خبر الشرطة التركية تقمع تظاهرة ضخمة في موقع حادثة المنجم

الساعة 04:02 م|16 مايو 2014

وكالات

اطلقت الشرطة التركية، اليوم الجمعة، قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق حوالي عشرة الاف متظاهر كانوا تجمعوا في بلدة سوما التي قتل فيها هذا الأسبوع نحو 300 شخص في أسوأ كارثة يشهدها قطاع التعدين بالبلاد.

وقبل ان تتدخل الشرطة بقوة في المدينة المنجمية الواقعة على مقربة من منجم الفحم، حيث وقع الحادث الثلاثاء، رفض المتظاهرون الغاضبون التفرق على الرغم من الدعوات التي وجهتها الشرطة. وكانوا يهتفون مطالبين بـ"استقالة الحكومة" و "لن تهدأ سومي، ولن تنسى عمال المنجم".

ورد المتظاهرون على الشرطة التي استخدمت ايضا خراطيم المياه، برشقهم بالحجارة.

وتفرق المحتجون في الشوارع الجانبية عندما تدخلت الشرطة في شارع تجاري بالبلدة توجد به متاجر وبنوك وكذلك مقر الحكومة المحلية ونقابة عمالية.

واجتاح الغضب تركيا مع اتضاح حجم الكارثة. والاحتجاجات موجهة لمالكي المنجم المتهمين بإعطاء الأولوية للربح على حساب السلامة وموجهة أيضا إلى حكومة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان التي يرون أنها تحابي أباطرة التعدين وتتراخى في تطبيق القواعد المنظمة للعمل في المناجم.

وكتب على لافتة بخط اليد وسط الحشد عبارة "لا يمكن لأي فحم ان يدفىء أطفال من قتلوا في المنجم".

وكان الحشد يحاول الوصول إلى تمثال لتكريم عمال المناجم في وسط البلدة عندما أغلقت الشرطة الطريق المؤدي إليه.

وقالت الشركة التي تدير منجم الفحم المنكوب اليوم إن الحريق أدى إلى انتشار غاز أول أكسيد الكربون السام في أرجاء المنجم خلال دقائق لكن لم يتضح بعد سبب محدد للكارثة التي وقعت يوم الثلاثاء.

ومعظم العاملين الذين كانوا بالمنجم وقت الحادث وعددهم 787 عاملا كان لديهم أقنعة أكسجين لكن الدخان والغاز انتشرا بسرعة كبيرة ، ما حال دون فرار الكثير منهم. وتأكد مقتل 284 شخصا ويعتقد أن 18 آخرين لا يزالون محاصرين.

وفي السياق ذاته، وجه رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان على ما يبدو سبابا معاديا لاسرائيل لدى تهجمه بعنف الاربعاء على متظاهر في موقع كارثة منجم سوما، وفق وسائل اعلام محلية اليوم الجمعة.

ويتبين من شريط فيديو بثته مواقع الصحف المعارضة على الانترنت ومنها صحيفة (سوزجو)، ان اردوغان صرخ في وجه متظاهر "لماذا تهرب ايها اللقيط الاسرائيلي؟ تعال الى هنا".

وكان هذا المتظاهر ينتقد على ما يبدو طريقة تعامل اردوغان مع الكارثة التي اسفرت عن مقتل حوالي 300 شخص في منجم فحم في مدينة سوما غرب تركيا.

وتظهر الصور رئيس الحكومة محاطا بعدد كبير من الحراس الشخصيين، وهو يدخل سوبرماركت صغيرا في سوما على مقربة من المنجم، وعلى مدخله يصرخ في وجه شخص غير واضح المعالم بين اشخاص آخرين، ويتهجم عليه ويمسكه من رقبته، وقد حصل هذا المشهد خلال تدافع.

ولا يتضح من الصور ما اذا كان اردوغان تعرض لهجوم من سكان غاضبين في سوما، او ما اذا كان صفع او ضرب المتظاهر، كما اكد منتقدوه.

ونفى المتحدث باسم حزبه العدالة والتنمية (اسلامي محافظ)، حسين جيليك، اليوم الجمعة، في تصريح صحافي في انقرة حصول هذا التعدي المادي وتحاشي الرد بالتفصيل على اسئلة الصحافيين.

وقال "ليس هناك صور لصفعة"، ونفى ان يكون رئيس الوزراء قد ضرب احدا.

ولم يسأل في المقابل حول الشتيمة المعادية لاسرائيل المنسوية الى رئيس الوزراء.

لكن المتحدث قال ان مستشارا لاردوغان تم تصويره، ركل متظاهرا على الارض في سوما، مشيرا الى "الدفاع المشروع" عن النفس.

لكن المستشار يوسف يركل الذي اعتذر عن تصرفه امس، "قد تعرض للهجوم والاصابة" من قبل هذا الرجل، وحصل على "اجازة مرضية سبعة ايام بسبب اصابته"، كما اكد جيليك.

وقد اثارت الصور الاستنكار في تركيا التي احزنتها مأساة سوما، وهي اسوأ كارثة صناعية تشهدها البلاد، واججت الغضب على حكومة اردوغان التي تتولى الحكم منذ 2002.

وقد هاجم رئيس الوزراء التركي الذي يصف نفسه بأنه "ديموقراطي مسلم"، اسرائيل مرارا في تصريحاته.

ففي اطار تعليقه على العملية العسكرية الاسرائيلية "الرصاص المصبوب" في قطاع غزة الفلسطيني في 2008، انتقد اردوغان بعنف رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق شمعون بيريس خلال منتدى دافوس في كانون الثاني (يناير) 2009، ثم انسحب من المنتدى.

وفي 2013، وصف اردوغان الصهيونية بأنها "جريمة ضد البشرية".

وتمر العلاقات بين اسرائيل وتركيا بأزمة منذ الهجوم الاسرائيلي قبل اربعة اعوام على اسطول كان متوجها الى غزة واسفر عن مقتل تسعة ناشطين اتراكا، لكن تطبيع العلاقات مطروح على ما يبدو، وتستعد اسرائيل للتعويض على عائلات الضحايا.