خبر ارتفاع اليورو يثير قلقاً دولياً ودعوات إلى تدخّل «المركزي» الأوروبي

الساعة 05:27 ص|04 مايو 2014

وكالات

أكدت مصادر في البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت أن بقاء قيمة اليورو أمام الدولار والعملات الصعبة الأخرى مرتفعة منذ فترة طويلة بات يشغل بال مسئولي البنك وخبراء المال في ألمانيا وأوروبا والعالم.

ولوحظ هذا الأمر خلال اجتماع بين البنك وصندوق النقد الدوليين الذي عقد أواسط الشهر الماضي في واشنطن، وحضره ممثلو دول «قمة العشرين» الذين طالبوا رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي بالتدخل لوقف ارتفاع العملة الأوروبية الموحدة.

واعتبر دراغي أن وقف الارتفاع «يتطلب تأمين محفزات مالية»، مشيراً إلى أن المسألة «تطرح بعداً مهماً لمنحى الحفاظ على الاستقرار النقدي». ونقلت النشرة الاقتصادية الشهرية الصادرة أخيراً عن غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية في برلين عن مراقبين، إن كلمات دراغي «تعكس فقدان صبره إزاء الارتفاع المستمر في قيمة اليورو تجاه العملات الأخرى».

ويعتقد خبراء أن في ظل تضخم لا يتجاوز ربع النسبة المئوية المسموح بها من «المركزي» الأوروبي، والبالغة اثنين في المئة، والمستمر منذ أشهر طويلة في منطقة اليورو، فإن ارتفاع سعر اليورو خلال سنة ستة في المئة أمام الدولار سيدفع بالمركزي إلى الاهتمام بالمحافظة على الاستقرار المالي الذي يعتبر هدفه الرئيس، علماً بأن أسعار الواردات تنخفض فيما أسعار الصادرات ترتفع.

ويراوح اليورو عند 1.38 دولار بعدما سجل مطلع السنة 1.40 دولار، ما سبّب جدلاً داخلياً وخارجياً ودفع إلى البحث عن سُبل خفض قيمته التي لا تتناسب مع الوضع المالي لمعظم دول منطقة اليورو.

واعتبر دراغي في مداخلاته في اجتماعات واشنطن أن «التدخل في أسعار النقد ليس من أهداف المركزي الأوروبي، ولكن بعد كل ما حصل في الشهرين الماضيين، بات من الضروري المحافظة على استقرار الأسعار».

وإذا كانت ألمانيا في وضع اقتصادي جيد، فإن بقاء قيمة اليورو عالية لا يناسب المصدّرين الألمان لأنه يؤدي إلى ارتفاع أسعار منتجاتهم إزاء الدول الأخرى المصدرة، خصوصاً الصين التي تتعامل بعملتها المخفضة اصطناعياً، والولايات المتحدة التي تستفيد من انخفاض عملتها.

وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة «رايف أيزن كابيتال منيجمنت» النمساوية أخيراً، ونشرتها صحيفة «دي فيلت» الألمانية، أن «اقتصادات دول الشمال الأوروبي، مثل بلجيكا وفنلندا، مرهقة بديون كبيرة غير ظاهرة وتطرح علامات استفهام كبيرة على وضعها المالي على المدى البعيد».