خبر ذرية ديان هي نحن- هآرتس

الساعة 09:14 ص|04 مايو 2014

ذرية ديان هي نحن- هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: يوجز تاريخ عائلة ديان من الأب المؤسس الى إبن الحفيد تاريخ الدولة الاسرائيلية كله بارتفاعها وسقوطها - المصدر).

 

اليكم موجز تاريخ الصهيونية ودولة اسرائيل، فهو قصة سلسلة عائلية من اربعة أجيال هي ذرية ديان. أنظروا في تاريخ عائلة ماي فلاور الاسرائيلية هذه، واحصلوا على الصورة كلها، من الحلم الى الاحتلال ثم الى اليأس. من شموئيل – الفلاح والطلائعي، الى موشيه – المقاتل والسياسي؛ والى آسي – الفنان والمبدع؛ ثم الى ليئور – كاتب المقالات. الاول غرس وأسس، والثاني قاتل واحتل، والثالث انتقد واحتج (عبثا)، والرابع يئس وانطوى على نفسه. هذا هو تاريخ الاسرائيلية.

 

شموئيل ديان: روسيا، الهجرة الثانية، دغانيا، نهلال، عضو كنيست من حزب مباي. وهو الأب المؤسس. وكان ابنه هو المحارب الاسطوري، وهو أيقونة عالمية وبطل مع عصابة على عينه. موشيه ديان – قد كُتب كل شيء عنه. وسرايا الليل الخاصة، وعمليات المجازاة القاسية، والنصر المُسكر والمُعمي في حرب الايام الستة، والاخفاق الفظيع في الحرب التي بعدها والسلام مع مصر. فهو الاسرائيلي الاكثر اسرائيلية في الثلاثين سنة الاولى، وهو قائد الاحتلال ومؤبده، والمبادر الى السلام ومُحققه، وسارق الآثار ومشتهي النساء، والرمز السافر للغرور الاسرائيلي ايضا – كل ذلك في اسطورة واحدة. فلولا هو (لربما) لم يوجد احتلال الى الأبد، ولولا هو (فلربما) ما كان سلام مع مصر. فليس ديان مسؤولا فقط عن الاحتلال بل عن تأبيده: فلولا وهم الجسور المفتوحة

 

و"الاحتلال المستنير" عنده فلربما كان انتهى فورا. ولولا غروره للايام الستة و"يحسن شرم الشيخ بلا سلام" التي كان يرددها، لمنعت بيقين حرب يوم الغفران. وجاء آسي بعده، ولد قبل انشاء الدولة ومات قبيل يوم استقلالها الـ 66، وتاريخ حياته وانتاجه مثال رائع لتاريخها. فمن أوري البلماحي، الجميل الناصية ووسيم جميع الازمان في "سار في الحقول" الى "الدكتور بومرانتس"، الطبيب النفسي المقال، ووالد مراقب بلدي مصاب بأعراض إسبريغر، يؤجر شقته في الطابق 12 لمنتحرين؛ ومن الكتيبة 890 في سلاح المظليين الى نهايته في بؤس مادي يسبب الأسى. وفيما بين ذلك لم يكن مبدعا موهوبا فقط بل كان ايضا منتقدا شديدا للاحتلال والعنف، والطمح والايمان بالقوة العسكرية، ونبي نهاية اسرائيل الآن. بعد الايام الستة لأبيه بسنتين حذر من الحرب التالية فكان "رجل السنة" في "عولام هزيه" في 1970. وقبل التصفيات في وضح النهار في شوارع المدن بسنوات خلف لنا نبوءة "الحياة بحسب أغفا" التي تثير القشعريرة والتي تتحقق. وقد قارن هو نفسه بين جسمه الذي أخذ يفسد وبين حال الدولة حينما التقطت له صورة عاريا في 2008 لصحيفة "يديعوت احرونوت". ثم نصل الى الجيل التالي في هذه السلسلة العائلية: فقد عرف ليئور أن يكتب عن نفسه فقط في أعمدته الصحفية. فكتب عن حياة الزواج وحياة الأبوة، ودورة تعليم سياقة، ويوم ميلاد، وشراء وصداع وأرق. إن ليئور ديان الذي تسميه زوجته "بابي" هو ايضا مثال لابناء جيله الاسرائيليين الجدد. رأى ليئور أن نضال أبيه الذي فشل تماما وغرق في اليأس يميز أبناء جيله، فلم يعد أي شيء جماعي يثير الاهتمام، فلتعش الفردانية؛ ولا تستأهل أية فكرة الحرب من اجلها، دعونا من الايديولوجيات والصراعات الخاسرة، مرحى للحياة الخاصة التي لا يوجد سواها.

 

يا لطول الطريق ويا لقصرها. إن مئة سنة في الحاصل تفصل بين الحلم وانكساره، وبين دغانيا أ ورمات أفيف أ. من المؤكد أن شموئيل لم يكن يحلم بأن هذه ستكون حال حفيده، ولم يتخيل موشيه أن تكون هذه حال إبن إبنه. ويصعب أن نفكر في قاسم مشترك واحد بينهم وفي لغة مشتركة وفي خط تشابه. كان حلم شموئيل وموشيه مثيرا للغضب في بعضه ومستعليا واستعماريا ومؤمنا بالقوة ومتجاهلا لسكان البلاد الذين سبقوهما، وليس انكساره ايضا كله أمر سلبي. إن عمى شموئيل وصلف موشيه لا يقل ضررهما عن تدمير الذات عند آسي وعن يأس ليئور. ومع كل ذلك لا يمكن أن تبقى غير مهتم بتاريخ كهذا، ولا يمكن ألا تحزن بسبب الطريق التي تشوشت تماما. من شموئيل الى ليئور، مرورا بموشيه وآسي، هذه هي الحكاية كلها – وليست هي لمزيد الألم حكاية مع نهاية طيبة.