خبر نتنياهو رئيس وزراء كلَ الحياة -هآرتس

الساعة 09:07 ص|13 مايو 2014

نتنياهو رئيس وزراء كلَ الحياة -هآرتس

بقلم: عوزي برعام

(المضمون: سُخرية من رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي يحاول الغاء مؤسسة الرئاسة لمجرد بغضه للمرشح روبي ريفلين - المصدر).

إن اقتراح بنيامين نتنياهو الغاء مؤسسة الرئاسة - لأنه ببساطة لا يحب روبي ريفلين – فكاهة ولا أمل له حقيقيا في أن يمر. لكن على كل حال، اذا كان رئيس الوزراء يرغب في التغيير تغييرا يخفف عنه وعن تمسكه بالحكم، فلماذا يلغي مؤسسة الرئاسة خاصة؟ واذا كان يخشى ألا يلقي عليه الرئيس القادم مهمة تشكيل الحكومة فعليه أن يمسك بالثور من قرنيه. فمن المنطقي

أكثر أن يقترح اجراء استفتاء للشعب في اقتراح أن يكون رئيس وزرائنا – أي هو – رئيس وزراء كلَ حياته.

هل سيمس ذلك بالديمقراطية؟ حاشى له أن يفعل. فسيستمر وجود انتخابات حرة للكنيست كما ينبغي لدولة ديمقراطية، بل يستطيع نتنياهو أن يبادر الى تعديل يقضي بأن ينتخب الشعب وزراءه مباشرة، وأن يمثل أمام الشعب في يوم الاستقلال التالي فيمجد التعديلات التي أدخلها الى حياتنا وهي أن رئيس الوزراء يُنتخب حياته كلها لأنه يمثل الدولة اليهودية التي ستحيا الى الأبد، أما الكنيست فتمثل الديمقراطية التي هي مهمة لكنها غير أبدية.

لكنك تستطيع يا سيدي رئيس الوزراء ايضا أن تختار طريقة اخرى تحتاج الى شجاعة لكنها ممكنة. يمكن اجازة اقتراح قانون يقضي بألا يقدر انسان فوق سن التقاعد على أن يُنتخب رئيسا للدولة. ولا يستطيع ريفلين أن يزعم أن هذا قانون جاء لمنع انتخابه لأنه يسري على الآخرين ايضا.

لا شك في أن ريفلين وأنصاره سيسارعون الى إثارة مزاعم باطلة مثل أن شمعون بيرس نجح جدا في عمله برغم سنه الكبيرة جدا، فلماذا يُسلب من هم أكثر صغرا منه هذا الحق – لكن عندك جوابا مُعدا وعميقا وعادلا عن هذا ايضا وهو أن بيرس أثبت أن الانسان في سن كبيرة جدا يأتي بحماقات وعلينا منع ذلك. ما الذي دهاه حتى التقى بمحمود عباس، وما الذي دهاه حتى اتجه الى لقاء زعماء اوروبيين لم يريدوا لقاء وزير الخارجية ليبرمان؟ وما الذي دهاه حتى تجرأ على انتقاد اجراءاتي السلمية؟ وما هو معنى الشعبية غير المعقولة لشخص عجوز يحاول التودد الى البرايا وأن يقتطع من قوة رئيس الوزراء؟.

سيقول نتنياهو إن شمعون بيرس شخص جدي فقد بنا اشياء مهمة جدا لاجل الشعب لكنه فعل ذلك في شبابه. وقد حظي في الحقيقة بمدح لا نهاية له من مناحيم بيغن الذي أجل دائما شخصيته وعمله لكن الشيخوخة لم تحسن اليه. والجمع بين الباعث والشيخوخة أفضى به الى الضغط لاحراز تسوية سلمية. ومن هو في الحاصل العام أصلا رجل من مباي لم يخدم في الجيش الاسرائيلي ويريد أن يفرض على الشعب اليهودي الفخور افكاره القديمة.

لا تسر في الطريق السهل يا نتنياهو. ولا تقترح الغاء مؤسسة الرئاسة. فهذا يبدو اجراءا انتقاميا حقودا. بل اتجه الى ما تؤمن به حقا فأنت تعلم أن شعب اسرائيل لم يحظ بزعيم ومتكلم

مثلك، وأنت غير مستعد لأن تصبح كرة لعب في أيدي بينيت ولبيد وهرتسوغ ولفني وليبرمان. فاقترح انتخابا كل الحياة.

من المؤكد أن توجد معارضات اسرائيلية ودولية لكن الشعب يعلم أن كل المعارضات أصلها اليسار الاسرائيلي الذي لم يسلم بسقوطه ويعارض كل اجراء يُثبت يهودية دولتنا الحبيبة. إنهم هم الساخرون، قل لنفسك، وهم المحرضون في الخارج علينا. ولا أعلم هذا من اليوم فقط. فمن الحقائق أنني همست بذلك في أذن الحاخام كدوري قبل سنوات.