عادات وتقاليد تثقل أصحاب الميت ..

تقرير « موت وخراب ديار »..!

الساعة 09:41 ص|04 مايو 2014

غزة (خـاص)

"صعدت روحه إلى بارئها .. علم أصحابه بوفاته فتجمعوا لإلقاء نظرة الوداع .. اتجه بعضهم إلى المقبرة لتجهيز القبر.. وآخرون جلبوا الكفن ومغسل الموتى.. ومنهم من قام بنصب خيمة العزاء واستئجار الكراسي.. فيما صعد محبوه إلى المركبات و"سيارة نقل الموتى" لدفنه في إحدى المقابر بعد أن تم غسله وتكفينه وفقاً للشريعة الإسلامية..".

وبعد أن دفن المتوفى عاد محبوه إلى المركبات وبقي عدد من ذويه يتمتمون.. "من سيجلب الغداء هذا اليوم؟، كم تكاليف تغسيل المتوفى؟ وتكاليف القبر؟ ما هي تكاليف خيمة العزاء؟، من سيدفع؟".. وأمور أخرى من العادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا الفلسطيني يفكر بها ذوو المتوفى لتشكل عبء اقتصادي كبيراً على كاهلهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" سلطت الضوء على هذه العادات الاجتماعية التي باتت في حاجة ماسة إلى تعديل بهدف التخفيف عن كاهل ذوى المتوفى .. فبعض العائلات الفقيرة لا تجد قوت يومهم، فماذا سيفعلون إن توفى أحد من أبنائهم؟ هل يسيرون على نهج آبائهم وأجدادهم ليدخلوا في حرج وضائقة كبيرة؟.. أم يغيروا من تلك العادات للتخفيف عن كاهلهم؟

فمؤخراً.. علت مطالبات لبعض المواطنين عبر الجلسات العائلية، ومواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" بتغيير أو تعديل في موعد فتح بيت العزاء لاستقبال المعزين، باقتراح فتح بيت العزاء بعد صلاة العصر وحتى ساعات المساء، وإغلاقه في الصباح الباكر كون الناس في أعمالها، ويأتي ذلك بهدف إراحة أهل المتوفى والتخفيف عنهم من الوضع الاقتصادي بتجهيز الغذاء للمعزين.

وقد لاقت هذه المطالبات قبولاً من بعض الناس، مؤكدين أنهم باتوا يطبقونها في عائلاتهم خاصةً وأن عائلاتهم خرجوا بديون طائلة بعد انتهاء العزاء.. فيما كان للشرع الإسلامي رأي في القضية، حيث أكد الشيخ الداعية عماد حمتو، أن فتح بيت عزاء واجب ومظهر إيجابي لتوثيق جذور التواصل والتراحم والتعاطف بين أبناء المجتمع الفلسطيني.

وقال الداعية حمتو في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "إن إقامة بيت العزاء أمر ثابت عند الرسول صلى الله عليه وسلم فحينما بلغه نبأ استشهاد جعفر بن أبي طالب جلس في المسجد فقال أصحابه:" إنه العزاء".

وعند سؤاله عن تكاليف بيت العزاء أوضح الداعية حمتو، أن الدين الإسلامي مع التخفيف عن الوضع الاقتصادي للناس خاصة في ظل هذه الظروف فبيت العزاء يتطلب فنجان قهوة وحبة تمر"، موضحاً أن  هناك أمور لا يتم فيها العزاء وهي فتح بيت للعزاء لاستقبال الناس وتقديم الواجب".

وعن إعداد الطعام على مدار الأيام الثلاثة قال:" إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اطعموا آل جعفر فإن بهم ما يشغلهم"، هذا يعني إطعام أهل الميت فقط لأنهم غير قادرين نفسياً على صنع الطعام لأنفسهم في الساعات والأيام الأولى لفقد عزيز عليهم.

وفيما يتعلق بالعائلات الفقيرة قال الداعية حمتو: "إن النص القرآني جاء بالعموم وليس الخصوص ولكن هناك استثناءات للبعض"، مشدداً على أن الشرع لا يجيز إغلاق بيت العزاء أو فتحه مدة أكثر من ثلاثة أيام".

وبين، أن فتح بيت العزاء له فوائد إيجابية كبيرة على المواطنين من حيث التكاتف والتواصل والمساعدة حيث يساعد بعضنا البعض على إقامة العزاء وتجهيز الطعام وهذا أمر ايجابي يجب أن نعززه.

ومن بين التعليقات على الفيس بوك قال "أبو محمد" :"أنا مع هالفكرة وكم أتمنى فعلا تغييرها, لأن أهل الميت لا يجدون الوقت حتى للحزن على الميت وما تكلفه هذه البيوت ربما يراه البعض بسيطا, لكن هناك عائلات تستدين لكي تكفي المعزيين".

فيما قال أبو أسعد: " بجد شيء طيب حتى يعرف الناس إن العزاء بالشكل الموجود هو عرف وعادة فقط وليس سنة أصلا" كما قال.

وأضاف أبو أحمد: " أتمنى أن تتغير هذه العادات في مجتمعنا، لأنها بالفعل مرهقه لأهل الميت وللآخرين من جميع النواحي".