خبر حماس والانتخابات الرئاسية المقبلة .. إبراهيم المدهون

الساعة 06:19 م|03 مايو 2014

شكل فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية عام 2006 صدمة للقوى الإقليمية والدولية، وحاولوا جاهدين إفشال تجربتها والحيلولة دون إنضاجها، ورغم الكثير من المعيقات والعقبات إلا أن تجربة حماس في العمل السياسي اعتبرت نموذجا لحركات المقاومة،.

فقد جمعت ما بين الحكم وادارة السلطة ورعاية مصالح الناس، وبين المقاومة وممارسة الكفاح المسلح، وتمسكت الحكومة بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية ولم تقدم تنازلا واحدا يحسب عليها.

معظم الإخفاقات والمآخذ على تجربة حكم حماس تعود للضغوط الخارجية والمعيقات المصنوعة بهدف إفشال التجربة وتشويهها، وأي تقييم حقيقي يجب أخذ الاعتبارات السابقة في عين الاعتبار، فهي لم تأخذ فرصتها الكافية والمريحة، إلا أنها ثبتت نفسها ومنطقها المقاوم كجزء رئيسي في المعركة، وأي تنازل أو تراجع يعتبر استجابة للضغوط (الإسرائيلية) والأمريكية.

ولهذا فأنا مع أن تقوم حماس بطرق باب الانتخابات بكل قوتها، إن كانت رئاسية أو تشريعية ومجلس وطني، فمن حقها استكمال مشروعها السياسي والمشاركة في إدارة المنظومة الفلسطينية إن اختارها الشعب الفلسطيني مجددا، وهي الأصلح في ضوء تهاوي النظام القديم وفشل مشروع المفاوضات.

إن استنكاف حركة حماس عن خوض الانتخابات الرئاسية والاكتفاء بالتشريعي مع دور شكلي في الحكم لن يرضي الاحتلال والقوى الإقليمية التي تدعمه، ولن يُشبع مطالبتهم بمزيد من التنازلات الفلسطينية، بل على العكس من ذلك سيفتح شهيتهم ويزيد من مطالبهم لتنازلات أخرى، وسيرسل لهم إشارات حول نجاح أسلوب الحصار والتضييق لجعله سيفا مسلطا على رقاب شعبنا.

لهذا أي خطوة تراجع ستعتبر بداية السقوط في الهاوية والاضمحلال السياسي، بل على الحركة التفكير برفع سلم المشاركة السياسية والدخول لمفاصل المنظومة القائدة للمرحلة المقبلة. وعليها ألا تخشى الحصار فمن واجه التحديات الأولى والكبرى ولم يكن هناك خبرة مسبقة بالعمل الحكومي والسلطوي، هو الأقدر على المواجهة بعد تجربة حكم سبع سنوات في غزة، وتنامي القوة الميدانية والسياسية والدبلوماسية.

واعتقد أن تقبل المجتمع الدولي لحماس سيكون أكثر مرونة من السابق، كما أن على حماس ان تقوم بمراجعة حقيقية لأدائها الاداري والسياسي واستخلاص العبر والعظات. حركة حماس أحرص من الرئيس محمود عباس على الانتخابات وأكثر جدية من حركة فتح على انجاز هذا الاستحقاق.

وأتمنى أن تتشدد في شروط نزاهة العملية الانتخابية خصوصا في الضفة الغربية، ولتطالب بمراقبين دوليين ومؤسسات مهنية لتقوم بدور الرقابة والمتابعة والتأكد من سيرها بشكل صحيح، كما أن عليها اخذ تعهد وطني واقليمي ودولي باحترام النتائج مهما كانت.

لا شك أن حركة حماس استفادت من تجربتها السابقة، ونضُجت لديها رؤية معمقة لتجاوز العقبات وللتخلص من بعض شوائب وأدران العمل السياسي، وتمتلك الآن رؤية متفتحة ومنفتحة على القطاعات المجتمعية والقوى المختلفة، فحماس قوة فلسطينية ومن حق شعبنا اختيارها واستثمارها.