خبر تقديرات إسرائيلية بإبرام الاتفاق النووي الإيراني في يوليو

الساعة 05:40 م|15 مايو 2014

القدس المحتلة - وكالات

كشفت صحيفة "هآرتس"، يوم الخميس، أن التقديرات الإسرائيلية، السياسية والأمنية، تشير إلى أن الدول الغربية الست التي تدير مفاوضات مع إيران، قد تنجز الاتفاق النهائي في الموعد الأخير للمفاوضات، أي 20 يوليو/تموز المقبل.

وحسب "هآرتس"، فإن الانطباع السائد لدى الأوساط والمحافل الرسمية في دولة الاحتلال، هو أن الغرب يميل إلى إبرام الاتفاق مع إيران بعد تقديم تنازلات متبادلة، وتسوية بعيدة المدى، حتى نهاية الفترة المحددة للمفاوضات، مما دفع بإسرائيل إلى الإعراب عن قلقها إزاء "الموقف المتنازل" للدول الغربية.

وقال المحلل العسكري للصحيفة، عموس هرئيل، في هذا السياق: إن تل أبيب رفضت خلال زيارة مستشارة الأمن القومي الأميركية، سوزان رايس، الأسبوع الماضي، التفسيرات والتبريرات التي قدّمتها المسؤولة الأميركية عن "ضيق نافذة التوصل الى اتفاق مع إيران"، بسبب "عدم اليقين من إمكانية استمرار إدارة الرئيس، حسن روحاني، ووزير خارجيته، محمد جواد ظريف".

وتدعي إسرائيل أن إدارة روحاني، "نجحت مجدداً في تضليل الدول العظمى". ووفقاً لتحليل كبار العاملين في وزارة الأمن الإسرائيلية، فإن طهران متحمسة للوصل إلى اتفاق دائم حتى شهر يوليو/تموز المقبل، لأنها لاحظت وجود استعداد غربي لذلك، ولأنها تسعى إلى إنقاذ اقتصادها من العقوبات المفروضة عليها.

كما يلفت تقرير "هآرتس" إلى القلق الإسرائيلي من تعاظم الاستعداد، والرغبة لدى جهات اقتصادية وشركات غربية للتعامل مع إيران، وإبرام صفقات عمل معها، وخصوصاً بعدما تم رفع جزء من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية، على أثر التوقيع على الاتفاق المرحلي في العام الماضي. وتعتقد إيران أنه في حال رفع غالبية العقوبات المفروضة عليها، فسيكون بمقدورها إعادة إنعاش اقتصادها القومي خلال العام المقبل.

وكانت رايس، قد عرضت على إسرائيل، خلال زيارتها الأخيرة، "الإنجازات المهمة" التي حققها الاتفاق المرحلي، وفي مقدمها وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وتقليل المخزون المتوافر في إيران، وخفض نسبة تخصيبه، وزيادة المراقبة الدولية.

وحسب الصحيفة، فإن إدارة أوباما، تعتقد أنه يمكن تحصيل تنازل إيراني بشأن تفعيل مفاعل "آراك" للمياه الثقيلة. في المقابل فإن دولة الاحتلال ترفض هذه التقديرات، وتعتقد أن إيران على استعداد للتضحية بمسار تطوير البلوتونيوم في "آراك"، بشرط المحافظة والإبقاء على مسار تخصيب اليورانيوم.

وأشار التقرير إلى أن الدولة العبرية انتقدت، خلال زيارة رايس، إغفال المفاوضت مع إيران، مسألة معالجة مشروع الصواريخ الإيرانية، وترسانة إيران الصاروخية وتطويرها للصواريخ بعيدة المدى ودعمها لـ"الإرهاب". بناءً على ذلك، بات لدى إسرائيل انطباع بأن واشنطن لا تعتزم إفشال التوصل إلى اتفاق دائم مع إيران على خلفية النشاط الإيراني في مجال تطوير الصواريخ بعيدة المدى.

لكن أبرز ما جاء في التقديرات الإسرائيلية، هو اعتقادها أن إدارة أوباما تعتزم الوفاء بتعهدها بعدم تمكين إيران من تطوير قنبلة ذرية خلال ولاية الإدارة الحالية، أي حتى عام 2017، وهو ما تعتبره إسرائيل مطلباً متواضعاً لن تجد إيران صعوبة في الاستجابة له.

وترى تل أبيب، أن هذا التوجه سيتيح لإيران، بعد توقيع الاتفاق، إعادة تنشيط اقتصادها، وإبقاءها "دولة حافة نووية" يمكنها تطوير قنبلة ذرية خلال فترة تتراوح بين عام وعام ونصف العام. لكن من شأن التوقيع على اتفاق دائم مع إيران أن يقلص بشكل كبير فرص شن هجوم إسرائيلي مستقل عليها، على ضوء المعارضة الشديدة التي يبديها المجتمع الدولي.

وحسب "هآرتس"، فإن الأجهزة الإسرائيلية ترصد التحسن الذي طرأ على مكانة إيران الإقليمية في الأشهر الماضية، باعتبارها الطرف الذي يحدّد وتيرة الحرب في سوريا، وبفعل تأثيرها وتحركها في أزمات أفغانستان والعراق ولبنان.