خبر تحدث الاسرائيلية - هارتس

الساعة 12:57 م|02 مايو 2014

بقلم: أسرة التحرير          

آسي دايان، الذي توفي أمس عن عمر يناهز 68 سنة في بيته في تل أبيب لم يخلف فقط قصة حياة من التدمير الذاتي، التورطات مع القانون وحكايا ثرثرة، بل وبالاساس جملة نادرة من الابداعات. كسينمائي خصب ومتنوع هو مبدع أفلام عبادة، كوميديات شعبية، هزليات سياسية قاتمة وافلام تجريدية. بين رمال "جفعات حلفون" وبار "الحياة حسب اجفا" تراكض عقل ثاقب لم يكف عن التفكير، التجديد، الاغضاب والجنون.

 

 الجواب على سؤال اذا كانت توجد ثقافة اسرائيلية اصيلة، هو أغلب الظن آسي دايان. كسينمائي عرف دايان الكلاسيكيات الاوروبية وتأثر بها، ولكن أفلامه كانت محلية – فقد تحدث الى الاسرائيليين بـ "الاسرائيلية". في "جفعات حلفون لا تستجيب" حدّث قاموس قص الاثر وأدخل الى اللغة العبرية جملا عامية لا تزال تستخدم؛ وفي "الحياة حسب أجفا" وصف دولة اسرائيل كدار للمجانين مع نهاية مأساوية؛ مقالاته الصحفية كتبها بالعبرية الشعواء والمحررة من كل ما هو مقبول في حينه. وهكذا شارك في ابداع هوية جديدة قطعت ذاتها عن جذور المنافي ولم تكن ملتزمة بالتراث اليهودي. ولا غرو أنه في افلام عديدة جدا سعى الى أن يجسد أدوارا تمثل شخصية الوليد.

 

ينبغي أن نرى في سيرة حياة دايان مثال على دولة اسرائيل. شاب كفؤ، وسيم وواعد (اوري في "يسير في الحقول")، سليل عائلة دايان النبيلة من عيمق يزراعيل، تورط مع السنين وتنازع، تدهور نفسيا وجسديا، وجثم تحت عبء الوعد "الداياني" والشياطين الخاصة التي طاردته.

 

غير أن دايان لم يبحث عن تمثيل أحد غير نفسه. كان فرديا، غير متوافق، لم يفوت فرصة ليتمرد فيها ويسير في طريقه. ونفذ دايان "قتل أب" مجازي لابيه المحبوب واستمتع جدا بركل المؤسسة بطريقته المميزة. فقد مقت الجماعية المزيفة ورفض السير في التلم. عندما سار الجميع في الحقول، سار هو في طريقه.