داخلية غزة تطمأنهم..

تقرير صرافو غزة يتخذون إجراءات وقائية خشية من عمليات السطو

الساعة 03:22 م|29 ابريل 2014

غزة-خاص

لم يكن من السهل على مراسل "فلسطين اليوم الإخبارية"، إجراء مقابلة صحفية مع الصيارفة -صراف العملة- في مدينة غزة نظراً لتزايد القلق والخوف الذي يشعرون به بعد تعرض عدد منهم لعمليات سطو متعددة ومتنوعة والتي كان أخرها مقتل الصراف فضل الأسطل في محافظة خانيونس جنوب القطاع ما دفعهم لأخذ العبرة والتحصينات اللازمة.

وفور تعريف مراسلنا على نفسه ومهنته حتى التفت الجميع إليه بنظرة استغراب وابتعد عنه البعض ورفض آخرون الحديث، وبعد إصرار أشار البعض على رجلٍ في الستينات من العمر يجلس على كرسي في شارع الصيارفة بغزة.

قصة سطو

الصيرفي الذي عرفة نفسه بـ" أبو حاتم" قال لمراسلنا: "عمليات السطو بمختلف أنواعه المسلحة أو غيرها الذي يتعرض لها الصيارفة موجودة في كل العالم وبكثرة ولكن في قطاع غزة محدودة والذي زاد وتيرتها خلال هذه الفترة هو الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشه المواطن الفلسطيني في قطاع غزة".

ويبلغ الصيرفي "أبو حاتم" 67 عاماً يعاني من أمراض متعددة ولا يستطيع العمل في مكان أخر لكبر سنه فهو يجلس في شارع الصيارفة من الساعة التاسعة صباحاً حتى آذان العصر ونظراً لزيادة عمليات السرقة والسطو اتخذ "أبو حاتم" إجراءات وقائية بالعودة إلى بيته قبل صلاة العصر.

ويروى أبو حاتم عن عملية سطو تعرض لها قبل عدة أشهر حيث قال: "كنت أجلس على شارع عمر المختار حيث المارة من الناس والسيارات والدراجات النارية وفي أخر النهار أي بعد آذان العصر تقريباً ظهرت دراجة نارية فجأة عليها اثنين أحدهما "طويل والأخر قصير" وقد مال علي الرجل الطويل ومد يده ليسرق الأموال ولكن لحسن حظه أني كنت يقظاً فابتعدت عن المكان خوفاً من تكرار الحادثة".

ويضيف الرجل الستيني: "أنا رجل كبير في السن لا استطيع أن الحق به حتى لو سُرقت أموالي، داعياً إلى العمل السريع على إيجاد رابطة تجمع الصيارفة ليكون لهم حاضن شرعي يدافع عن حقوقهم".

تحصينات أكثر أمناً

وفي زاوية أخرى يجلس عدد من الصيارفة على باب مكتب الحرمين للصرافة والتحويلات المالية فرفض بعضهم الحديث وأشاروا إلى صاحب المكتب "إبراهيم عاشور" الذي رحب بمراسلنا واستقبله أحسن استقبال.

وأكد عاشور، أن عمليات السطو والسرقة التي يتعرض لها الصيارفة تجرى خارج الإطار العام لمكان تجمع الصيارفة كما أن العمليات تحدث للباعة المتجولين أو كما قال "دخلاء المهنة" الذين يذهبون إلى أناس لا يثقون بهم أو أماكن غير معروفة للقيام ببيع العملة والحصول على ربح وفير.

عاشور الذي يمتهن مهنة الصرافة منذ 16 عاماً .. (أباً عن جد) .. قال: "نحن نتعرض لخطر كبير هذه الأيام فقد حدثت عمليتي قتل متعمدة جنوب القطاع أحدهما من "آل شراب والأخر من آل الأسطل" وهذا يقلقنا جداً".

وأضاف عاشور: "بعد حادثتي القتل عملنا نحن (الصيارفة) بتحصين أنفسنا خشية من القتل أولها بالتسليح وفقاً للقانون وثانيها بوضع كاميرات مراقبة داخل المكاتب وفي الشوارع الرئيسية والداخلية تكون موصولة في أماكن مباحث الشرطة".

وعن مهنته قال: "قبل خطر عمليات السطو كما نتعرض لخطورة الدخلاء على المهنة، فهم يبيعون بأقل من المكاتب المرخصة التي تدفع ما قيمته 900 دولار سنوياً لسلطة النقد وبلدية غزة، لافتاً إلى أنه بحاجة إلى ربح 100 دولار يومياً لتفادي أي خسارة خاصة وأن لديه موظفين.

داخلية غزة تسجل 3 حالات سطو

من جانبه طمأن المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة إسلام شهوان، الصيارفة بان الأمن العام في قطاع غزة مستقر ومستتب ولا داعي للخوف ونقل إشاعات غير صحيحة خاصة بما يتعرض له الصيارفة اليوم.

وأكد شهوان في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية" أن قطاع غزة خالي من جرائم منظمة وكل ما يجري هو حالات فردية فقط، مؤكداً أن الداخلية سجلت 3 حالات سطو على الصيارفة خلال 6 أشهر.

وقال: "إن المباحث بالتعاون مع الصيارفة استطاعت خلال أقل من 24 ساعة أن تلقي القبض على قتلة الصيرفي الأسطل وهذا يؤكد أن الأمن مستتب ولا داعي للخوف.

وطالب شهوان الصيارفة بالتنسيق مع الشرطة والمباحث ووضع كاميرات مراقبة داخل مكاتبهم وخارجها لتسهيل المهمات الموكلة للمباحث في حال حصل مكروه لا سمح الله وأخذ الحيطة والحذر في التعامل مع الناس.