خبر لا تُفوتوا أمواج الهجرة-اسرائيل اليوم

الساعة 09:41 ص|14 مايو 2014

بقلم: يورام إتنغر

(المضمون: ينبغي أن يعمل رؤساء الوزراء في اسرائيل على استغلال فرصة نادرة أتيحت لزيادة الهجرة اليهودية الى اسرائيل في العقد القريب - المصدر).

 

تقتضي نافذة فرص نادرة نشأت في الوقت الحالي، سياسة هجرة فعالة لاحداث موجة هجرة نصف مليون مهاجر على الاقل الى اسرائيل في العقد القريب، وألا يتم الاكتفاء بزيادة عدد المهاجرين اليها آلافا قليلة كل سنة.

 

كانت سياسة فعالة محرك النمو والردع الأنجع الذي جعل عدد سكان الدولة يرتفع من 650 ألف يهودي في 1948 الى 6.5 مليون في 2014، ومن انتاج وطني خام بلغ 1.5 مليار دولار الى 300 مليار دولار، ومن دولة بلا تكنولوجيا الى ثاني أكبر قوة تكنولوجية بعد الولايات المتحدة، ومن جيش اسرائيلي ضئيل الى قوة عسكرية متقدمة، ومن عبء استراتيجي في 1948 الى أنجع وأصدق حليفة استراتيجية للولايات المتحدة في 2014.

 

رفع كل رؤساء الوزراء من بن غوريون الى اسحق شمير الهجرة في رأس سلم الافضليات القومية، بخلاف موقف المؤسسة. وتبنوا تراث آباء الصهيونية الحديثة الذين رأوا الهجرة لباب الدولة اليهودية. وهم لم يردوا على امواج الهجرة بل بادروا اليها. فمنذ 1948 الى 1992 بادر رؤساء الوزراء الى امواج هجرة بلغت 3.5 مليون يهودي. واستغلوا نوافذ فرص نشأت على أثر اجراءات سياسية وفكرية واجتماعية واقتصادية وامنية في اسرائيل والدول العربية والاتحاد السوفييتي وشرق اوروبا والولايات المتحدة حيث كان لمجلس النواب الامريكي دور مركزي في فتح ابواب الاتحاد السوفييتي. وجلبت السياسة الفعالة المهاجرين الى اسرائيل لا الى الولايات المتحدة أو غرب اوروبا أو كندا أو استراليا. فعلى سبيل المثال أفضى الضغط الذي استعمله شمير على الرئيسين ريغان وبوش ومبادرته في مجلس الشيوخ الامريكي الى وقف اصدار شهادات لاجيء امريكية ليهود الاتحاد السوفييتي والى نقلهم جوا من موسكو الى اسرائيل فقط لا الى النمسا أو ايطاليا. وهكذا توقف ابتعاد 80 بالمئة من المهاجرين اليهود من الاتحاد السوفييتي، عن اسرائيل.

 

وأفضت السياسة الفعالة الى نمو لم يسبق له مثيل اقتصادي وعلمي وتكنولوجي وطبي وتربوي وعسكري وسكاني (زيادة عدد الولادات اليهودية السنوية بنسبة 62 بالمئة من 1995 الى 2013). ولولا امواج الهجرة لصعب على اسرائيل أن تواجه التحديات الوجودية اليومية.

 

يمتنع كل رؤساء الوزراء منذ 1992، بخلاف أسلافهم عن سياسة مشابهة ولهذا يحرمون اسرائيل محرك النمو والردع الأجدى. وهم يُستعبدون سياستهم للمؤسسة السكانية ومؤسسة الموظفين ولا يعملون عملا كافيا لانشاء موجة هجرة واستيعابها.

 

في 2014 فتحت نافذة فرص نادرة واسعة لموجة هجرة كبيرة ولا سيما في العقد القريب من روسيا واوكرانيا وهنغاريا والمانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا والارجنتين والولايات المتحدة وذلك بفضل ميزة اقتصادية نسبية لاسرائيل؛ وتعبير عمالقة التكنولوجيا الامريكيين عن ثقتهم بها وهم الذين يستثمرون في اسرائيل مليارات الدولارات؛ وتحسين التربية اليهودية/ الصهيونية في اماكن الجلاء قياسا بكلفتها المرتفعة جدا (في مقابل كونها بالمجان في اسرائيل)؛ واشتداد تهديد الارهاب الاسلامي العالمي وتضاؤل الارهاب الفلسطيني في اسرائيل؛ واتساع الهجرة المسلمة الى غرب اوروبا، وازدياد معاداة السامية تطرفا في العالم وعدم اليقين في روسيا واوكرانيا.

 

تقتضي سياسة هجرة فعالة انشاء قوات مهمات نوعية للدول المختلفة، واجازة تعليمات وتعليلات قانونية تُمكن من دمج المهاجرين الجدد فورا في سوق العمل وانشاء بنى تحتية للسكن والنقل العام والاتصالات والتربية والصحة والطب لاستيعاب المهاجرين.