خبر رتبة وراتب ... ووظيفة ميري.. بقلم/ شمس شناعة

الساعة 12:24 م|18 مايو 2014

بقلم/ شمس شناعة

صحفي فلسطيني

الحالمون ... المستوزرون .. الراكضون خلف المنصب ... اللاهثون خلف الكرسي ... عبارات طفت على السطح في الآونة الأخيرة، وتسارع تداولها مؤخراً بعد توقيع اتفاق الشاطئ (المصالحة)، خصوصاً عندما علم الناس أن كلا الفصيلين الكبيرين (فتح وحماس) لن يشاركا في التشكيل، هنا انفتحت شهية الكثيرين، ممن اعتقدوا على الدوام أنهم لا يتمتعون بأي حضور في أذهان المواطنين، وأنهم من باب المستحيل أن يفكروا باستلام زمام المبادرة في ظل الاستقطاب الحزبي العالي في فلسطين، لكنهم فجأة استيقظوا على حلم كبير جعلهم غير قادرين على التصرف بحكمة أمام اغراء الموقع ومغزى الدور الذي يمكن أن يُسند لهم في هكذا أجواء، وهكذا تنكّر اليوم عشرات اليساريين السابقين من تنظيماتهم، ورفعوا شعار (أنا مستقل).

المستوزرون اليوم هم مجموعة من دعاة كل شيء، بإمكانك أن ترى أحدهم يعرّف نفسه على أنه (مثقف، رجل مجتمع مدني، مهتم بقضايا حقوق الإنسان، مناضل من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، نصير للمرأة، مدرب في المهارات الحياتية، كاتب ومدون وناشط على شبكات التواصل الاجتماعي، باحث وناقد، خبير في بناء المؤسسات وإدارة المشروعات، وقبل كل ذلك وبعده مناضل وطني ومقاوم من طراز رفيع حتى وإن اختلفت أداوت المقاومة والنضال عنده عن غيره، وبطبيعة الحال لا يكتمل المشهد إلا إذا قال عن نفسه أنه ضد الفساد والمفسدين، وأنه سيعيش عمره من مكافحة كل أشكال الظلم).

هؤلاء، استفادوا من مرحلة الانقسام البغيض، تماماً كما استفادوا زمن الاحتلال، ثم عادوا واستفادوا في زمن السلطة الوطنية، من خلال مؤسسات أنشأوها مع مطلع التسعينيات، ليبدأوا اللعب على وتر التناقضات ويضغطوا على القضايا الموجعة ويقبضوا الثمن بالدولار تارة وباليورو تارة أخرى، هؤلاء أجادوا استغلال الحالة الفلسطينية، ولبسوا قناع الواعظين، وبدأوا يمارسون دور (القديس) الذي جاء من عصر غير العصر وزمان غير الزمان، اغتنوا، منهم من فاق ثراءه كل تجارة ومن ينتظر وما غيروا في منهجهم قيد حرفٍ أو كلمة.

الوزارة حق لكل مواطن شريف آمن بكفاح شعبه، وامتلك المهارة اللازمة لأداء الدور المنوط به، وهناك مثقفون ورجالات مجتمع مدني وقادة فكر ورأي، كما أن هناك ناشطون في مجال حقوق الإنسان وقضايا الفئات الهشة، وهؤلاء يستحقون كل خير ويستحقون أن ينتصر المرء لهم، لكن على صناع القرار أن يتوخوا الحذر والدقة في فحص أوراق اعتماد كل من راق له أن يختتم المشهد (بترقية استثنائية)، وبدلاً من أن يُحاكم على الاضرار بالسلم الأهلي والسلام الاجتماعي، نراهم يتهيأون لأداء دور ربما تأسس منهجهم في العمل العام على الوصول له ذات يوم، ومن ثم توريث الأبناء للمواقع ليصبحوا (أمراء السياسة) في نموذج يشبه إلى حد كبير وضع العائلات السياسية اللبنانية التي ما أن ينتهي فيها دور الجد حتى يأتي الابن، وما أن يتعب الابن حتى يأتي دور الحفيد.

قناعتنا أن وزير من فتح أو وزير من حماس،اومن الفصائل الاخرى التى قدمت ومازالت تقدم . كفؤ ومؤهل وقادر على العطاء، لم يقترف في دماء الناس ولم يتورط بأعمال انقسامية بغيضة هو أهل للموقع الوزاري أكثر من انتهازي يملأ الدنيا صراخاً وهو جالس في مكانه، ويستحي من عباءته الحزبية التي لا تكاد تملأ باصاً في مناسبة عامة.