خبر التفاوض: ينبغي الاتجاه الى تسويات جزئية- اسرائيل اليوم

الساعة 09:07 ص|13 مايو 2014

بقلم: زلمان شوفال

(المضمون: إن الظروف الحالية لا تُمكن من التوصل الى حل نهائي شامل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فينبغي لذلك الاتجاه الى حلول جزئية في مواضيع مثل الأمن والنشاط الاقتصادي وبناء مؤسسات حكم وقانون أنجع وأنزه في الجانب الفلسطيني - المصدر).

لم يكد مارتن اينديك المبعوث الامريكي الى محادثات السلام يهبط في واشنطن في نهاية الاسبوع حتى وقف بالقرب من منصة الخطباء كي يلقي على اسرائيل تبعة فشل التفاوض مع الفلسطينيين. وقد كرر البطبطة (صوت البط) الفلسطينية التي ترى أن خطط البناء الاسرائيلية وعدم تنفيذ الدفعة الرابعة للافراج عن المخربين هو الذي أفضى الى أن يتجه أبو مازن خلافا للمتفق عليه الى تلك الـ 15 منظمة دولية، برغم أنه علم أن الفلسطينيين أنفسهم، في وثائق رسمية بلغت الى علم وسائل الاعلام، أجازوا أنهم اتخذوا قرارهم المذكور آنفا قبل ذلك.

وليعادل اينديك كلامه قال إن "الطرفين غير مستعدين لاجراء مصالحات مؤلمة"، لكنه نسي أن يذكر أنه في حين أصبحت اسرائيل مستعدة للتخلي عن جزء كبير من ارضها، لم يتخل الفلسطينيون عن مطلب واحد من مطالبهم. ويمكن أن نتساءل لماذا تجاهل الدكتور اينديك الحقائق

(ونقول بالمناسبة إنه خالف في ذلك كثيرين من الموظفين الامريكيين الآخرين الذين شاركوا في المحادثات)، لكن أهم من ذلك الآن حصر العناية في صورة الوضع كما يمكن أن تتطور في الاشهر القريبة. تحدث الرئيس اوباما عن مهلة لكن ينبغي أن نفرض أنها لن تطول كثيرا كما يمكن أن نستدل على ذلك من زيارة مستشارة الامن القومي سوزان رايس في الاسبوع الماضي.

قال وزير الخارجية جون كيري فيما مضى إنه ينبغي اجراء "احصاء للموجودات" وكان على حق. إن الصورة واضحة في الجانب الفلسطيني، فاتفاق "المصالحة" بين أبو مازن وحماس – الذي قد يكون المرحلة الاولى من دمج المنظمة في م.ت.ف – يشهد على أن افكار أبو مازن هي في اتجاه استمرار نضال اسرائيل أكثر من أن تكون في اتجاه السلام معها. وقد استعاد "الرئيس" الآن شروطه لتجديد التفاوض وهي تجميد مطلق للبناء مدة ثلاثة اشهر (ولا يُفرق الفلسطينيون في هذا السياق بين القدس والكتل الاستيطانية ومناطق اخرى في "المناطق") وتنفيذ الدفعة الرابعة من الافراج عن الارهابيين. لكن حتى لو وافقت اسرائيل على ذلك – حتى لو كان ذلك لامتحان الفلسطينيين – فلا توجد أية اشارة الى أن الفلسطينيين ينوون التخلي عن نهجهم الاستراتيجي الذي هو الالتفاف على كل تفاوض حقيقي بخطوات من طرف واحد في نطاق الامم المتحدة وجهات دولية اخرى. وتعلمنا تجربة الماضي أن كل استجابة اسرائيلية أو امريكية لشروطهم تفضي فقط الى اثارتهم شروطا جديدة.

ليس من الممتنع أن تثير اسرائيل خاصة في الاسابيع القريبة اقتراحات منها "تكسر الجمود"، لكن كي يوجد احتمال ما لاخراج عجلة التفاوض من وحل الرفض الفلسطيني يجب على الولايات المتحدة أن تستعمل طرقا أخرى. فسيجب عليها أولا أن تقف أبو مازن على خطر النتائج التي ستكون لاستمرار توجهه. واذا أرادت واشنطن كما رأينا أن تستعمل عليه ضغطا فان هذا الضغط يحرز نتائجه. وأهم من ذلك أنه يجب على الامريكيين أن يفحصوا من جديد عن جزء كبير من فروضهم الاساسية. حدد السيد كيري في حينه مدة صارمة لاحراز حل كامل شامل لكل مشكلات الصراع، لكنه حتى لو ضاعف مدة الفترة المحددة ضعفين أو ثلاثة لما اختلفت النتيجة لا لأنه لا يوجد امكان محدد فقط لعقد جسر على الفروق الاساسية في مواضيع الصراع الجوهرية بل لأن الفلسطينيين ما بقوا يعتقدون أن الزمان يعمل في مصلحتهم (وكلام مارتن اينديك يشجعهم فقط على الاستمرار على هذا الموقف) فسيستمرون على جر أقدامهم وتضليل الامريكيين ايضا.

"اذا أمسكت بالكثير فانك لا تمسك شيئا" هذا ينطبق ايضا على الصراع الاسرائيلي الفلسطيني: إن تسوية شاملة لانهاء الصراع كالتي جعلتها واشنطن هدفا مباشرا وكالذي نفضله نحن مبدئيا ليست في متناول اليد. والاستنتاج الذي يلزم ذلك اذا هو أنه يجب للتقدم أن نتبنى كما يبدو مقولة تشرتشل وهي "الاسراع في بطء" – وأن نرسم استراتيجية تسويات جزئية في مواضيع مثل الأمن والنشاط والتعاون الاقتصاديين وبناء مؤسسات حكم وقانون أنجع وأنزه في الجانب الفلسطيني دون تكرار المحاولة الفاشلة لربط عجلة بلا اطارات أمام الخيول.

ينبغي أن نقول للفلسطينيين: "لا يُطلب اليكم في الحقيقة أن تتخلوا عن أحلامكم في حياة مستقلة.