خبر أبرتهايد ليس اذا كانت اسرائيل هكذا بل لماذا / معاريف

الساعة 01:18 م|02 مايو 2014

بقلم: ليئات رون

 (المضمون: كيري لم يفهم بانه لا يجري تهديد اسرائيل، وهي احدى الدول القليلة في العالم التي أيدت الابرتهايد الجنوب افريقي، في أنها قد تصبح دولة ابرتهايد بنفسها - المصدر).

 

لا ينبغي لجون كيري أن يعتذر عن تعبيره في أن اسرائيل تخاطر في أن تكون دولة أبرتهايد الى لم تكن هنا مفاوضات، وذلك لان دولة اسرائيل هي منذ الان دولة أبرتهايد، عمليا.

 

ربما ليس الابرتهايد الجنوب افريقي، بل صيغة له، أبرتهايد خاص بنا، يقوم على اساس الفصل بين الشعوب، الاعراق ان شئتم، المعتقدات الدينية وكذا لون الجلدة.

 

 هذا القول لم يأتِ من فكر سياسي "يسروي"، بل انطلاقا من المعطيات الجافة. يوجد هنا مواطنون من الدرجة الاولى، يهود، مواطنون من الدرجة الثانية، عرب اسرائيليون، ومواطنون من الدرجة الثالثة، فلسطينيون يسكنون في يهودا والسامرة، مواطنون من الدرجة الرابعة، طالبو لجوء وبدو. ويوجد ايضا مجموعات فرعية: اصوليون، شرقيون، سكان المحيط وغيره وغيره.

 

دولة اسرائيل هي دولة أبرتهايد، لان العرب والفلسطينيين، الذين قصدهم كيري، يحصلون على الحد الادنى من دولة اسرائيل في البنى التحتية، التعليم والصحة، الحياة في بلدات بلا طرق، مع شبكة مجاري متفككة، دون مواصلات عامة ومع انفاذ بالحد الادنى لقوانين الدولة. ونحن نتعامل معهم كمشبوهين فوريين بالارهاب، نلصق بهم وصمات ترتبط بدينهم، نبتعد عنهم، نقصيهم عن العمل في قطاعات عديدة في الاقتصاد وعندما نشغلهم، ندفع لهم قليلا ونتعالى عليهم.

 

دولة اسرائيل هي دولة أبرتهايد، وليست دولة تخاطر في أن تكون كهذه، لانه بشكل قانوني وقضائي، طالما كانت الدولة تحوز الارض بحكم قوانين الاحتلال وليس بقوة سيادتها، فانها تسمح لنفسها بحرية العمل والتصرف بقوة أكبر في مواجهة حقوق الفلسطينيين الذين يسكنون في يهودا والسامرة والمحتجزين تحتها.

 

الاحتلال هو وضع قانوني افضل للدولة، لانها لا تكون ملزمة بان تعنى بالسكان الخاضعين للاحتلال بذات المقاييس المتساوية التي تتعامل بها مع مواطنيها. ومرة اخرى حقائق وليس مفاهيم سياسية. كلما كان الاحتلال اطول، تتآكل حقوق الانسان. قرابة 50 سنة احتلال دون احلال السيادة، التآكل عظيم. وعندما يكف الوضع القانوني عن أن يكون احتلالا ويصبح سيادة، فان الدولة ملزمة في أن تشرح خرق حقوق الانسان للمواطنين الذين هي مسؤولة عن مصيرهم.

 

ليس لدينا عنصرية بيولوجية مثلما في جنوب افريقيا، ولكن يوجد حظر على الزواج بين الشعوب. ولا يهم لاي سبب، ديني أو اجتماعي، توجد عناصر سلب الارض، مثلما كان هناك. في الضفة الغربية يوجد قانون مدني لليهود وقانون عسكري للفلسطينيين. منع حركة للفلسطينيين في طرق معينة، وفي ساعات معينة، لاعتبارات أمنية مبررة، فصل جغرافي بين البلدات الفلسطينية واليهودية، ولم أذكر البدو وقانون برافر، الذي يقتلع السكان باسلوب الابرتهايد الجنوب افريقي ومعاملتنا مع طالبي اللجوء الافارقة والاصوليين، من الاقصاء والنبذ.

 

وعليه، فلا حاجة لنا لان نعنى بمسألة اذا كانت اسرائيل هي دولة أبرتهايد، بل لماذا هي كذلك، وكيف يمكن تقليص سياسة الفصل بين السكان المختلفين، سياسة التمييز والاذلال، وسياسة التفرقة.

 

دولة اسرائيل هي دولة أبرتهايد. نقطة. اذا كان ينبغي لنا أن نغضب على كيري، فذلك ليس بسبب ما قاله بل بسبب الجهل الذي أظهره في معرفته عما يجري داخل اسرائيل وبالاساس على عدم اطلاعه التاريخي.

 

كيري لم يفهم بانه لا يجري تهديد اسرائيل، وهي احدى الدول القليلة في العالم التي أيدت الابرتهايد الجنوب افريقي، في أنها قد تصبح دولة ابرتهايد بنفسها.