر أصبع أحدهم، ونقل بعضهم لسجون جنائية مدنية، وآخرون لسجون أخرى.

وأضاف صالح، أن الأسرى الإداريين يعيشون في أوضاع حرجة فيما تكتم إدارة السجون على أوضاعهم، محذراً من ارتقاء شهداء من بين الأسرى الإداريين نظراً لخطورة الأوضاع الصحية.

وحول التفاعل الرسمي والشعبي بقضية إضراب الأسرى، أشاد صالح بزيادة وتيرة الدعم والاسناد الشعبي للأسرى حيث تسير بوتير عالية على الرغم أنها لم ترتق للمستوى المطلوب.

أما على المستوى السياسي، فأكد صالح أن الوضع السياسي لا يلبي مطامح الأسرى وذويهم، فقضية الأسرى الإداريين لم يتم الحديث عنها على مستوى سياسي، حيث أن السياسية بعيدة عن الأسرى ومنشغلة بمسألة حكومة التوافق، مضيفاً أن الأسرى يتعرضون للموت باعتقالهم الإداري.