خبر « شارة الثمن » لا تعكس الواقع -هآرتس

الساعة 09:47 ص|15 مايو 2014

بقلم: موشيه آرنس

(المضمون: أصبح الشباب العرب يسيرون بصورة أقوى نحو الاندماج في المجتمع الاسرائيلي لازدياد نسبة المتطوعين للخدمة العسكرية والمدنية في السنوات الاخيرة - المصدر).

 

إن البشرى الطيبة هي وجود اشارات الى تقدم كبير لاندماج الاقليات في نسيج المجتمع الاسرائيلي. والبشرى السيئة بالتخريب العنصري الموجه على العرب، تغطي على الجدل العقيم في مسألة من الذي كان مسؤولا عن انهيار التفاوض مع السلطة الفلسطينية. إن قدرة اليهود والعرب على التعايش في سلام في دولة اسرائيل هي التي ستحدد مستقبل اسرائيل أكثر من كل شيء آخر. وحينما يصبح لليهود والعرب حقوق وواجبات مدنية متساوية وتساوي في الفرص ايضا سيسود السلام الدولة ويحدث تقدم الى السلام مع جاراتنا.

 

زاد عدد الشباب العرب المتطوعين للخدمة الوطنية من سنة الى اخرى – من المسلمين والمسيحيين والبدو من الجنوب والعرب من الشمال. وقد زاد العدد من 100 تطوعوا قبل عشر سنوات الى 3000 في السنة الماضية وهي زيادة بنسبة 76 بالمئة قياسا بالسنة التي سبقتها، وأكثر المتطوعين العرب للخدمة الوطنية بنات، هذا الى أن عدد الشباب العرب المتطوعين للخدمة العسكرية أخذ يزداد منذ ثلاث سنوات. وقد صرف الانتباه هذا العام الى عدد المسيحيين المتطوعين للجيش الاسرائيلي المتزايد والتشجيع الذي تلقوه من الكاهن اليوناني الارثوذكسي

 

جبرائيل نداف. كان نحو من 100 شاب مسيحي يتطوعون كل سنة للخدمة العسكرية في السنوات الاخيرة وزاد العدد فتطوع 81 للخدمة في النصف الاخير من سنة 2013.

 

هناك محللون ينسبون زيادة استعداد المسيحيين للخدمة في الجيش الاسرائيلي الى الاحداث في سوريا والى الثمن الباهظ الذي جبي من المسيحيين الذين كانوا يعيشون هناك منذ آلاف السنين. وقد يفضي حمام الدم في سوريا الى أن يسير الشباب المسلمون في طريق مشابه بسبب معرفة المزايا التي يتمتع بها مواطنو اسرائيل في هذه الفترة العاصفة في الشرق الاوسط.

 

إن تطوع الشباب العرب للجيش الاسرائيلي والخدمة المدنية يثير معارضة صارخة من عدد من الساسة العرب الذين يعلمون أن الخدمة ستفضي الى اندماج هؤلاء الشباب في المجتمع الاسرائيلي. وهم يرون مثال الشباب الدروز الذين ألزموا بالتجنيد الالزامي للجيش الاسرائيلي مدة سنين واندماجهم في المجتمع على أثر هذه الخدمة، ويفضلون أن يبقى عرب اسرائيل خارج المجتمع الاسرائيلي. ويريد هؤلاء الساسة أن ينشروا "مظلة فلسطينية" معادية لاسرائيل فوق جميع الاقليات. وهم يزعمون بمعارضتهم خدمة المسيحيين في الجيش أن الحكومة تحاول أن "تقسم المعسكر الفلسطيني" في اسرائيل.

 

بيد أن الحكومة بتقدمها نحو تطبيق مساواة في الواجبات على كل مواطني اسرائيل، تسلك سلوكا حكيما، فهي تشجع بالتدريج كل الاقليات على تحمل مسؤوليتها عن الخدمة لحماية الدولة، لكنها تحصر العناية أولا بمجموعات مثل البدو والمسيحيين الذين يلاحظ عندهم استعداد للخدمة في الجيش الاسرائيلي. إن ما هو أخطر كثيرا من معارضة الساسة العرب عمليات التخريب التي ينفذها شباب يهود على اماكن عبادة وممتلكات لمواطنين عرب. ولعصابات الزعران هذه – ولا يهم هل يسمون ارهابيين أو نازيين جدد – هدف يشبه هدف عدد من الساسة العرب، أي أنهم يريدون دق إسفين بين المواطنين اليهود والعرب ومنع اندماج العرب في المجتمع الاسرائيلي. وليس الاضرار بذلك بسمعة اسرائيل الطيبة في الخارج فقط، بل هو يضر بدولة اسرائيل نفسها أولا.

 

يبدو أن الشباب العرب يصوتون بأرجلهم وبذلك يتغلبون على الساسة العرب المتطرفين. ويجب على اجهزة الامن والشرطة الآن أن تضع حدا لظاهرة "شارة الثمن" اليهودية.