خبر وزير الطاقة التركي: 18 عاملا هم العالقون في المنجم وليس مئات كما يدعي البعض

الساعة 06:49 م|16 مايو 2014

وكالات

نفى وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي "طانر يلدز"، الأنباء التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام حول وجود مئات العمال العالقين في المنجم الذي تعرض لحريق يوم الثلاثاء الماضي، وأودى بحياة 284، حسب أرقام رسمية غير نهائية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير التركي، اليوم الجمعة، بعد لقاء جمعه بوزير العمل والضمان الاجتماعي "فاروق تشاليك" في مكان الحادث؛ حيث نفى يلدز بشكل قاطع تلك الأنباء، وأضاف "كان هناك 787 عاملا وقت وقوع الحادث، أنقذنا منهم 485، وفقدنا 284، ليكون عدد العمال الذين مازلوا عالقين ما بين 17 و18 عاملا فقط".

وأوضح يلدز أنهم سلموا جثامين 282 شخصا إلى عائلاتهم وذويهم لدفنهم، "فيما أجري تحليل البصمة الوراثية "DNA" لاثنين من الضحايا، وجاءت النتيجة قبل قليل، ونحن بصدد تسليمهما لذويهما"، مشيرا إلى أنهم مشغولون حاليا بالعمل بشكل سريع من أجل الوصول إلى العمال العالقين".

وأفاد أن هيئة التحقيق والتفتيش التي ستجري تحرياتها لمعرفة ملابسات الحادث، دخلت إلى المنجم في الأماكن التي لا تشهد أعمال انقاذ، ولا تتسم بأي خطورة على أرواحهم.

وذكر "يلدز" أن الحرائق في المنجم أُخمدت بشكل كبير، وأن نسبة أكسيد أول الكربون انخفضت بنسبة معينة، "الأمر الذي سيساعدنا في العمل بدون أي مضايقات أو عوائق"، مؤكدا أنهم يبذلون كل ما في وسعهم منذ بداية الأحداث من أجل انقاذ العمال الذين حاصرتهم النيران.

وأوضح الوزير التركي أن هناك ثلاثة عمال يخضعون للعلاج في المستشفى، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن حالتهم ليست خطيرة، وأوضح أن إدارة رئاسة الطوارئ والكوارث التابعة لرئاسة الوزراء التركية، نشرت على موقعها الإلكتروني قوائم الضحايا الذين تم انتشال جثثهم.  

وأشار إلى أن المصاب جلل، وأن تركيا بأكملها أُصيبت بحزن بالغ، "لأننا فقدنا أخوةً لنا قضوا اثناء عملهم بحثا عن لقمة العيش لتأمين حياتهم وذويهم".

ومن جانبه قال وزير العمل إن أعمال التفتيش والتحقيق بدأت حول كارثة المنجم التي وصفها بالأسوأ على الإطلاق في تاريخ تركيا، معربا عن أمله في الوصول إلى العالقين "أحياء أو إلى جثامينهم إن كانوا قد ماتوا".

وأكد أن الأعمال الرقابية على المناجم في كافة أنحاء تركيا بدأت عقب وقوع الحادث، مؤكدا أنهم باستمرار يجرون تلك الإجراءات لتحقيق سبل السلامة المهنية التي أكد أنها تحمل أهمية كبيرة لهم.

وفي تصريحات أخرى أدلى بها الوزير التركي في لقاء جمعه بممثلي النقابات المختلفة، ذكر أنهم عينوا لجنة فنية لإجراء التحقيقات الإدارية الخاصة بكارثة منجم "سوما"، لافتا إلى أن النتائج التي سيسفر عنها التحقيقات ستوضح كثيرا من الملابسات حول الحادث. 

يذكر أن انفجارا وقع، عصر الثلاثاء الماضي، في محول كهربائي بمنجم للفحم بمنطقة "سوما" التابعة لولاية "مانيسا" غربي تركيا، أدى إلى اندلاع حريق وانقطاع التيار الكهربائي، وأدى الحريق إلى احتجاز عمال المنجم على عمق حوالي 400 مترا وعلى بعد مابين 2.5 إلى 3 كلم من مدخل المنجم، بعد أن تعطلت المصاعد التي يستخدمونها في الصعود إلى أعلى.  

وبحسب مسؤولين فإن الحادث وقع في وقت كان فيه العمال يتأهبون لتغيير المناوبة، وهو ما يرجح سبب ارتفاع عدد الضحايا نظراً لوجود أعداد من العمال أكبر من المعتاد داخل المنجم حينها. 

ويعتبر هذا الحادث أسوأ الكوارث الصناعية التي شهدتها تركيا منذ العام 1941، وذلك بعد أن كان يحتل حادث مشابه وقع في ولاية "زونغولداق" في العام 1992، المرتبة الأولى، حين أسفر انفجار غاز عن مقتل 263 عاملا.   

وتجدر الإشارة إلى حوادث المناجم المختلفة التي تعرضت لها تركيا، أدت إلى مقتل أكثر من ثلاثة ألاف شخص منذ العام 1941 وحتى الآن، فضلا عن إصابة أكثر من 100 ألف أخرين.