خبر 11 مايو.. تاريخ مرغت فيه سرايا القدس أُنوف الجنود الصهاينة بالتراب

الساعة 06:52 م|11 مايو 2014

غزة - وكالات


لا زالت ذكريات الماضي تتجدد في نفوس المجاهدين من أبناء شعبنا الفلسطيني.. ولا زالت المعارك البطولية التي قادها رجال المقاومة في المدن والمخيمات والأحياء تنبض في قلوب المجاهدين، الذين خاضوا أعتى حروبهم بأقل ما يملكون دفاعاً عن دينهم و وطنهم وحريتهم، وتأكيداً منهم على البيعة المهداة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
 
فمنهم من قدم روحه في سبيل الله على حدود الوطن، ومنهم من ترجل وسط المخيمات والأحياء يدافع عن كرامة الأمة وفلسطين، فكانت تتوالى الاجتياحات الصهيونية، ومعها يزداد عدد الشهداء، ومع كل شهيد يرتقي للعلياء، يولد بدلاً منه ألف طفل ليقودوا المسيرة المهداة.
 
 ليسطر يوم الحادي عشر من مايو يوماً مضيئاً في تاريخ "سرايا القدس" وشعبنا الفلسطيني، بعد أن هزت السرايا ببطولاتها أركان الجيش الذي يدعى انه لا يقهر، وجعلته يتقهقر ويجر أذيال الهزيمة من قطاع غزة.
 
عمليـة الاقتحـام
"أبو محمد" أحد قادة كتيبة الزيتون في سرايا القدس بلواء غزة، وأحد الذين شاركوا في صد الاجتياح الصهيوني، تحدث لـ"الاعلام الحربي" عن بداية عملية الاقتحام؛ فقال "مع بدء منتصف ليلة الثلاثاء 11-5، وبينما كان المرابطين يهموا بالخروج لمناطق الرباط المعتادة علي حدود الحي وصلتنا إشارة بحركة للآليات العسكرية من محوري مغتصبة نتساريم وموقع ملكة العسكري شرقي الحي، وأن عدد الآليات كبير وقد تجمعت جميعها علي محور ما يعرف بمفرق الشهداء "نتساريم".
 
وتابع بالقول "ثم بدأ جميع المقاتلين من كافة الفصائل بالخروج والتمركز في محاور متفرقة، وبدأت تدور اشتباكات وإطلاق نار اتجاه الآليات، وأثناء التقدم باتجاه عمق الحي أعطب المقاومون آلية من خلال إطلاق قذيفة مضادة للدروع باتجاهها، فأطلق الطيران الحربي نيران أسلحته الرشاشة بشكل كثيف على المنطقة التي تم إطلاق القذيفة منها مما أدى لإصابة أحد المقاتلين الذين نفذوا المهمة، ثم تقدمت الآليات بشكل سريع جداً حتى وصلت منتصف الحي لمنطقة ما يعرف باسم عمارة دولة علي طريق صلاح الدين بتغطية نارية من الطيران الحربي".
 
وأضاف: "وتمركزت الآليات في المنطقة الأخيرة، وبدأت تطلق النيران بشكل كثيف جداً اتجاه المنازل والطرق، وانتشر المقاومين بين أزقة الحي الجانبية للمكان الذي تتمركز فيه الآليات علي الطريق العام للحي".
 
اشتباكـات ضاريـة وعمليـات مباغتـة
ولم تنتهي القصة هنا، فكانت تلك هي البداية للمعارك الضارية بعد أن وصلت الآليات الصهيونية ما أطلقت عليه المقاومة آنذاك "مربع الجحيم" بالحي.
 
يقول "أبو محمد"؛ "بعد وصول الآليات لمنتصف الحي بدأ المقاتلين بمباغتتها واستنزاف الجنود الصهاينة من خلال عمليات القنص التي كانت تطال الجنود الذين يظهرون من الآليات والقناصة الذين اعتلوا منازل لعائلات ( شملخ وشعفوط وعاشور ) وسط إطلاق قذائف مضادة للدروع بمختلف أنواعها، وكانت تدور من آن لآخر اشتباكات مباشرة مع الجنود الذين كانوا يحاولون الخروج من ناقلات الجند للمنازل القريبة علي جوانب الشارع العام، إلا أن رصاصات المقاتلين كانت تطالهم بغزارة وتحقق إصابات مباشرة بهم".
 
