خبر مشكلة اسرائيل ليست الحكم بل الحكام -معاريف

الساعة 09:48 ص|15 مايو 2014

مشكلة اسرائيل ليست الحكم بل الحكام -معاريف

بقلم: د. تشيلو روزنبرغ

(المضمون: الفساد الاخلاقي، السياسة الضحلة، التهكم والمصالح الشخصية وليس مصلحة الجمهور هي المزايا البارزة للقيادة الاسرائيلية - المصدر).

 

قضية تعيين النائب يريف لفين وزئيف الكين لمنصب رئيس لجنة الخارجية والامن، المحاولات لالغاء مؤسسة رئاسة الدولة، التهديدات غير المنقطعة من يعلون وغانتس عن الغاء مناورة الجبهة

 

الداخلية ووقف التدريبات، وبشكل عام كل التشريعات المتزلفة للجمهور وعديمة كل أساس، هي بصقة في وجه المواطنين في الدولة، استخفاف شديد بنا جميعنا دون أن يكون احد يحصي المواطنين من مسافة متر.

 

واليكم مثال ونموذج لماذا ليس الحكم هو المشكلة في اسرائيل بل الحكام. الفساد الاخلاقي، السياسة الضحلة، التهكم والمصالح الشخصية وليس مصلحة الجمهور هي المزايا البارزة للقيادة الاسرائيلية. وسيقول العارفون بالامر ان الحال كان هكذا منذ الازل، هذا ما يحصل ايضا في دول اخرى. أما الحقيقة فهي أن ليس هكذا يتصرف الزعماء في كل العالم، ولنفترض أن نعم، فهل هذا يواسينا؟

 

لاسفي الشديد، معظم الجمهور غير مبال بما يحصل. ولهذا فان القيادات يتصرفون على أن يلعب الفتيان أمامنا أما نحن فنفعل ما نريد. ليس النقد داخل الساحة السياسية ولا خارجها ولا أي شيء آخر يجدي نفعا لاصلاح الثقافة السلطوية الفاسدة والبائسة القائمة في اسرائيل.

 

لنحاول مراجعة المنطق الذي يقبع خلف تعيين لفين والكين، بالتناوب، لمنصب رئيس لجنة الخارجية والامن. ستة اشهر كاملة وليس للجنة رئيس. لا يوجد في العالم الديمقراطي حتى ولا مثال واحد لا يكون فيه للجنة التي هي الاهم في البرلمان رئيس. ودون محاولة المبالغة على الاطلاق، يمكن القول ان لجنة الخارجية والامن يفترض أن تعنى بأكثر المواضيع المتعلقة بالامن والسياسة الخارجية حساسية.

 

ان عدم الاداء العادي للجنة هو مثابة تسيب لا مثل له في أي مكان. ولو كان الموقع أدناه وحده هو الذي يقرر، لكان ممكنا أن تعزى له دوافع غريبة. فرئيس الكنيست، ايضا، يولي ادلشتاين، في مقابلة نهاية الاسبوع مع "معاريف" قال ان هذا سلوك مخزٍ. وكذا محكمة العدل العليا حذرت من هذا السلوك المخجل . وها هو عندما يقرر رئيس الوزراء أخيرا تعيين رئيس، فانه يفعل ذلك بشكل أعوج، انطلاقا من دوافع حزبية وشخصية ضيقة كعالم النملة. فلماذا يتولى يريف لفين

 

وزئيف الكين المنصب الهام جدا وليس تساهي هنغبي الذي أدى المهامة بشكل جيد وموضوعي، برأي كل من كان عضوا في اللجنة والجهات المختلفة التي اتصلت وكان لها علاقة باللجنة.

 

ان تعيين هنغبي كان مضمونا. فما الذي حصل أن قرر رئيس الوزراء فجأة الكين ولفين؟ حسب التقرير في وسائل الاعلام، ضغط الرجلان عليه بشدة، ولهذا استسلم رئيس الوزراء. لنفترض أن هذه هي الحقيقة العارية، فان هذه حقا خجل وعار. وان لم يكن هذا وكل شيء شخصي، فان المهانة ستكون أكبر. هذه ببساطة مهزلة.

 

ماذا سيقول تلاميذ اسرائيل؟

 

في غياب مشاكل عسيرة ومضنية، تفرغ رئيس الوزراء لتصفية مؤسسة الرئاسة. ليس في هذا القرار ما يعبر عن محاولة حقيقية لاصلاح نظام الحكم في اسرائيل بل انتقام شخصي من أحد المرشحين. ينبغي الاعتراف بان موضوع وجود مؤسسة الرئاسة وضرورتها جدير بالبحث والفحص المعمق. ولكن غير شرعي وغير اخلاقي القرار بالغائها فقط لان أحد المرشحين لا يعجب رئيس الوزراء. موضوع فصل السلطات في النظام الديمقراطي يعلم في المدارس الثانوية وفي بعض الدراسات المدنية.

 

ماذا سيقول تلاميذ اسرائيل عند نظرهم الى فعلة رئيس الوزراء المستعد لان يضحي بكل مبدأ باسم الدوافع الشخصية للرجل؟ غير مقبول على العقل ان يتم بجرة قلم الغاء مؤسسة الرئاسة. وهذا لا يزعج جوقة مشجعي رئيس الوزراء اغراق صفحات التعقيب بالتفسيرات المنمقة في أن رئيس الوزراء محق. اما الجمهور، هنا ايضا، فغير مبال على الاطلاق.

 

في دولة يفعل فيها كل شخص كما يشاء، لا توجد مشكلة لوزير الدفاع أو رئيس الاركان للخروج علنا ضد خطوات حكومة اسرائيل التي يشاركون فيها. ومن أجل الضغط يهدد يعلون

 

ورئيس الاركان على كل حكومة اسرائيل وعلى النواب وبالاساس على الجمهور بالغاء مناورة الجبهة الداخلية الكبيرة والتدريبات لتقف اسرائيل لا سمح الله أمام خطر أمني لم يشهد له مثيل

 

هذا سبيل بائس وغير شرعي. فاذا كان وزير الدفاع ورئيس الاركان يعتقدان بان ميزانية الدفاع المقلصة ستلحق اضرارا جسيمة، فليتفضلا بالاستقالة والا يكونا شريكين في الخطوة. فهل يمكن لاحد أن يتصور وزير دفاع أو رئيس أركان امريكي يقف ضد قرار الرئيس ويبقى في منصبه ليوم واحد آخر؟ لا في الولايات المتحدة ولا في أي دولة سليمة بل في اسرائيل.

 

قوانين متزلفة للجمهور لا أمل في تحققها تجاز في الكنيست فقط لان رئيس الوزراء والوزراء، بما في ذلك وزير العدل الليبرالية، المزعومة، يريدون أن يثبتوا للجمهور بانهم يعملون في صالحه. المشكلة الكبرى هي ان الجمهور الغفير، لشدة الاسف، لا يفهم بان السياسيين يخدعونه ولا يعملون في صالحه، وهو صامت وسلبي اكثر من اي وقت مضى. إذن فليحيا بيبي، وتفضل بقعر الشعب بقدر ما تستطيع!