خبر من يربح من الاحتلال- هآرتس

الساعة 08:54 ص|07 مايو 2014

من يربح من الاحتلال- هآرتس

بقلم: يغيل ليفي

(المضمون: يجب الحرص على نقاء الشريك الفلسطيني من الفساد لأن هذا النقاء من الفساد هو أساس استقراره، لكن الادارة الاسرائيلية لا تساعد على هذا النقاء - المصدر).

 

إن نقطة انطلاق معسكر السلام الاسرائيلي بسيطة وهي أن محمود عباس وحكومته "شريك" تضيعه اسرائيل. وحتى لو لم يرتاب بقيادة السلطة الفلسطينية أنها لا تطمح الى انهاء الاحتلال فانه يجب على معسكر السلام أن يأخذ في حسابه الفائدة التي يجلبها الاحتلال لهذه القيادة وآثارها.

 

أولا يساعد وجود الجيش الاسرائيلي في اراضي الضفة على استقرار السلطة الفلسطينية التي تعتمد على قوة فتح العسكرية والسياسية. إن الجيش الاسرائيلي يملأ الفجوة بين ما يُرى حاجات اسرائيل الامنية وبين نشاط اجهزة الامن الفلسطينية. فهذه لا "تحارب الارهاب"

 

فقط بل تقمع معارضي النظام ايضا ولا سيما مؤيدي حماس. إن وجود الجيش في المدن الفلسطينية والاعتقالات التي ينفذها تساعد في ذلك، والجيش الاسرائيلي يعمل على قدر كبير مثل جيش جنوب لبنان محلي في خدمة (غير مباشرة) لنظام عباس، وحينما تنشأ دولة فلسطينية وتُنهي هذه القوة الشرطية عملها سيهدد معارضو فتح اساس قوتها. وقد كان انهيار فتح في غزة في ظروف مشابهة مقدمة ذلك.

 

ويساعد الاحتلال ايضا في تقوية الفساد في السلطة الفلسطينية وهو يسهم في ذلك اسهاما غير مباشر لاعتماد السلطة على مساعدة اسرائيلية وباضعاف قدرتها على حكم سكانها، وهو ما يزيد فرص الاضرار بأملاك جمهور بتهريب الضرائب مثلا – وبصورة مباشرة ايضا. إن الادارة المدنية تؤثر في النشاط الاقتصادي في اراضي السلطة الفلسطينية. وهي تخصص تصاريح عمل وتنقل وترخيصات ومناقصات وموافقات على تنفيذ اعمال بنى تحتية (كرقص الاشباح مثلا الذي تم حول تخصيص ذبذبات لشركة الهواتف الخلوية الوطنية التي تشارك فيها عائلة عباس). وتطبق الادارة المدنية القانون ايضا بصورة انتقائية – في مجال التنقيب عن الماء، والبناء، مثلا.

 

إن التقدير الامني لنظام احتلال تصاحبه دائما العاب قوة بطبيعة الامر، ترمي الى تقوية الحلفاء المحليين، وهم فتح في هذه الحال، وإن لم تكن الادارة تشجع الفساد على عمد. وإن صورة استعمال الادارة لتقديرها الذي يؤثر في تقسيم الموارد الفلسطينية لا تخضع لانتقاد ناجع ولا يهتم مراقب الدولة بذلك. وتساعد الادارة المدنية السلطة الفلسطينية ايضا على الاحسان الى مؤيديها حينما تساعدها على الالتفاء على مناقصات والتخلي عن قواعد الشفافية وعن كل ما كان يتوقع أن تسلك بحسبه لو أنها كانت مستقلة. أسهمت اسرائيل في افساد السلطة في سنوات اوسلو، وليس ما يدعو الى افتراض أن يكون مبنى القوة الذي يساعد في ذلك قد اختفى في فترة زاد فيها فقط تدخلها فيما يجري في السلطة. وإن قل اهتمام وسائل الاعلام الاسرائيلية بذلك.

 

ماذا يعني كل ذلك بالنسبة "للشريك"؟ يصعب أن نعلم كيف يؤثر المبنى الذي وصف هنا في سلوك السلطة الفلسطينية في مفاوضة اسرائيل. من المؤكد أن الرأي المقترح لا يرمي الى تقوية اولئك الذين يزعمون أنه "لا شريك". إن انهاء الاحتلال يفترض أن يكون مصلحة اسرائيلية وطموحا الى رفع ظلم دونما صلة بسؤال من سيخسر لذلك في الجانب الآخر. لكن وجود طبقة تربح من الاحتلال يجب أن يعلمنا شيئا ما عن قابلية الوضع للانفجار الذي فيه مثل نشوب

 

انتفاضة الاقصى من سيثورون على الاحتلال باعتبار ذلك سبيلا للثورة على الفلسطينيين المستمتعين به.

 

لهذا اذا نشأ سلام ايضا فان استقراره متعلق بشرعية "الشريك"، وستتأثر هذه الشرعية بقدر كبير بقدرته على أن ينظف نفسه من الفساد، وقد أضاع معسكر السلام الاسرائيلي هذا الرأي بعد اوسلو، فاذا أضاعه مرة اخرى فذلك مؤسف.