وتابع: "نحن في سرايا القدس قمنا بتقسيم أنفسنا لمجموعات منها تباغت الجنود وتستهدف الآليات بالقذائف المختلفة وأخرى تكون مهمتها زرع عبوات ناسفة في الطريق العام إلي المنطقة الأمامية من الاجتياح تخوفاً من التوغل إلي الأمام، وكانت عمليات المباغتة والاستهداف للآليات وإطلاق النار اتجاهها واتجاه الجنود لمحاولة الخروج من الناقلات باتجاه منازل المواطنين بهدف الغطاء علي تحرك المقاتلين لزرع العبوات وهو ما تم فعلاً وكان ذلك مع صيحات الآذان الأول لصلاة الفجر".
 
تفجيــر ناقلـة الجنـد ومقتـل ستـة جنـود
واستطرد قائلاً : "ومع صيحات الآذان لفجر الثلاثاء 11-5، تمكن المجاهد "فوزي المدهون" من التسلل من الجانب الشرقي للشارع العام من إحدى الأزقة الصغيرة واختبأ بداخل منزل مهجور، ثم تسلل بشكل سريع إلي جانب عدد من الإخوة المقاتلين إلي مدخل شارع مسجد الرحمن، وتمكن من زرع عبوة ناسفة تزن 50كغم، ثم غادروا إلي مكان الكمين في المنزل المهجور".
 
 
وأضاف "بعد أن تمكن مقاتلينا من نصب عدة عبوات ناسفة انسحب المجاهدين الذين كانوا يباغتون الجنود والآليات إلي المناطق الخلفية، وبدأ بعض مقاتلينا من إطلاق النار من الجهة الأمامية لجوانب الشارع العام، فكانت الآليات ترد بإطلاق النار وبعد وقت تقدمت الآليات رويداً – رويداً  لمنطقة ما يعرف بمطعم شعفوط، حيث تمركزت إحدى ناقلات الجند في تمام الساعة 6.35 صباحاً فوق العبوة الناسفة التي زرعها مجاهدي سرايا القدس أمام بيت يعود لآل حجي، وقام المجاهد فوزي المدهون الذي كان بداخل البيت المهجور من تفجير العبوة بالناقلة، والتي تبعه عدة إنفجارات أخرى تبين فيما بعد أنها ناتجة عن انفجار المواد التي كانت بحوزة الجنود داخل الناقلة، مما أدي لتطاير أجزاء الناقلة وأشلاء الجنود الذين كانوا بداخلها لمئات الأمتار وقد تمكن مقاتلينا من اغتنام رأس أحد الجنود الصهاينة الذين تطايرت أشلائهم بالمكان".
 
واستمر "وحين أتم مجاهدنا "فوزي المدهون" التفجير انسحب مع كثافة القصف العنيف الهمجي الذي طال المكان بعد التفجير، وتراجع المقاتلين وبدأت العملية العسكرية في الحي تأخذ منحىً آخر، وبدأ الطيران الحربي يخوض الحرب بدلاً من أن تخوضه الآليات العسكرية التي بقيت متمركزة بمنطقة مطعم شعفوط، دون أن يخرج الجنود من الآليات أو يقوموا بأي مهام، وفي المقابل بدأ المقاومين بتنفيذ مزيد من عمليات إطلاق القذائف المضادة للدروع واستنزاف الآليات والجنود، وسط إطلاق من الآليات التي لم تتمكن من التحرك من مكانها إلا بعد أن وصلت تعزيزات عسكرية للمنطقة منحتها حرية التحرك وفتحت للجنود الطريق أمامها للتحرك بسهولة".
 
محـاولات للوصـول لرأس الجنـدي الصهيونــي
وختم "واستمرت الأمور علي ذات المنوال، حيث كانت هناك مطالب صهيونية لتسليم رأس الجندي الصهيوني المختطف لدي مقاتلي سرايا القدس، وكانت هناك وساطات عربية من أجل تسليمه، مقابل الانسحاب من الحي، ورفضت آنذاك قيادة سرايا القدس تلك المطالب، مما استدعى قوات الاحتلال لتعزيز قواتها، حيث استولت قوات الاحتلال على ثلاثة منازل واعتلى الجنود أسطحها وحولوها إلى ثكنات عسكرية لقنص المقاومين، فيما واصلت المقاومة تصديها بالعبوات الناسفة وقذائفها، وطوق الجنود منازل عدد من المقاومين ونسفوا أبواب مداخل عدة مبان أقاموا فيها نقاط مراقبة على الأسطح، كما قامت وحدات من المستعربين بتمثيل دور المقاومة الفلسطينية والتسلل في سيارات مدنية فلسطينية بحثاً عن رأس الجندي المختطف، وازدادت المعركة البطولية شراسة، وبدأ جنود الاحتلال بتدمير عدداً من المحال التجارية والممتلكات في شارع صلاح الدين، وسط الحي وتجريف عشرات الدونمات من الأراضي الزراعية المزروعة بالأشجار المثمرة في الحي كان أكبرها مساحة بيارة العشي ، وأطقت الدبابات قذائفها باتجاه سيارات الإسعاف والطواقم الطبية، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء، بين صفوف المواطنين الفلسطينيين العزل".
 
