خبر الإرهاب لا يرمي للقتل فقط- اسرائيل اليوم

الساعة 10:12 ص|11 مايو 2014

بقلم: يوسي بيلين

(المضمون: إن منظمة "شارة الثمن" ينبغي أن تُعرف أنها منظمة ارهاب ليسهل القضاء عليها - المصدر).

 

إن كلمة "تيروريزم" هي في الاصل لاتينية تعني الخوف أو العمل الفظيع. وقد صيغت لتصبح مصطلحا سياسيا في القرن الثامن عشر، وتُعرف في القواميس السياسية بأنها تنظيم يرمي الى بث الذعر. وهذا في الحقيقة هو الأساس. فالارهابيون هم على نحو عام مجموعات صغيرة غير قادرة على أن تواجه النظام أو مجموعات اخرى من السكان وجها لوجه ولهذا تستعمل وسائل "إضرب واهرب". وهكذا تضمن مباشرة أو غير مباشرة أن يعرف الجمهور بافعالها ويأملون أن تؤثر هذه الافعال في السلطات كي تخشاهم أو أن تؤثر في جهات ما من المجتمع يوجهون افعالهم اليها. وإن "شارة الثمن" ينطبق عليها هذا التعريف.

 

دعا الوزير اوري اريئيل الى "التفرقة بين الارهاب الحقيقي الذي يرمي الى القتل وبين افعال خطيرة لا تقترب من ذلك". وأنا أرى أنه لا يفهم ما هو الارهاب ببساطة، فـ "الارهاب الحقيقي" لا يرمي الى القتل خاصة بل الى احراز اهداف سياسية باستعمال العنف أو بالتهديد باستعمال العنف. كان اختطاف الطائرات هو العمل الارهابي الابرز في سبعينيات القرن الماضي، ولم يكن رمي الى قتل المسافرين بل الى ابتزاز الحكومات ذات الصلة. وحينما يقتل ارهابيون من يختطفونه يعترفون في الحقيقة بفشلهم لأنه توجد لهم اهداف اخرى. وإن اعلان منظمة ما وضع قنبلة للاكتفاء بالتهديد لا لقتل أناس لا يعفيها من أن تُعرف بأنها منظمة ارهابية لأن دفن القنبلة كاف للتهديد.

 

القاعدة منظمة ارهابية تؤلف بين القتل والتخويف. وقد أفضت الحادثة في 11 ايلول في الحقيقة الى موت آلاف الناس، لكن هدفها الاساسي كان تخويف امريكا، وما زال من الممكن أن

 

يرى نجاحها الكبير الى اليوم في كل مطار في الولايات المتحدة. واكتفت منظمات اخرى بالتهديد والتخويف دون القتل وذلك كاف لزعزعة النظام أو للاضرار بأهم شؤون الدولة.

 

إن "أمر منع الارهاب" يقرر أن المنظمة الارهابية تعني "مجموعة اشخاص تستعمل في عملياتها اعمال العنف التي قد تفضي الى موت انسان أو اصابته أو تهديدات باعمال عنف كهذه". والعقوبة المتوقعة لعضو في منظمة كهذه هي السجن حتى عشرين سنة. وعلى هذا الاساس أعلن في الماضي أن حركة "كاخ" هي منظمة ارهابية وكذلك حركة "كهانا حي". وهذا الاعلان يُمكن الجهات الامنية من أن تصل بسهولة اكبر الى الارهابيين، والتهديد بالعقاب قد يردع الشاغبين. إن تعريف "شارة الثمن" بأنها "اتحاد غير مسموح به" بحسب تعليمات الطواريء في سنة 1945، كما فعلت الحكومة، يُمكن في الحقيقة من مصادرة أملاك هذا التنظيم لكنه لا يفرض عقوبات سجن على اعضائه ولهذا ليس له معنى حقيقي.

 

إن "شارة الثمن" هي منظمة أخذت تصبح مشكلة حقيقية لاسرائيل. ويكفي أن نقرأ التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الخارجية الامريكية عن الارهاب في العالم لندرك كيف تنظر الولايات المتحدة الى العجز الحكومي عن مواجهة عمليات هذه المنظمة الموجهة على من ليس يهوديا. إن الجدل عندنا يتعلق بالخطوات التي ينبغي استعمالها ويحسن في هذا الامر أن نصغي الى وزير الامن الداخلي والى وزيرة القضاء والى "الشباك".