بالصور في غزة: البعض مُجبرٌ على مواجهة « الموت »

الساعة 09:58 ص|01 مايو 2014

غزة (خـاص)

عندما يكون الفقر والجوع هو ما آل إليه حال العمال نتيجة لفقدان عملهم وعدم توفره لهم، فستكون المخاطرة بحياتهم والبحث عن لقمة مغمسة بالدم هي البديل الوحيد لتوفير قوت أبنائهم، وعلاجاً لمرضاهم، حتى لو كلفهم الأمر رصاصة من جندي صهيوني استباح أرضهم في المناطق الحدودية، ليمنعهم من زراعة أرضهم أو جمع الحصى.

هذا هو حال العمال الذين قُدر أن تكون المناطق الحدودية مصدر رزق لهم، يجمعون فيها الحصى ورصاصات الاحتلال التي تطلق عليهم بين الفينة والأخرى فتقتل بعضهم وتصيب آخرين، وتحاول إبعاد البقية لمنعهم من العمل في تلك المنطقة.

في تلك المنطقة، يصوب العمال أعينهم على الآليات الصهيونية التي تطلق عليهم النار، لتدب الرعب في قلوبهم، إلا أنهم يصرون بعزم وقوة على جمع الحصى التي يقومون ببيعها لتكون بديلة عن تلك الحصى التي يشح وجودها في قطاع غزة، نتيجة منع إدخالها بفعل الحصار المطبق.


عمال حصمة

مجبر أخاك لا بطل

أحد العمال الذي كان يعمل بجد واجتهاد وعينه على الحدود، كان يعمل في أحد مصانع للباطون، التي كانت تعتمد بشكل أساسي على مواد البناء، وعند منعها فقد عمله، الذي كان يدر عليه دخلاً جيداً لا يحتاج معه للمخاطرة بحياته.

العامل اضطر للعمل في جمع الحصمة وأجبر عليه نظراً لفقدانه العمل وعدم مقدرته على الحصول على عمل آخر يُدر دخلاً بسيطاً على بيته، على الرغم أن عمله يمتد لساعات طويلة مشوبة بالخطر والحذر الشديدين، إلا أنه يصر على البحث عن لقمة عيش ممزوجة بالرمال والدم حسب ما أفاد لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

العامل أحمد أبو خاطر، يقول: نصمم على العمل في هذه المنطقة لأنه لا يوجد بديل لنا آخر، وأن نموت من رصاصة الاحتلال أفضل بكثير أن نموت جوعاً أو نرى أولادنا يموتون أمامنا، فإذا عملنا اليوم نطعم أطفالنا اليوم".

ويضيف لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": أنه يعمل منذ سنوات طويلة في هذه المهنة، كونه مسؤول عن عائلة مكونة من 15 فرد أغلبهم أطفال ومنهم مرضى، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال المتمركزة على الحدود أطلقت النار عليهم أكثر من مرة لكنهم لا يكترثون لهذه الممارسات الصهيونية.


عمال حصمة

 

إحصائية

 

ويعيش العمال الفلسطينيون ظروفاً إنسانيةً صعبة، توصف بأنها من أصعب المراحل، نظراً لما يواجهه العمال من تحديات كبيرة، تمثلت في فرض الحصار الصهيوني المشدد على قطاع غزة، بالإضافة إلى تجاهل المؤسسات المحلية والدولية لمعاناتهم المتواصلة.

 

وتمر شريحة العمال بظروف اقتصادية صعبة سببها الحصار الإسرائيلي ووصول أعداد المتعطلين عن العمال إلى نحو 170 ألف عامل وارتفاع نسبة البطالة لقرابة 45%.

"إسرائيل" تنتهك القوانين


وتواصل قوات الاحتلال استهدافها المنظم لجامعي الحصى والعاملين في مهنة تكسير الحجارة وركام المباني المهدمة في قطاع غزة عامةً، وفي المناطق الحدودية تحديداً، حيث تطلق  النار عليهم بشكل مستمر فيستشهد البعض ويصاب آخرون، فيما تعتقل بعضهم، وترهبهم من أجل إبعادهم عن المنطقة.

وكانت منظمة "هيومن راتس ووتش" الدولية، قد دعت جيش الاحتلال للتوقف عن إطلاق النار على الفلسطينيين المدنيين في قطاع غزة، إلا أن هذه الدعوات لا تلقى اهتماماً لدى جنود الاحتلال الذين يردون على هذه الدعوات بإصابة المزارعين وجامعي الحصمة.

وقد أوردت المنظمة فى تقريرها معطيات للأمم المتحدة تشير إلى أن 60 مدنياً فلسطينياً أصيبوا بجروح خلال الفترة ذاتها قرب الحاجز الذى يفصل قطاع غزة عن "إسرائيل" على الرغم أن لا أحد من المدنيين الأربعة الذين قتلهم جيش الإحتلال مؤخراً كان يُشكل تهديداً للجنود.

وأوضحت أن الفلسطينيين يستخدمون المناطق القريبة من الحاجز لأغراض الزراعة وجمع النفايات والخردة .


عمال حصمة