تخبط صهيونــي ووساطــات لتسليـم رأس الجنـدي
ومع توالي الأحداث الميدانية، شهدت الساحة السياسية في الدولة العبرية وبشكل متسارع العديد من الاجتماعات والاتصالات الداخلية، وذلك بعد إن تحولت نزهة اجتياح حي الزيتون إلى كارثة أذهلت الجميع، ولتصبح القضية الأولى والأخيرة أشلاء اللحم ورأس المختطف لدي سرايا القدس، التي حولت المعركة الميدانية إلى حالة "هستيريا" لدى جنود الاحتلال الذين استخدموا كافة وسائل الانتقام من المقاومة والمواطنين وبدأت الدبابات والطائرات الصهيونية بقصف منازل وتجمعات المواطنين بشكل عشوائي.
 
وفي ظل الفشل الصهيوني من الوصول لأشلاء الجنود، طلبت الحكومة الصهيونية بقيادة الجنرال النازي "ارئيل شارون " من الصليب الأحمر الدولي التدخل لدى الفلسطينيين لإعادة أشلاء جثث الجنود الصهاينة فوراً، ألا أن تلك المحاولات مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي باءت بالفشل للتوصل إلى حل يتم مقابله تسليم الأشلاء.
 
ومع عدم تجاوب قيادة حركة الجهاد الإسلامي بدأت الاتهامات الصهيونية داخل أروقة القيادة الصهيونية تتوالي، وبدأت التوعد بشن حرب كبيرة تزداد، حيث اتهمت في ذاك الوقت الخارجية الصهيونية الفلسطينيين بـ"التنكيل" بالجثث ونعتتهم بالبرابرة، فيما وصفهم وزير الخارجية سيلفان شالوم، بالحيوانات!، وقال شالوم خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي، كولين باول، إن "الكيان سيفعل كل ما يتطلبه الأمر من أجل إعادة الجثث"، ناعتا الفلسطينيين بالحيوانات، ومتوعدا "بالعمل ضدهم بكل وسيلة".
 
فيما دعت أوساط في اليمين الصهيوني إلى توسيع دائرة الحملات العسكرية ضد الفلسطينيين، فيما اعتبرت أوساط اليسار أن الجنود ضحوا بحياتهم سدى، ودعا عضو الكنيست أرييه إلداد إلى إعلان حرب شاملة على الفلسطينيين، وقال: "يتعين على رئيس الحكومة أن يصدر تعليماته للجيش بإعلان حرب شاملة على السلطة الفلسطينية وبقية التنظيمات الإرهابية، والتكفير بذلك عن خطة الانفصال التي طرحها".
 
فيما قال عضو الكنيست الصهيوني في حينه، شاؤول يهلوم (المفدال)، بكلمات "هستيرية" إن "ما قام به الفلسطينيون بعد قتل الجنود الصهاينة إنما يثبت مدى وضاعتهم وحقارتهم". وأضاف يهلوم أن "أية خطة انفصال لن تردعهم عن العمل ضدنا،علينا الاستمرار في السيطرة على قطاع غزة" على حد تعبيره.
 
وفي المقابل، قال عضو الكنيست، يوسي سريد تعقيبًا على الموضوع: "إننا نتساءل اليوم ما هو سبب سقوط جنودنا، لقد ضحوا بحياتهم عبثا، من الواضح للجميع أن ما يجب فعله هو الخروج من هناك"، فيما دعت عضوه الكنيست، يولي تمير شارون إلى الاستقالة من منصبه في أعقاب مقتل الجنود في غزة. وقالت تمير :"شارون غير قادر على سحب الجيش الصهيوني من غزة ومستمر في التخلي عن الجنود الصهاينة، يتعين عليه في ضوء ذلك تقديم استقالته".
 
