تقرير أمور خطيرة ارتكبها مشعوذون بحق المواطنين..والداخلية تعتقل عدد كبير منهم

الساعة 06:37 ص|17 مايو 2014

غزة-خاص

منذ الإعلان عن وفاة فتاة في شهر فبراير الماضي , برفح جنوب قطاع غزة جراء تعرضها لغيبوبة تامة أثناء جلسة علاج بالقرآن، إذ أجبرها المعالج على شرب ماء ادعى أنه مضاد للسحر, سارعت "وكالة فلسطين" للوقوف على أسباب الجريمة ومحاولة الوصول لاوكار المشعوذين الا ان وزارة الداخلية أعلنت حينها عن شنها حملة كبيرة  ومفاجئة على أوكار المشعوذين والمعالجين بالقرآن فضلت الوكالة حينها التريث .

تفاصيل الحادثة التي وقعت قبل حوالي ثلاثة شهور كشف عنها المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان , إن مواطنة تبلغ من العمر 18 عاما من سكان مدينة رفح توفيت بعد وصولها إلى مستشفى أبو يوسف النجار جراء تعرضها لغيبوبة تامة أثناء جلسة علاج بالقرآن.

وأضاف أن ذوي الفتاة توجهوا إلى العديد من الأطباء لعلاجها، غير أن حالتها لم تتحسن، وهو ما اضطرهم إلى اللجوء لعلاجها عند أحد الشيوخ الذين يدعون قدرتهم على العلاج بالقرآن.

"المعالِج قدم للفتاة ماء مذاب فيه ملح طعام ومادة لم تحدد طبيعتها، بعد أن ادعى أنها ضد السحر"..مما أدى لوفاتها

القبض على 166 مشعوذاً

ومن جانبه أكد الناطق باسم الشرطة الفلسطينية بغزة القدم أيوب أبو شعر اليوم, ان داخلية غزة شنت منذ ما يزيد عن شهرين حملة ضد المشعوذين والسحرة ومعالجين بالقرآن حيث تم ضبط 166 ساحراً مشعوذاً ومعالج بالقرآن .

وقال ابو شعر ل"فلسطين اليوم" ان الحملة مستمرة وان ال166 شخصاً من الذين تم ضبطهم يتم التحقيق معهم حيث تم إخلاء من يثبت براءته وبعد التأكد من خلو طرفة, او السجن لحين استكمال الإجراءات .

وبين أبو شعر ان عدد من الذين تم ضبطهم ارتكبوا جرائم قد تصل للسرقة وقضايا أخلاقية, وأمور أخرى وجاري التعامل معها , وقال إن النصيب الأكبر لعمل هؤلاء المشعوذين والسحرة كان في شمال ووسط قطاع غزة.

وحذر أبو شعر المواطنين , من الوقوع في شباك المشعوذين والسحرة , داعيا الموطنين الي مزيد من الثقافة والتوعية .

لم تصدق في شيء

حنان ( 33 عاماً ) تقول لـــ" فلسطين اليوم" "ذهبت إلى إحدى المشعوذات حتى تقرأ على رأسي من اجل ان يذهب  الحسد لأنه كلما أتت إمرأة الى بيتنا تريد خطبتي لابنها ويوافق أهلي إلا ان الأمر يأتي عكس ما أريد فهذه المرة الخامسة على التوالي التي تحصل معي وتتابع تبين لي ان حسد يلاحقني وكثرة الكلام عني في المنطقة التي اسكن فيها وان لا نصيب لي في الزواج".

وتضيف قائلة :"كل هذة الأمور جعلتني اشعر بالضيق والانفعال وفي بعض الأحيان تتعطل كل أموري وأعمالي بسبب التفكير في مثل هذا الموضوع"، وتواصل لم يكن امامي خيار اخر الا الذهاب لأحدى النساء التي تقوم بقراءة القرآن على رأسي وبعدها تعمل بفنجان القهوة حتى تعرف نصيبي من الشباب وما يعمل ومتى سوف يتقدم الى خطوبتي.

وأفادت "حنان" إنها توجهت إلى تلك المشعوذة أكثر من مرة وإنها بالمرة الأولى كانت قد دفعت 100 شيكل وبعد فترة من الزمن خمسين دينارا ومرة اخرى طلبت مني 200 دينار وكنت اذهب لها حسبما تقول لي، مضيفة ان المشعوذة كانت تطلب منها ان تفعل بعض الأمور الغريبة.

لافتة بالقول :" مثل ان استيقظ في نصف الليل واقوم بعمل بابونج واخلطه مع البخور واضعه في طنجرة صغيرة ثم ان اكبه على درج المنزل الموجود على باب المنزل من الخارج وبعض الأشياء الاخرى، وأشارت كنت أنفذ كل ما تقوله بدقة ولكن للأسف لم يتحقق شيء مما قالت لي قائلة لقد اسرفت الكثير من الوقت والمال دون جدوى حيث لم تتحقق أي شيء مما قالته المشعوذة.

