خبر فلسطينيو ألمانيا يتضامنون مع غزة ويرحبون بالمصالحة

الساعة 08:11 م|27 ابريل 2014

وكالات

شهدت ثلاث مدن ألمانية هي برلين ودورتموند وشتوتغارت مساء السبت ثلاث فعاليات للتضامن مع قطاع غزة المحاصر، ولفت الأنظار لمعاناة 1.8 مليون فلسطيني هناك، وإلى ما خلفه الحصار المفروض عليهم منذ ثماني سنوات من أضرار على كافة المستويات.

ومثلت هذه الفعاليات الثلاث جزءا من أنشطة تضامنية مماثلة جرت بالتوقيت نفسه أمام السفارات الإسرائيلية والمصرية وبالميادين العامة في 31 عاصمة ومدينة في 12 دولة أوروبية، للمطالبة بإنهاء حصار غزة.

وفي العاصمة الألمانية برلين تجمع عشرات الفلسطينيين أمام كنيسة الذكريات التاريخية رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات بالألمانية والإنجليزية تطالب بإنهاء الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة.

ترحيب ومفارقة

وعبر المتحدثون في هذه الوقفة عن ترحيبهم باتفاق المصالحة الفلسطينية على مبدأ التمسك بالثوابت الوطنية، وعلى رأسها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

ولفت منظم الوقفة الناشط خميس كرت إلى رمزية هذه الوقفة أمام كنيسة الذكريات التاريخية التي تذكر أطلالها المتهدمة بقصف الحلفاء في الحرب العالمية الثانية لبرلين، لإخضاع ألمانيا النازية للإرادة الدولية.

وقال كرت متحدثا للجزيرة نت المفارقة هي أن "العالم الحر الذي حارب من أجل إزالة النظام الديكتاتوري النازي وإعادة ألمانيا للديمقراطية هو نفسه -ومن ضمنه ألمانيا وأوروبا- من شارك في حصار سكان غزة الذين اختاروا الحرية والديمقراطية".

وعبر مدير التجمع الفلسطيني في برلين عبد الحميد الخطيب عن ترحيب نحو خمسين ألف فلسطيني يعيشون في العاصمة الألمانية -التي توصف بأكبر مخيم فلسطيني في أوروبا- باتفاقية المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وعبر عن تطلع الفلسطينيين في أوروبا لفتح صفحة جديدة عنوانها الوحدة الوطنية على أساس حماية الحقوق الفلسطينية الثابتة.

 

ودعا الخطيب القيادة الفلسطينية "لبناء إستراتيجية وطنية موحدة لمواجهة تعنت الاحتلال الإسرائيلي، وفك حصار غزة، ووقف الاستيطان، وحماية القدس من التهويد، والمطالبة بإطلاق سراح الأسرى".

وحث الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي على الانحياز للعدالة والقوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان، ومساندة الشعب الفلسطيني خاصة سكان قطاع غزة، ومد العون إليهم بجميع الوسائل الممكنة، لتخفيف معاناتهم الأليمة جراء الحصار الإسرائيلي.

وتحدثت ممثلة منظمة شباب ألمان لأجل فلسطين حنان كايد عن تفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في قطاع غزة بفعل الحصار، من واقع تقرير أخير لمنظمة الأمم المتحدة، وأشارت إلى تسبب الحصار بارتفاع معدلات البطالة بغزة لمستوى قياسي، وحياة 80% من السكان هناك تحت خط الفقر بدخل يقل عن دولارين في اليوم، واعتماد 90% من الغزيين في شربهم على مياه غير نظيفة.

تأييد يساري

وعلى الصعيد الألماني الداخلي، انفرد حزب اليسار المعارض من بين الأحزاب الألمانية بالتعبير عن ترحيبه باتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وانتقاده وقف الحكومة الإسرائيلية مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية.

وطالبت ممثلة الحزب في لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) النائبة أنيتا غروت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بالتعامل بإيجابية مع اتفاقية المصالحة الفلسطينية، وعدم تكرار ما فعله الاتحاد الأوروبي بمقاطعة حركة حماس بعد فوزها عام 2006 بانتخابات ديمقراطية نزيهة.

ورأت غروت أن نصوص اتفاق المصالحة الفلسطينية تستدعي عدم قبول برلين بتصنيف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحماس كمنظمة إرهابية، وأوضحت أن الاتفاق لم يتضمن تشكيكا بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، والاعتراف بإسرائيل.

 

واعتبرت النائبة اليسارية الألمانية أن إيقاف نتنياهو المفاوضات مع الفلسطينيين يظهر عدم رغبته بالمضي قدما في طريق السلام العادل، وقالت إن هذا التوجه لإسرائيل ظهر بوضوح من خلال تكثيفها المستوطنات وزيادة اعتقالاتها السياسية للفلسطينيين، وتزايد هجماتها بالطائرات من دون طيار على المدنيين في قطاع غزة.