خبر بلا غسل كلمات -سرائيل اليوم

الساعة 09:41 ص|14 مايو 2014

الرشوة هي رشوة، والفاسد هو فاسد

بقلم: دان مرغليت

(المضمون: إن قرار حكم القاضي روزان الذي حكم فيه على اولمرت بالسجن ست سنوات سيكون له أثر بعيد في الحياة العامة الاسرائيلية دونما صلة باولمرت نفسه - المصدر).

 

دوّت ثلاث كلمات في القاعة المليئة للقاضي دافيد روزان وهي: الخيانة والفساد والرشوة. فقد وصف خيانة اهود اولمرت ورفاقه في مقاعد المتهمين لثقة الجمهور، ووقف على فسادهم العميق وعلى الرشوة الضخمة التي أخذوها. وقد أسمع القاضي بحنجرة بحاءة صوتا سيدوي زمنا طويلا بعد ذلك بين أننا لن نحارب الفساد بيد مقيدة من الخلف لصالح عظماء البلاد.

 

أثارت سنوات السجن الست التي فرضت على اولمرت ثلاثة مستويات من الأسى: للسجن المتوقع لهذا الرجل الذي يسبب أسى لمعارفه القريبين وأبناء عائلته وجزء من الألفية العليا التي ربما لا ترى في أفعاله الجنائية شيئا خطيرا جدا؛ وأسى محتملا لامكان أن يفلت اولمرت برغم جنايته الى منطقة البراءة، ولهذا كان يمكن أن يتمسك من أعاد اليه القاضي روزان أمس الثقة بجهاز القضاء، أن يتمسك بصيغة أنه فاسد ايضا؛ والأسى الرئيس لأن اولمرت حصل على مبالغ رشوة ضخمة.

 

بعد الصدمة التي اصابت اولمرت في المحكمة فورا تم إعمال جهاز علاقاته العامة المزيت. وهو الجهاز الذي وجه الضربات بلغة غير مناسبة الى مراقب الدولة ميخا لندنشتراوس والى يده اليمنى يعقوب بوروفسكي، وسمى ما يحدث في تحقيقهما عنه "سيركا"؛ والذي تحفظ من مناحيم (مني) مزوز الذي فرض على الشرطة أن تحقق في قضية هولي لاند وأن تلقي على النائب العام للدولة موشيه لدور أن يعالج صفقة مع الشاهد الملكي الاشكالي شموئيل دخنر؛ ولدور الذي أفضى الى شهادة موشيه تلنسكي المبكرة وعاب عليه أنصار اولمرت.

 

هذه قائمة طويلة. إن يارون زليخة الذي أظهر خشية من فساد في قضية بيع بنك ليئومي، واليعاد شراغا الذي جُر اربع مرات الى محاكمات لأنه قال إن اولمرت سيحتاج الى زنزانة كبيرة في سجن معسياهو، وشولا زاكين الآن وقبلها أوري ميسر، والصحفيون الذين لم يستجيبوا دائما لأمر مقر قيادته. والقاضي روزان هو التالي في الدور للانضمام الى هذه المجموعة.

 

في مجال تجنيد الدعم الاعلامي نجح أنصار اولمرت. ففي تقرير صحفي واحد سُمع بصورة مركزة صوت روني بار أون وميكي سلرماير ورعنان دينور وكلهم مؤيد لاولمرت. وفي برنامج في القناة

 

الثانية تحرك رقاص من أُجريت اللقاءات الصحفية معهم بين متحفظين بوضوح من قرار الحكم وبين محايدين. وكانت شيلي يحيموفيتش فقط وحيدة في تأييدها الدائم لروزان. وهذه عينات.

 

وقيل كلام لا معنى له وكأن القاضي نعت اولمرت بانه خائن في حين بين أن الرشوة هي خيانة لثقة الجمهور؛ وكأنه لا يوجد في قرار الحكم أدلة بل خواطر القاضي فقط؛ وكأن العقوبة ليس لها مثيل من قبل، وحتى هذا غير صحيح. فقد أرسل القاضي روزان بسبب رشوة أقل، أرسل دافيد فعنونو ليقضي ست سنوات في السجن مثل اولمرت بالضبط.

 

إن كل ذلك ذو أهمية ثانوية بنظرة بعيدة المدى حتى مصير اولمرت. إن كلام القاضي أمس هو ثورة قضائية – اجتماعية. فقد كف عن غسل الكلمات وسمى الاشياء بأسمائها. فلم يعد ذلك مجرد "خيانة ثقة" دون خداع؛ ولا توجد تعريفات تُلين الاستنتاجات. فالرشوة هي الرشوة، والدمل هو الدمل، والفاسد هو الفاسد. وبذلك رفع السقف الاخلاقي لمسؤولية منتخبي الجمهور الى المكان الذي هبط عنه في العشرين سنة الاخيرة.

 

إن التشويش الاصطلاحي لوحظ في الكلام المغضب لمحامين يؤيدون اولمرت قال أحدهم في الراديو إنه "يجب تذكر اربعين سنة عمل عام". والعكس هو الصحيح لأنه يجب على من يقف على رأس الهرم السياسي أن يكون أنقى من الآخرين وأن يعاقَب على كل انحراف أكثر من الآخرين لا أقل منهم.

 

إن قرار حكم القاضي روزان هو ثورة مطلوبة وسيدوي سنين كثيرة من أعلى المنصات البراقة لأبناء النور دونما صلة باولمرت ودون أن يتذكر أحد أنه وجدت قضية رشوة لانسان بهذا الاسم. وفي هذا فخر لجهاز القضاء الاسرائيلي.