ومع توالي هذه التصريحات، أجرت الحكومة الصهيونية السابقة برئاسة "ارئيل شارون" اتصالاً مع القيادة المصرية للتدخل لإعادة أشلاء الجنود من الفلسطينيين، ووصل وفد أمني رسمي خلال ساعات قليلة جداً إلى غزة، وعقد اجتماعاً مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي وتم التوصل لاتفاق على أن يسلم رأس الصهيوني المختطف مقابل الانسحاب من حي الزيتون وعدم العودة إليه، وهذا ما تم الموافقة عليه من قبل الصهاينة.
 
وكان المشرف المباشر على العملية البطولية الشهيد القائد حازم ارحيم , وأعلن العدو حينها بعدها عن اسم الشهيد: "حازم " بأنه مطلوب رقم واحد حياً أم ميتاً وأنه لن يفلت من (العقاب).
 
تحطيــم آمــال المحتليـن بتفجيـر ناقلـة جنـد أخـرى برفـح
وبعد أن تمت الموافقة على هذه الاتفاقية كانت سرايا القدس تحطم آمال المحتلين في غزة، وتوقع مزيد من القتلى الصهاينة، فتمكن الشهيد القائد "محمد الراعي" احد قادة السرايا برفح من اطلاق قذيفة أر بي جي على دبابة صهيونية قرب بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح، اوقعت ستة قتلى صهاينة آخرين من الوحدة الهندسية، وليكن بذلك 12 قتيلاً صهيونياً في أقل من أربعة وعشرين ساعة على يد مجاهدي سرايا القدس.
 
بطولات "سرايا القدس" مازالت كابوساً في ذاكرة الصهاينة
استذكرت صحيفة "معاريف" الصهيونية في تقرير سابق لها أحداثاً وبطولات نوعية لسرايا القدس ما زالت عالقةً في الأذهان، والتي كانت أهمها ما وقع يوم الثلاثاء بتاريخ 11 مايو 2004. عمليتين بطوليتين نوعيتين لسرايا القدس في قطاع غزة.
 
وحمل هذا العام كثيراً من الدلالات بأنه عام هادئ جداً، وقد حاول الجمهور الصهيوني العودة لحياته الاعتيادية، وأصبحت الاجتياحات الصهيونية للقطاع غير مهمة، وقد كانت توضع الأخبار المتعلقة بها في آخر النشرات الإخبارية أحيانا.
 
ولكن الحدث البارز والذي أصبح لا يُنسى كابوس رعبٍ مازال يلاحق الصهاينة، هو عندما دخل جنود ما يسمي بـ"لواء "جفعاتي" إلى حي الزيتون بمدينة غزة، بهدف القيام بعملية تفجير لإحدى المخارط هناك، بحجة أنها كانت تعمل على إنتاج القذائف الصاروخية حتى دقائق قبل السادسة والنصف صباحا، عندما هز المنطقة انفجار عنيف أخفى معالم ناقلة جند صهيونية كان على متنها 6 من عناصر سلاح الهندسة التابع للواء "جفعاتي" الصهيوني، على يد مجاهدي سرايا القدس.
 
وعلى مدى فترة زمنية معينة لم يعرف القادة الميدانيون ما هو مصير تلك الآلية العسكرية، بعد أن حاولوا التقاطها من خلال أجهزة الاتصال ولكن دون جدوى، إلا أنهم عندما رأوا محركها ملقىً على الأرض علموا أنه لم يبقى منها شيء.
 
لقد كانت عبوة ناسفة لسرايا القدس أدّت لاختراق الحماية السفلية لتلك الناقلة التي تُسمى M113، وقد تفجرت المواد التي كانت بحوزة الجنود، وبقيت الآن المهمة الصعبة لمن خلفهم، لكي يقوموا بجمع أشلائهم المتناثرة هنا وهناك وملاحقة الفلسطينيين، الذين وضعوا أيديهم على تلك الأشلاء وقاموا بالعبث فيها. ( إشارة إلى الشهيد القائد "حازم أرحيم" احد قادة السرايا عندما خطف اشلاء الجنود القتلى وعرضها امام وسائل الاعلام).
 
إن مأساة الجنود الستة، كان كابوس القادة في الميدان، كما أن تفجير تلك الناقلة وسط ذلك الازدحام الفلسطيني كان أحد الأمور السيئة على الإطلاق التي يتصورها العقل بالنسبة لقادة الجيش.
 
ولكن بالرغم من ذلك الحدث المؤلم وأنه كان معلوما أن مثل هذه الناقلات لا يوجد بها أي حماية من الأسفل، إلا أن الجيش الصهيوني عاد الكَرّة مرة أخرى وأرسل جنوده في مهمة أخرى على نفس النوع من تلك المركبات.
 
