خبر بين الماضي والمستقبل -يديعوت

الساعة 08:23 ص|28 ابريل 2014

بقلم: بني غانتس

رئيس هيئة الاركان

(المضمون: يهتدي اليهود اليوم ولا سيما الجيش الاسرائيلي بحركات الشباب التي قامت وثارت في اوروبا على النازي - المصدر).

 

تصف الراحلة تسفيا لوبكين عضو حركة "درور" ومن متمردات غيتو وارسو في كتابها "في أيام الفناء والتمرد"، تصف سر قوة حركة الشباب في مواجهة فظائع الكارثة. وكتبت ما يلي: "استطعنا أن نصمد في الغيتو حينما صمدنا لأننا كنا حركة ومجموعا ولأن كل واحد منا علم أنه ليس وحيدا".

 

عبرت بهذه الكلمات عن الشعور بالانتماء وعن الألفة التي عززت الشباب اليهود في الغيتو ووحدتهم في وجه المضطهد القاسي.

 

في الظلام الذي جاء به الخوف من المجهول منحت حركات الشباب اعضاءها القوة للقتال والايمان وعدم الرضوخ وأدت بهم الى الامساك بزمام مستقبلهم بأيديهم. وفي الفترة التي ناضل فيها كل يهود اوروبا للبقاء بذرت حركات الشباب في المجتمعات اليهودية بذور الثقة والأمل وربتهم على القيادة والزعامة والمسؤولية. وشجعت اعضاءها على العمل بشجاعة وبرود اعصاب وتصميم أفضت بهم الى النهوض لمقاومة النازيين.

 

قاموا متحدين في بطولة في وجه الطُغاة وقاتلوا مُعرضين أنفسهم للهلاك وكانوا قدوة لليهود في كل أنحاء اوروبا وأصبحوا رمز البطولة والتمرد.

 

أشعل ناس هذه الحركات بأعمال المقاومة والثورة نار الجرأة والتصميم والألفة والوحدة، الأبدية. ونحن اليوم نقف ونوقد المشاعل لذكرى الماضي، لكنني أريد أن نتحدث عن المستقبل.

 

أرى خطوط تشابه كثيرة تربط بين حركات الشباب التي عملت قبل سبعة عقود، والشباب الذين اجتازوا ذلك الانفجار وحققوا الرؤيا الصهيونية وانشأوا بعرق جبينهم دولة لليهود، وبين حركات الشباب في اسرائيل في 2014 التي سيخدم أعضاؤها في الجيش الاسرائيلي ويشاركون في مهمة حماية دولتنا. لا يجب عليهم اليوم أن يناضلوا لانشاء الدولة لكنهم ما زالوا يناضلون من اجل أمنها وبقائها. وهم جيل قادة المستقبل الذين سيضمنون وجود الشعب اليهودي وسلامته في هذه البلاد وفي اماكن الجاليات. وأنا أرى فيهم شرارة القيادة والجرأة، وأنا اؤمن بأنهم يملكون القوة ليقودوا ويتحملوا المسؤولية عن استمرار مهمة الحماية والأمن.

 

إن جيش الدفاع الاسرائيلي مع كثير من معجزات العمل الصهيوني – في التربية والطب والزراعة والتقنية وغيرها – هو البرهنة على بعث الشعب اليهودي، وهو ضمان استقلالنا وهو أساس قوتنا.

 

انشأ الشعب اليهودي سورا واقيا حصينا من حجارة مبنى أسوار الغيتو التي خدشتها شظايا الرشاشات. ومع مرور الوقت نحتنا من حجارة الاضطهاد والاذلال لبنات قوية واقية نُحصن السور بها.

 

إن اعضاء حركات الشباب في فترة الكارثة أصبحوا لنا اليوم مثالا وقدوة، والتراث الذي خلفوه لنا هو شمعة تهدينا. سنُجل اليوم ونتذكر الشجعان الذين تقدموا الى الأمام والمتمردين الذين انتصروا والباقين الذين قاتلوا.

 

سنتذكر اليوم كما في كل يوم ايضا قتلى الكارثة الذين لم يحظوا برؤية بعث الشعب اليهودي، من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال الذين قتلوا في ارض اوروبا. وسنتذكر اليوم في الأساس التزامنا بأن نحترم ذكراهم بتثبيت أسس مستقبلنا.