خبر دعوا الجيش الاسرائيلي يدافع عنا- هآرتس

الساعة 09:48 ص|15 مايو 2014

دعوا الجيش الاسرائيلي يدافع عنا- هآرتس

بقلم: آري شبيط

(المضمون: إن الهجوم على الجيش الاسرائيلي وادعاء أنه يستهلك الموارد القومية ليس حقاً لأنه الذي يحمي الاسرائيليين ويجعلهم يعيشون في سكينة وهدوء - المصدر).

 

يتعرض الجيش الاسرائيلي في الاشهر الاخيرة لقصف ثقيل. وقد أصبح وزير المالية وموظفو المالية والصحفيون ينكلون به. فالجيش يوصف بأنه جسم خنزيري فاسد ينطف سمناً، يستهلك موارد دولة اسرائيل الضئيلة. والضاربون المهرة يضربون مرة بعد اخرى الاكياس الممزقة لأجور الضباط الكبار ومخصصات تقاعد من خدموا الخدمة الدائمة وإسراف من يخدمون في الكرياه. وكما سجدوا في الماضي هنا للأمن أصبحوا الآن يهاجمون الأمن ويحرضون عليه. فقد أصبح جيش الدفاع الاسرائيلي عدو الشعب الجديد الذي يهدد النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.

 

توجد ثلاثة اسباب جيدة للهجوم الكبير وهي حقيقة أن الجيش الاسرائيلي كان في مدة عقود بقرة مقدسة سمينة جدا؛ وحقيقة أن خفت في السنوات الاخيرة بعض التهديدات الخارجية للدولة؛ وحقيقة أن برنامج العمل العام أصبح منذ صيف 2011 برنامج عمل اقتصاديا – اجتماعيا. لكن توجد ثلاثة اسباب سيئة ايضا للهجوم وهي: الميل الاسرائيلي الى رؤية "الهدوء" المباشر وعدم النظر الى ما وراءه؛ والميل الى البحث عن عدو جديد (ارباب المال والحريديين واتحادات العمال ولابسي البزات العسكرية) لتُنسب اليه كل امراض اسرائيل؛ والغوغائية السياسية السطحية التي تفضي الى اتخاذ قرارات سريعة متسرعة لا تواجه المشكلات العميقة بجدية ومسؤولية.

 

لا شك ألبتة في أن الجيش الاسرائيلي يجب أن يزيد في جدواه وأن ينظم نفسه ويلائمها للواقع المتغير. لكن يجب عليه ايضا أن يرى التحديات وراء الأفق وأن يستعد لها. ولا يجوز أن ندع الهدوء النسبي يضللنا. ولا يجوز أن نكرر الأخطاء التي وقعت قبل حرب لبنان الثانية. لم يعد يوجد في الحقيقة جيش سوري سيجتاح هضبة الجولان ويهجم على الجليل. ولم تعد توجد جبهة شرقية وراء نهر الاردن ولا جيش مصري معاد عند مشارف يد مردخاي. لكن لايران تأثيرا متزايدا في

 

العراق وسوريا ولبنان ينشيء قوسا شيعية حقيقية في الشمال. ولحزب الله 100 ألف صاروخ. وحماس قادرة على اصابة تل ابيب. وفي هذه الظروف فان المزاج العام الوادع الذي يرى أن "الخطر العسكري قد مر" خطير. وقد أفضى الى خطأ كبير في الماضي وقد يفضي الى خطأ الآن ايضا. فاسرائيل محتاجة، والمحيط الاستراتيجي غير مستقر والصراع الاسرائيلي الفلسطيني ما زال نشيطا، الى جيش اسرائيلي قوي، يكون مستعدا للحرب ويُمكن من السلام.

 

فعلت اسرائيل غير قليل على مر السنين لتزيد في جدوى اجهزة الامن غير المهندمة وفي ضبطها. ففي منتصف سبعينيات القرن الماضي بلغت الميزانية الامنية الى 35 بالمئة من الانتاج الوطني. أما اليوم فهي 5 بالمئة من الانتاج. ومن المفاجيء جدا أن دافع الضرائب الاسرائيلي ينفق اليوم من جيبه على الأمن أقل من دافع الضرائب الامريكي. وقد قوي هذا الاتجاه البعيد المدى في السنة الاخيرة حينما فعل الجيش الاسرائيلي ما لم يفعله أي جهاز عام آخر إذ اقتطع من لحمه الحي. فقد أغلقت ألوية مدرعة، وألغيت كتائب مدرعة، ومحيت تشكيلات طيران حربي، وأسكتت منظومات مركزية. ولم يعد جنود الاحتياط يتدربون، ويقلل جنود الخدمة النظامية التدرب ويُقال آلاف من العاملين في الخدمة الدائمة. وحينما يكون عدد دبابات اسرائيل أقل من عدد دبابات مصر فانه لا يوجد تسويغ للحماسة الموجهة على الجيش. ينبغي طلب الشفافية وزيادة الجدوى ويجب الانتقاد، لكن لا يجوز الانقضاض على لابسي البزات العسكرية في غضب شديد.

 

إن الجيش الاسرائيلي اليوم هو ضحية نجاحه. فانتصاره الكبير في الانتفاضة الثانية وتعاونه الوثيق هو و"الشباك" مع الفلسطينيين منح اسرائيل عقدا هادئا جدا نُقض بجدية مرتين فقط (في حرب لبنان الثانية وعملية الرصاص المصبوب). وأفضى الهدوء الى نمو وأفضى النمو الى سكينة، ويشعر كثيرون الآن بأن المنظمة العسكرية التي تدافع عنا اصبحت منظمة قديمة أكل الدهر عليها وشرب. وليس الامر كذلك فانه لا يجوز ألبتة ادارة الظهر الى الضباط والجنود الذين يُمكنوننا من الادمان على وهم أننا نعيش تحت كرمنا وتينتنا وخارج الشرق الاوسط.