حدث ما قاله لي

في حين يعترف خالد ( 41 عاماً) انه لا يعاني من مشاكل كثيرة في حياته ولا أسرته أبدا حتى يذهب الى احد المشعوذين بل لأنه يعتقد انه يعلم بعض الأمور الغيبية ويتنبأ بما سوف يحدث في الايام القادمة على صعيد عمله وحياة أسرته من أمور سلبية او ايجابية سوف تحدث معهم في الحياة.

فيقول لـــ" فلسطين اليوم" انه على قناعة دائمة بأن هذا النوع من المشعوذين يعرف الكثير من الأمور وماذا سوف يحدث في الايام القادمة لأي شخص، ويضيف انه ذهب في العديد من المرات الى ذلك المشعوذ وقد قلت له انه سوف يحدث بعض الأمور في حياته خلال هذه الايام وقد حدث ما قاله لي " على حد قوله .

لافتا الى انه يحب قراءة الفنجان منذ سنوات عدة وانه معتاد عليه موضحاً انه قادر على التفريق بين العراف والمشعوذ لان الأمر يتعلق بالنجوم والكواكب واشار انه لا يبخل في دفع المال لذلك الرجل فيعطيه كل ما يطلب حيث يعطيها في كل مرة 100 $ ويذهب له كل شهر تقريباً ولكن في الفترة الأخيرة ذهب لها أكثر من 9 مرات ولم يجده منذ تقريباً شهر ونصف على حد قوله.

الشعوذة حرام شرعاً

وفي ذات السياق حذر الدكتور عماد الداية من ظاهرة انتشار السحر والشعوذة بين الناس والتوجه الى هؤلاء المشعوذين وخاصة في ظل الأوضاع التي يعيشها المواطن من الفقر والحصار وقلة ما في اليد وتابع بالقول وهي باتت آفة تضرب المجتمع حيث ان أصحاب الشعوذة والسحر يستغلون اصحاب القلوب الضعيفة الذين ضاقت بهم سبل العيش فلجئوا الى اوكار الدجالين بحثاً عن حلول وهمية لمشاكلهم الحياتية.

وذكر انه لا يجوز للمسلم أن يذهب الى الكهنة والمشعوذين ابداً الذي يدعون معرفة الغيب كما لا يجوز ان يصدقوهم فيما يقولون مما سوف يحدث في الايام القادمة لأنه لا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى ولافتا الى ان هؤلاء حكمهم الضلال والكفر اذا ادعوا علم الغيب وقد ورد عن الرسول صلى الله عليها وسلم فقال: " من اتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين يوماً".

وأضاف لــ " فلسطين اليوم " انه يجب على الانسان عندما تواجهه مشكلة في الحياة ان يتوجه الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء في كل اموره وان يستشير اهل العلم حتى يفرج كربه من مصائب هذه الدنيا الفانية داعيا اصحاب القلوب الضعيفة ان يتقي الله سبحانه وتعالى فيما يفعلونه لان هذا سحر وشعوذة يغضب الله تعالى.

أسباب نفسية تدفع للذهاب لهم

يؤكد الاختصاصي النفسي والاجتماعي بجامعة الازهر بغزة الدكتور محمد الاغا ان هنالك العديد من الاشخاص الذين يعانون من ضغوطات الحياة اليومية التي يعيشونها في حياتهم بسبب الاوضاع التي يعيشها قطاع غزة منذ عدة سنوات من الحصار وعدم وجود عمل، ويضيف أن الضغوطات النفسية التي تواجه على هؤلاء الافراد من القريب والبعيد تسبب لهم حالة من الارتباك ويعتبر ذلك من أخطر العوامل النفسية على حياة الفرد نفسه وداخل المجتمع أيضاً.

ويتابع ما يدفع بعض الأشخاص الى الذهب الى المشعوذين الذين يقولون انه يتنبأ في المستقبل وماذا سوف يحدث مع الانسان في حياته وماذا ينتظره مما يكون مضطر للذهاب الى المشعوذ ولكنه في نهاية المطاف يضيع من الوقت والمال الكثير دون استفادة أي شيء.

وأضاف الى ان هناك العديد من الناس لا تواجههم أي مشكلات في حياتهم ولكن يذهب الى المشعوذين لمجرد كسر لروتين الحياة ليطمئنوا على مستقبلهم الذي هو بيد الله سبحانه وتعالى وحده لأنه لا يعلم الغيب الا الله، لافتا الى انه بالعادة هؤلاء الناس بلغوا من الرفاهية وامتلاك كل شيء في الدنيا تقريباً ما يجعلهم يشعرون بالملل والرغبة في اشياء مختلفة في حياتهم.