تقرير في يومهم العالمي: الإعلاميون يبحثون عن بيت يُنهي انقسامهم

الساعة 08:56 ص|03 مايو 2014

غزة (خـاص)

مازال الصحفي الفلسطيني يواجه أبرز التحديات التي تُعيق ممارسة عمله بشكل اعتيادي، ليصل للحقيقة التي يبذل كل ما بوسعه من أجل الوصول لها حتى لو كلفه الأمر حياته وراحته وحريته، ليظل رغم كل ذلك الحارس لقضيته بالصورة والقلم.

فاليوم، يحتفي الإعلاميون في العالم أجمع والفلسطيني بشكل خاص، باليوم العالمي لحرية الصحافة، بتوثيق مزيد من انتهاكات قوات الاحتلال "الإسرائيلي" بحق الصحفيين، فاستشهد البعض وأصيب آخرون، فيما لازال آخرون في سجون الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.

لكن الفلسطينيون، يحتفون بيوم الحرية في ظل غياب نقابة قوية للصحفيين، تجمعهم على طاولة واحدة يستعيدون حقوقهم المسلوبة، وتبحث لهم وسائل وقف الانتهاكات الصهيونية التي يتعرضون لها باستمرار دون حسيب أو رقيب.

واقع مرير

الإعلامي صالح المصري مدير ورئيس تحرير "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، رأى أن الإعلاميين الفلسطينيين يحيون يومهم الإعلامي بانتهاكات لم تتوقف في يوم من الأيام، خاصةً من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يصيب ويعتقل الصحفيين.

كما أشار إلى التضييق المستمر الذي يمارس على الصحفيين، خاصةً على صعيد حرية التنقل عبر المعابر، موضحاً أن عشرات الصحفيين حرموا من التنقلات عبر المعابر والسفر للخارج للمشاركة في الدورات والتسويق لأعمالهم والمشاركة في المسابقات الدولية.

ووصف المصري واقع الصحفيين الفلسطينيين بالمرير خاصةً في ظل الانقسام الفلسطيني الذي انعكس سلباً على الصحفيين، مشيراً إلى عدم وجود نقابة قوية للصحفيين تجمعهم.

ووجه المصري نداءً للإعلاميين لإعادة ترتيب بيت الصحافة الفلسطيني – نقابة الصحفيين-، في ظل الحديث عن الحديث عن إنهاء الانقسام السياسي، والذي أكد ضرورة أن ينعكس على أحوال الصحفيين  مؤكداً ان الإنقسام الإعلامي أخطر من الإنقسام السياسي ويجب أن ينتهي بوحدة الجسم الصحفي .

مصالحة إعلامية

الإعلامي عماد الإفرنجي مدير مكتب قناة القدس الفضائية بغزة، بارك للإعلامين يومهم العالمي الذي يؤكد على أمانة وخطورة الرسالة التي يحملها الصحفيون، وهو ما يؤكد ضرورة تحقيق حرية العمل الصحفي كأساس من أساسيات الإبداع في كل الساحات، منوهاً إلى أن وضع الصحفي في فلسطين يُعد الأفضل نسبياً بالمقارنة مع وضعه في الدول الجوار.

وأعرب الإفرنجي في حديث لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" عن أمله أن تبدأ المصالحة من الإعلام من خلال، حظر أي تراشق إعلامي من أي جهة ضد الأخرى، والحفاظ على أدب الخلاف، واحترام الحريات العامة وبالأساس حرية الصحفيين، وتمتع الإعلاميين بحقوقهم التي كفلها لهم القانون.

كما أكد ضرورة وجود نقابة فلسطينية قوية تضم الإعلاميين، وإيجاد قانون إعلام عصري يرسخ الحقوق والواجبات من الصحفيين، من أجل أن يعمل الجميع من أجل إعلام وطني.

ونوه الإفرنجي، إلى أن أزمة النقابة سابقة عن الانقسام بضعف عمر الانقسام وغير مرتبطة به، مؤكداً في ذات الوقت ضرورة أن يكون هناك إرادة حقيقية قوية تصل لنقابة قوية، بعيداً عن مبدأ الاستحواذ والاستقواء.

وأوضح الإفرنجي، أن الانتهاكات مستمرة في قطاع غزة والضفة المحتلة تحديداً تتمثل في اعتقال الصحفيين وزجهم في السجون، واصفاً بعرض الصحفيين على محاكمات عسكرية بالمصيبة، مشيراً إلى أن الصحفي الفلسطيني ما زال يعاني انتهاكات خطيرة من قبل "إسرائيل"، ولازال هو الحامي والحارس للكلمة.

وأكد على أن الجميع لازال متهماً بعدم ترسيخ حرية الصحافة للإعلاميين، وأن الأمر بحاجة لكثير من الجهد والعطاء من أجل حصول الصحفي على الحقوق التي يتمتع بها وأن يعمل الصحفيون من أجل نجاحه.

إحصائية

وقد شهد العام الماضي، انتهاكات عديدة بحق الصحفيين، حيث تصاعدت بشكل ملحوظ انتهاكات قوات الاحتلال التي تمارسها ضد الصحفيين العاملين في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وقد وثق تقرير حول الصحفيين، أن 135 اعتداء ضد الصحفيين، تشمل: جرائم انتهاك الحق في الحياة والسلامة الشخصية للصحفيين، وتعرض صحفيين للضرب وغيره من وسائل العنف أو الإهانة والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية.

الإعلامي منتصر حمدان العضو في نقابة الصحافيين بالضفة المحتلة، أقر أنه رغم تحسن الوضع "إلى حد ما" في الضفة الغربية، إلا أن واقع الصحافيين الفلسطينيين ما يزال بحاجة للكثير من التطوير على مستوى معاملة المسؤول الفلسطيني للصحافي وبالأخص على مستوى السياسات والقوانين التي تحكم المهنة.

وقال حمدان: إن الملاحقة والرقابة والضغط والتضييق كلها أمور يعاني منها الصحافي الفلسطيني، مما يعيق ممارسة الدور المهني للصحافي، وهو ذات السبب الذي يمنعهم من أداء مهامهم بطريقة تعيد الثقة للمهنة، وللصحافي نفسه.

ورأى حمدان بأن هناك حاجة ماسة لتطوير وسائل الإعلام المحلية، وتوفير البيئة الآمنة للصحافيين كي يستطيعوا العمل، فيما على المؤسسات الإعلامية العاملة محلياً أن تتنبه لوضع ميزانيات دائمة لتطوير قدرات الإعلاميين، خاصة وأن معظم الصحافيين في الأراضي الفلسطينية يمارسون دورهم "بظهر مكشوف".