خبر لا داعي للاحتفال- يديعوت

الساعة 09:08 ص|13 مايو 2014

 

لا داعي للاحتفال- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

(المضمون: فقط الناس الذين هم عبيد لنوازعهم الشخصية أعمياء عن أن يروا مزايا فترة ولايته، الجهد الصادق للوصول الى تسوية مع الفلسطينيين، الجهد الذي عزز جدا مكانة اسرائيل في العالم، نجاعة عمل الحكومة في عهده، الاستعداد لاتخاذ القرارات. أولمرت هو مجرم مدان ولكنه ليس شيطانا - المصدر).

 

عندما ترى هذه السطور النور، فان الاحكام في محاكمة هولي لاند ستكون مكتوبة وموقعة. فالقاضي روزين قضى ما قضاه من أحكام. ليس عندي أي نية وأي رغبة في التأثير على قراراته. فالصحفيون الذين يصدرون التعليمات للقضاة – ويوجد كهؤلاء – يتحدثون عاليا عاليا عن سلطة القانون، ولكنهم عمليا يجعلون من سلطة القانون سخرية.

 

تلاوة قرارات الحكم، قبل شهر ونصف، ترافقت واندلاع استثنائي للكراهية، استثنائي حتى بتعابير النوازع المقبولة في اسرائيل. اولمرت كان الشيطان، الجني الذي يرفض الخروج، والذي يجب طرده. وطقس الطرد كان يشبه العبادة الدينية، الصوفية. فقد نظم اعداء اولمرت حفلة كي يرقصوا على الدم. فقد نزل رجال القانون المتقاعدون والمحللون على اصنافهم الصحف، الاذاعة، التلفزيون والشبكات الاجتماعية بالشتائم على رأس المدان وبالثناء على أنفسهم.

 

أحد منهم لم يسأل نفسه ماذا ينبغي لرجل مهني نزيه أن يسأله في مثل هذا الوضع. هل رده يتناول حصريا ما يبحث في هذا الملف، هولي لاند وحده، أم أنه ينبع من مكان آخر، ذي نوازع أشد، ذي شحنة أقوى، شخصية أكثر بكثير. فعن ماذا يدور الحديث في واقع الامر، في احتفال الادانة. عن هولي لاند أم عن اولمرت؟

 

أفترض أن القاضي روزين تناول هذه المسألة في اثناء المحاكمة، بل انه يلمح بها في حسم القرار.

 

لا جدال في أنه في عشرات سنوات النشاط السياسي اكتسب اولمرت الكثير من الكارهين. فسلوكه العدواني، الفظ، وردود فعله المبالغ بها على الانتقادات، سفرياته المتواترة الى الخارج، علاقاته مع أغنياء العالم، كل هذه وغيرها أغضبت الكثيرين. وعندما في أعقاب مرض شارون حظي بالتعيين وبعد ذلك في الانتخاب لرئاسة الوزراء كان هناك من اعتبروه مرشحا غير مناسب. "أنا لست شعبيا"، قال اولمرت عن نفسه ذات مرة. وهو محق.

 

وكانت حرب. حرب لبنان الثانية بدأت بالقدم اليسرى وانتهت بالقرف. واليوم، بعد ثماني سنوات، يمكن لنا ان نرى الانجازات. الردع الذي تحقق حيال حزب الله والهدوء الطويل في الجبهة اللبنانية. ولكن عدم الثقة بقي على حاله.

 

الباقي فعلته التحقيقات المهينة، الشهادات المحرجة في محاكمة ريشون تورز، الشهادة المبكرة تلنسكي، ومؤخرا محاولة شولا زاكين، رئيسة مكتبه السابقة، انقاذ نفسها من السجن من خلال شهادات قاسية عن رئيسها السابق.

 

انا أيضا اجد صعوبة في أن اميز بين اولمرت في قضية هولي لاند واولمرت الرجل. علاقاتي المهنية به استمرت على مدى عشرات السنين، منذ كان نائبا شابا. وهو لم يكذب لي أبدا ولم

 

يضللني على الاطلاق – شيء ما لا يمكنني أن أقوله، لاسفي، عن بعض السياسيين الاخرين، الذين يعتبرون رمزا للاستقامة. لا مرة ولا مرتين ساعدني في أن افهم أوضاعا مركبة وأتمكن بمعونته من اطلاع القراء. مرتان دعوته من على صفحات الجريدة الى الرحيل: في أعقاب حرب لبنان وفي ذروة شهادة تلنسكي. ومع ذلك، فان فقط الناس الذين هم عبيد لنوازعهم الشخصية أعمياء عن أن يروا مزايا فترة ولايته، الجهد الصادق للوصول الى تسوية مع الفلسطينيين، الجهد الذي عزز جدا مكانة اسرائيل في العالم، نجاعة عمل الحكومة في عهده، الاستعداد لاتخاذ القرارات. أولمرت هو مجرم مدان – وسيبقى هكذا على الاقل حتى نهاية الاستئناف في العليا – ولكنه ليس شيطانا.

 

لا يوجد ذرة فرح في أن يذهب رئيس وزراء سابق الى السجن. وبالتالي فاني اقترح لكل اولئك الذين تزلفوا له وتغذوا منه والان، بسقوطه، يبصقون عليه، لكل اولئك الذين أدانوه قبل سنوات من تخطيط نطاق هولي لاند، لكل المدعين العامين والشرطة الذين فشلوا في معالجة عائلات الجريمة والقتلة والارهاب اليهودي وبحثوا عن كفارتهم في هذه القضية أن يبقوا الفرح لانفسهم. فهذا الفرح لن يكون فخارهم.