خبر ثمن المنعة القومية -يديعوت

الساعة 10:15 ص|05 مايو 2014

ثمن المنعة القومية -يديعوت

بقلم: بني غانتس

(المضمون: تحاول قيادة الجيش الاسرائيلي أن يعود كل من يُرسل في مهمة خارج اسرائيل في سلام - المصدر).

 

من هيكل ذاكرة شعبنا الذي نقف أمامه الآن، ومن حجارة الأمل التي صاحبت دولتنا في الحرب من اجل الحياة وأحلام السلام، ومن المكان الذي نلامس فيه الماضي والحاضر والمستقبل – تنعكس اليوم الوجوه الشابة المليئة بالحياة لأعزائكم من البنين والبنات الذين هم مُرسلو شعب اسرائيل المخلصون. إنهم يصاحبوننا بصورتهم وفقدانهم في كل خطوة، في كل واحد من المفترقات التي تُعرضنا الحياة لها هنا. إنهم مفقودون في خدمة الجيش الاسرائيلي وفي خدمة مجتمع متألم مشتاق لم تنته كل صراعاته.

 

في الوقت الذي يشق فيه صوت الصافرة ضباب الذاكرة، أعود الى اصدقائي وخلاني وشركائي في الطريق، الذين بنوا سور أمن اسرائيل حجرا حجرا. وأتذكر صوت ضحكهم ونظراتهم وبريق وجوههم. وأحمل معي تصميمهم وايمانهم بعدالة النهج. وأتذكرهم وأحدق الى من يتابعون طريقهم من جنود الجيش الاسرائيلي وقادته. وقواتنا التي ألقاها في الميدان بالتمرينات والتدريبات.

 

وسخت فينا حياتنا هنا توقع كلمات "كل قواتنا عادت بسلام". وأتذكر بصفتي جنديا سار في ارض العدو الدعم والاهتمام. والعلم بأنه في اضواء المدينة التي تُرى من الخلف، تلك التي تبتعد عن جناح الطائرة، تنتظر دولة كاملة، داعمة مؤملة عودتنا في سلام. ولا يوجد شعور أكثر تعظيما من هذا. واليوم ايضا في الوقت الذي يعيش فيه مواطنو اسرائيل حياتهم المعتادة، تخرج قواتنا الى المهمة التالية وتعود من مهمة أمس. وهي تؤدي مهماتها في كل زمان وكل مكان يُطلب فيهما العمل، وتفعل ذلك بشجاعة وجرأة وصمت. وستستمر على فعل ذلك كلما احتيج الى ذلك. وستجيب في كل مرة يأتي فيها النداء.

 

لا نستطيع أن نضمن عودة قواتنا كلها بسلام لكننا نلتزم بأن نرسلهم الى المعركة ماهرين مسلحين بأفضل الوسائل ويقودهم أفضل القادة. وهذا غير كاف بل يُحتاج ايضا الى دعم شعب مستعد لأن يدفع ثمن المنعة في ازمان الطوارىء والحرب، ويُجل اخلاص قواتنا في الايام العادية. إن إجلالكم وتقديركم هما السلاح الأعز الذي يحمله جنودنا معهم.

 

يا أبناء العائلات، إن الظل الذي يظهر في عيني الوالد الذي فقد الأعز أحمله معي مثل صلاة. صلاة القلب الذي يريد أن يسمع أن كل قواتنا ستعود بسلام من الآن الى الأبد. وكل ما بقي لنا الآن أن نتألم معا وأن نلفكم بحبنا وأن ننظر معا الى مصادر الأمل والقوة التي بقيت هنا على ارض بلدنا. فنقف مثل رجل واحد بقلب واحد وننظر الى أبد اسرائيل ونتذكر القتلى ونفعل كل ما نستطيع كي نكون أهلاً لاخلاصهم من اجل مستقبلنا ومن اجل الأجيال التالية.