لكن في هذه المرة لم تكن عبوة أرضية وإنما قذيفة RPG أُطلِقتها سرايا القدس بالقرب من الشريط الحدودي مع رفح، واخترقت الناقلة التي تفجرت وهي تحمل طنا من المتفجرات بداخلها، حيث كانت تابعة لوحدة الأنفاق التي كانت تسير على خط "فيلادلفي". حيث تمكن الشهيد القائد في سرايا القدس "محمد الراعي" مساء يوم الثلاثاء الموافق (11-5)، من إطلاق قذيفة R.P.G تجاه ناقلة جند صهيونية على خط محور "فيلادلفي" بالقرب من الشريط الحدودي لمدينة رفح، مما أدى تدميرها بالكامل وأسفرت عن مقتل 6 جنود صهاينة.
 
وفي صباح اليوم التالي دخل الصحافيون في الجيبات المحصنة برفقة قائد المنطقة، بعد أن أُخبِروا مسبقا بأن الأمور على الأرض لا تُطاق وأن المناظر مزعزعة للغاية، وحينها وصلت الرسالة بشكل جيد للصحافيين بأنهم لن يمكثوا إلا دقائق معدودة فقط.
 
 ويقول أحد الصحافيين: "لقد كنا برفقة عناصر الإنقاذ (زكَّا) ورأينا الكثير من المناظر، ولكن عندما نزلنا من جيب الهمر وجدنا أن الأمور مختلفة تماما".
 
وهنا بدأ خريجو أحد الدورات العسكرية أبناء الـ19 عاما بالمهمة الصعبة، حيث كانت التعليمات واضحة بأنه يجب إخراج الزملاء، ولبِس الجميع قفازات طبية وبدءوا بالبحث بتمعُّن عن الأشلاء، وبين الفينة والأخرى كان أحدهم يقف ويُعطي ما وجد إلى عناصر الحاخامية العسكرية.
 
وفي صباح اليوم التالي عندما بدءوا بالبحث في الجهة الشرقية للجدار الفاصل قُتِل اثنان من الجنود أيضا، لكي يصبح العدد 13 جنديا خلال 4 أيام، وعليه صدرت التعليمات بوقف عمل الناقلة M113 للعمل في قطاع غزة . بعد تمكن مقاتلي سرايا القدس من تدميرها في اكثر من عملية.
 
وبعد ذلك وفي إطار سياسة التصعيد، بدأ الجيش الصهيوني بسلسلة من العمليات والاجتياحات تحت مسميات مختلفة، ثم بعد ذلك بُتِرت قدم قائد المنطقة عندما تفجرت إحدى العبوات بمركبته، ثم الانفصال عن غزة ، وخطف شاليط وتصفيات واغتيالات وصواريخ غراد على المجدل والصواريخ المحلية على سديروت، ثم عملية الرصاص المسكوب والسيطرة على سفينة مرمرة، وما زال شاليط في الأسر.
 
لذلك بعد مرور 6 أعوام على عمليتي تفجير الدبابتين الصهيونيتين لسرايا القدس، إلا أن هذه المأساة لم تنتهي بعد، وليس هناك من يستطيع أن يرى نهاية لذلك.
 
حكومــة الاحتـلال تدفـع 100 مليـون دولار لتطويـر مدرعاتهـا
بعد أن تمكن مجاهدو سرايا القدس من تفجير الدبابتين في حي الزيتون ورفح ومقتل اثني عشر جنديا صهيونيا ذكرت مصادر أمنية في وزارة الحرب الصهيونية أن الوزارة تعمل في هذه الآونة على محاولة التوصل لاتفاق مع هيئة الصناعات العسكرية الصهيونية لإمكانية على تطوير أداء وعمل المدرعات في المرحلة القادمة. وقالت المصادر -وفق ما أكد موقع جيش الاحتلال الصهيوني- أن الأمر ينطوي على كيفية حماية تلك المدرعات من صواريخ 'آر بي جي' المحمولة كتفًا التي تمكن أبطال سرايا القدس من إطلاق قذيفة على إحدى الدبابات مما أدى من تدميرها جنوب رفح.
 
تجدر الإشارة إلى أن سرايا القدس زفت المجاهد "فوزي المدهون" الذي تمكن من تفجير الناقلة بعد أن تمكن جندي صهيوني من قنصه مما أدى لاستشهاده علي الفور"، كما زفت في عام 2007 الشهيد المجاهد "محمود الراعي" الذي نفذ عملية تفجير الناقلة برفح أيضاً.