خبر مؤتمر لجنة القدس البرلمانية يواصل أعماله في السويد

الساعة 09:36 ص|10 مايو 2014

رام الله

تتواصل، اليوم السبت، فعاليات مؤتمر القدس لدول الشمال الأوروبي تحت قبة البرلمان السويدي بمشاركة برلمانيين من دول الشمال ووفد فلسطيني ممثلا بعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، ورئيس لجنة السياسات في اللجنة المركزية لحركة 'فتح' عبد الله عبد الله.

كما شارك في الوفد السفير عفيف صافية والدكتور جاد اسحاق ومدير عام دائرة المغتربين علي أبو هلال، وسمير سيف من دائرة الشؤون الاجتماعية. في حين حضر المؤتمر بعض من الدبلوماسيين العرب المعتمدين في السويد ومشاركة العديد من أبناء الجالية الفلسطينية المقيمين في دول الشمال.

وقد افتتح المؤتمر يوم أمس بالإشارة إلى استمرار الاستيطان وأضراره بعملية السلام والطلب من المجتمع الدولي للمبادرة بالضغط على اسرائيل من اجل الاذعان لقرارات الشرعية الدولية.

وتحدث رئيس لجنة القدس البرلمانية فيكتور سماعنة عن نشأة وتطور لجنة القدس منذ العام 2012، وعن ضرورة التحرك أوروبيا لدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وشكر توربيورن بيوركلند من حزب اليسار سفارة دولة الامارات العربية المتحدة وجميع من شارك لإنجاح هذا المؤتمر الذي يأتي من خلال التعاون بين نشطاء وبرلمانيين سويديين يعملون بشراكة من اجل القاء الضوء على هذه القضية، وطالب بأن 'تكون القدس قضية عامة تدفع للتعاون في دول الشمال من اجل قضيتها التي ترمز للسلام، وبنقل هذا السؤال داخل اوروبا والعالم ايضا لتأسيس لوبي مؤثر وهذا العام هو المناسب لأنه عام التضامن مع الشعب الفلسطيني'.

وطالبت سفيرة فلسطين لدى السويد هالة فريز  بالعمل من اجل القدس عاصمة فلسطين، مشيرة إلى قرب حلول ذكرى النكبة التي شرد الاحتلال الاسرائيلي من خلالها الشعب الفلسطيني ومنعه من العودة 'ضاربا بعرض الحائط بكل القرارات الدولية'.

واكدت فريز أن الاحتلال لا زال يبني المستوطنات وآلاف الشقق السكنية الاستيطانية والسيطرة على المصادر الطبيعية وتدمير منازل الفلسطينيين وتشريدهم من بيوتهم خصوصا من القدس، و'يجري ذلك من خلال المستوطنين وبغطاء من جيش الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الواقع الديمغرافي للقدس والضفة الغربية، وقد طالت الاعتداءات على الشعب الفلسطيني المسلمين والمسيحيين على حد سواء، علما ان المجتمع الفلسطيني مجتمع متعدد الديانات ولم يحدث اي استهداف بين الفلسطينيين لدوافع دينية على مدار آلاف السنين'.

مايكل سفينسون من حزب الموديرات السويدي قال : هل يمنح التاريخ الحق لشعب ما ان يمارس الظلم على شعب جار؟ الاسرائيليون لم يتعلموا من التاريخ لقد رأيت محاولات التطهير واقامة المستوطنات على اراضيهم، وعبر عن ايمانه بأن 'اغلب اليهود يرغبون بالعيش بسلام الا ان الحكومة تعمل عكس ذلك، والحكومة الإسرائيلية ستخسر قريبا، ونتمنى ان يفهموا كيف يعاملون الفلسطينيين كبشر'.

وتحدثت في المؤتمر عشراوي، فأكدت أن القدس 'هي جزأ من تاريخنا وحضارتنا، وهي اكبر من اسمها، ولها خاصية وهي ترمز للسلام ولكنها الان مختطفة بحصار نقاط التفتيش والجدار والمستوطنات المدينة كانت طول تاريخها مفتوحة للجميع، القدس تعبر عما حل بفلسطين هي جزء من الحقيقة الكبرى لفلسطين'.

وتحدثت باسهاب عن الواقع الفلسطيني ومسار التفاوض مع الجانب الإسرائيلي والضغوط التي يتعرض لها الجانب الفلسطيني خصوصا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. وقالت كذلك 'نحن الشعب الوحيد على وجه الأرض الذي يطلب حريته من محتله'.

وقالت عشراوي: لا نستطيع تخيل المجتمع الفلسطيني أن يكون مكونا من دين او طيف او مذهب معين!، فهذا من المستحيل، فتاريخ فلسطين وحضارتها مبنية على التعدد الثقافي والديني.

