خبر تبين لي أنني مجرم كراهية -هآرتس

الساعة 08:34 ص|18 مايو 2014

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: اعتراض من قبل ابن عم آسي ديان على الكاتب جدعون ليفي لأنه كتب ما كتبه عن عائلة ديان متهما إياه بجريمة كراهية - المصدر).

 

استيقظت في صباح أول أمس مذعورا وتبين لي أنني مجرم كراهية؛ والحقيقة أنني لست لا مجرما كبيرا ولا صغيرا لكنني مجرم. والضحية هي عائلة ديان كعائلة شيلي دادون، لكن بصورة مصغرة. فقد جعلتني مقالة كتبتها عن سلالة ديان في صحيفة هآرتس في 4/5، جعلتني مجرما في نظر يونتان غيفن ("جرائم كراهية صغيرة"، هآرتس، أول أمس).

 

أسفت جدا لأنن قرأت أن مقالتي أضرت بعائلة ديان، فلم تكن عندي أية نية كتلك ولا أسهل علي من الاعتذار عن ذلك. يوجد غير قليل من الظواهر والاشخاص الذين أكرههم وليست عائلة ديان منهم. فأنا أُجل روت، وأُقدر ياعيل، ولي حساب سياسي مع شخصية موشيه العامة ككثيرين آخرين، لكن من المؤكد أنني لا أكره باقي أبناء العائلة. وأنا أُجل ايضا جدا جدا موهبة غيفن الماضية ولهذا لن أرد على شتائمه الشخصية.

 

يبدو أن غيفن في حداده على موت ابن عمه آسي لم يفهم مقالتي، والمسؤولية كلها علي. فقد كنت أقصد الى الكتابة عن اربعة أجيال في عائلة ديان باعتبارها انعكاسا رائعا لتاريخ الحياة الاسرائيلية – وانشأت "جريمة"؛ وأردت أن أكتب عن انفصال هذه السلالة التدريجي عن الشؤون الجماعية باعتباره مرآة دقيقة لما يجري على المجتمع الاسرائيلي – فأنتجت "كراهية".

 

بدأت بالجد الاكبر شموئيل، الذي اعتقدت أنه كان فلاحا وطلائعيا، لكن حفيده يونتان سارع الى ارسال جريمة – كراهية – صغيرة على جده ووقفني على خطئي: فقد كان الجد شموئيل طلائعيا وحالما مدة اسبوعين فقط. وفي كل ما بقي من حياته كان يتنقل فقط بين فنادق فخمة تاركا جدته دبورة للبعوض والطلائعيين. والحقيقة أنني لم أعلم ذلك. إن غيفن المتأخر أصبح الآن عاشقا للعم موشيه، وهذا حقه بالطبع لكنني أقل حبا له. وقد كتب غيفن عن آسي ما كتبته وهو أنه فنان معذب ونبي فناء العالم. وقد أصبحنا وصلنا الى الجيل الرابع الى ليئور. ويكتب غيفن أنه البطل الاكبر في السلالة بسبب ظروف حياته الشخصية وتخلصه منها (وهي ظروف نقول بالمناسبة إن أباه كان يتحمل غير قليل من التبعة عنها). إن غيفن يريد أن يثير الرحمة له. وليئور بالنسبة إلي مثال لما يحدث لا في عائلة ديان فقط (وفي عائلة غيفن) ولا في عائلات اسرائيلية كثيرة فقط، بل في عائلتي أنا ايضا، أعني الانطواء على الخاص والشخصي، والانفصال عن كل نضال فكري، والحياة في هرب من الواقع، وحياة الانكار وكتم الحقائق، وكُل واشرب لأننا سنموت غدا – نتيجة اليأس.

 

إن المجتمع الاسرائيلي، في برلين أو في تل ابيب ينطوي على نفسه في هرب مخيف من حاضره الحقيقي ومن مستقبله في الأساس. إجلسوا مرة في مقهى أو سافروا في حافلة أو في قطار واستمعوا الى الاحاديث. وأنصتوا الى المواضيع – وأنا أكثر من فعل ذلك – لتفهموا ما الذي يشغل أكثر الاسرائيليين هنا ولا سيما الشباب منهم. وتذكروا سبعينيات القرن الماضي مع "ماذا سنفعل بالمناطق" في كل عشاء في ليل السبت، وجدوا الفروق. بل تذكروا احتجاج ذلك الصيف قبل ثلاث سنوات والمواضيع الهامشية نسبيا التي هيجته آنذاك وكيف تهرب هو نفسه من القضايا المصيرية، وانظروا كيف تلاشى ايضا. وتذكروا مظاهرة "الـ 400 ألف" في غد مجزرة صبرا وشاتيلا، وحاولوا أن تتخيلوا كم يخرج اليوم الى الشوارع على أثر واقعة مشابهة. و400 أم 40؟ بل نشك أن يخرج أحد أصلا. يمكن الحديث دفاعا عن الحياة الطبيعية التي سيطرت على الخطاب لكن خطابا كهذا في واقع "غير طبيعي" يشهد على فقدان العلاقة بالواقع. كيف يمكن أن نفهم مجتمعا يهرب من نفسه، ولا يعلم الى أين يتجه، ويتنكر لمعرفة الحقائق؛ ويعتقد أنه اذا كان الاحتلال وراء

 

السور فهو غير موجود؛ وتناول المأكولات النباتية أهم فيه من الاحتلال ومثله ايضا قضاء العطل وسيارات الجيب الصغيرة.

 

إن ليئور هو صورة صادقة لكل ذلك. والطريق الطويل منذ ايام شموئيل الحالم (اسبوعين على الأقل)، الى موشيه القائد العسكري وآسي النبي الى ليئور صاحب العمود الصحفي الشخصي، ومن المؤكد أنه شخصي، هو القصة كلها. وأصبحت الكتابة عنها الآن جريمة كراهية حتى في نظر يساري متقاعد.