وقال ابو هلال إن مؤتمر لجنة القدس البرلمانية الذي تجري فعالياته في البرلمان السويدي هو المؤتمر الثاني للجنة القدس البرلمانية لدول الشمال والذي يأتي في إطار إعلان الأمم المتحدة القاضي باعتبار عام ٢٠١٤ عام التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وعن دور دائرة المغتربين، قال ابو هلال : قدمنا توصية للمؤتمر بضرورة انشاء مركز للتخطيط البديل في القدس لإعداد الدراسات والمشاريع والخطط التي تحافظ على المدينة وتمنع من تهويدها من قبل حكومة الاحتلال.

د. عبد الله عبد الله بدأ حديثه بالقول : لا فلسطين بدون القدس ولا قدس بدون فلسطين. ثم تناول دور السويد الداعم للقضية الفلسطينية ابتداءا من دور الوسيط الدولي فولكه برنادوت الذي اغتالته عصابة ليحي الصهيونية عام 1948 ؛ واللقاءات السرية عام 1988 التي رعتها السويد لتقريب وجهات النظر مع الجانب الاسرائيلي ؛ وحركة التضامن الدولية لرفع الحصار عن غزة وأخيرا ما قام به الصحفي السويدي دونالد بودستروم في كشف سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال . وقدم الشكر نيابة عن الشعب الفلسطيني للسويد على مواقفها الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وقدم د. جاد اسحاق بالصور والخرائط تفاصيل دقيقة حول عمليات التهويد التي تجري على قدم وساق في المدينة المقدسة وتحدث عن الأساليب القذرة التي تتبعها اسرائيل في تقسيم المناطق الفلسطينية داخل وحول المدينة المقدسة، وكيف جعل شق الطرق وحفر الأنفاق التواصل في بيت حنينا وبيت صفافا صعبا، إضافة إلى تغيير الواقع الديموغرافي كما هو حاصل في منطقة الشيخ جراح وتنفيذ مشروعها المسمى 2020 الهادف الى جعل عدد الفلسطينيين ألا يتجاوز الـ 16%.

وقال عفيف صافية: لقد احترمنا كل القوانين والشرائع الدولية وقدمنا عرضا سخيا لحل النزاع مع الجانب الاسرائيلي لكنهم رفضوا العرض وأصبحنا بذلك قبيلة منتشرة في كافة أنحاء العالم .

وأضاف: النكبة لم تحدث عام 48 بل هي فعل مستمر حتى يومنا هذا. عشرون عاما من المفاوضات كان من المفترض أن تنهي الاحتلال بدلا من تمكينه كما هو حاصل اليوم.

في حين تحدثت آن ايه من لجنة رفع الحصار عن غزة عن المحاولات العديدة التي قامت بها اللجنة من شراء للسفن وتجييش شخصيات عامة ووازنة في أوروبا لكسر الحصار والتصدي الاسرائيلي لها، وقالت إن اللجنة قررت بناء سفينة في قطاع غزة لنقل البضائع الغزية الى العالم الخارجي لكن اسرائيل قامت باغراقها قبل عشرة أيام.

وتحدثت آن لينده العضوة البارزة في الحزب الاشتراكي السويدي والمؤيدة للحق الفلسطيني في أروقة الاتحاد الأوروبي، عن عدم شرعية المستوطنات وضرورة التشديد أوروبيا على عدم السماح لدخول البضائع القادمة منها إلى السوق الأوروبية.

بعد ذلك قدم ثلاثة من البرلمانيين وناشطة اجتماعية من كل من ايسلندا وفلندا والنرويج والدانمارك جردا لما يقومون به لدعم القضية الفلسطينية.

بعد كل الكلمات تم تقسيم الحضور إلى مجموعتين لمناقشة: حقوق الإنسان والقانون الدولي والأمم المتحدة، والمجموعة الثانية لمناقشة قضايا الصحة والتعليم والأوضاع الاجتماعية في الأراضي المحتلة.

وسيتواصل اليوم المؤتمر بعقد ورشتي عمل الورشة الاول حول انتهاكات حقوق الانسان في القدس من قبل سلطات الاحتلال وسبل مواجهتها والورشة الثانية تتعلق بالوضع الصحي والتعليمي والانتهاكات التي تمس هذين القطاعين وكيفية دعمهما حتى يتمكنا من تقديم الخدمات الصحية للفلسطينيين وضمان حرية التعليم كحق للفلسطينيين دون اي قيود وشروط ومضايقات من قبل الاحتلال.