خبر صاحب كتاب «اللوبي الإسرائيلي»: لا أحد يجرؤ على نقد إسرائيل

الساعة 04:49 م|27 ابريل 2014

القدس المحتلة - وكالات

نشرت صحيفة هآرتس مؤخرا مقابلة مع ستيفن والت، مؤلف كتاب "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية الخارجية" الذي صدر عام 2007 واثار زوبعة من العداء من جانب أنصار إسرائيل، وحاول والت في المقابلة إثبات ما جاء في كتابه لكنه حاول جاهدا أن يقنع محاوره بأنه ليس معاديا لإسرائيل.

   كتاب " اللوبي الإسرائيلي والسياسات الخارجية الأمريكية" الذي كتبه والت بالاشتراك مع صديقه  برفيسور جون مارشهايمر  من جامعة شيكاغو، يركز على دور اللوبي الصهيوني في التاثير على السياسة الأمريكية الخارجية، وتلخص  صحيفة هآرتس  فحوى الكتاب بأنه يصف اللوبي الإسرائيلي «بأنه أخطبوط متعدد الأذرع  وشديد القوة  ولديه تأثير حاسم على إدارة السياسية الخارجية الأمريكية. وهذا اللوبي مسؤول، من بين عدة أمور أخرى،  عن إرسال أمريكا لحرب العراق باهظة الثمن والدامية، والتي هناك من يراها أكبر واخطر خطأ استراتيجي في تاريخ الأمة».

ويضيف التقرير أن والت يعتقد بأن «العلاقات الخاصة» بين إسرائيل والولايات المتحدة  قائمة بسبب قوة اللوبي وليس لاي سبب آخر. ويعتبرها مضرة لأمريكا ويتعين عليها وقفها. ويرى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل  «شاذة» ومسؤولة بدرجة كبيرة عن مكانة الولايات المتحدة المتدنية في الشرق الأوسط.

ويضيف التقرير أن اللوبي الإسرائيلي وفق والت وميرشهايمر، هو «أخطبوط متعدد الأذرع  وفعال، يسيطر على وسائل الإعلام، يهيمن على الكونغرس ويتلاعب بالبيت الأبييض. وهومركب ليس فقط من أيباك ، ورابطة مكافحة التشهير،  ومؤتمر رؤساء المنظمات  الذي يضم عشرات المنظمات ا بما في ذلك السلام الآن، وجي سترتيت». ويضم اللوبي ايضا بحسب الكاتبين، لا منظمات يهودية ومسيحية مناصرة لإسرائيل  فحسب بل ايضا افراد - أكاديميين وسياسيين رجال دولة وصحافيين وكل من من يقوم باي  بشيء  للحفاظ على، أو دفع،  العلاقات الخاصة  بين إسرائيل والولايات المتحدة، حتى لو كان ذلك مجرد مقالة في صحيفة

واتهم مراسل هآرتس والت بأنه ينتمي إلى «اللوبي المناهض لإسرائيل»، فينفي والت ويقول أنه يؤيد وجود علاقات طبيعية بين إسرائيل والولايات المتحدة، هذا أفضل للجانبين»، ويضيف: «هذا ليس ضد إسرائيل بل من أجل إسرائيل». «محب صهيون باختصار قلت في نفسي»(يردف المراسل).

  ويقول والت: لا تتهمني بأنني مناهض لإسرائيل، لأنني غير ذلك. أنا ومارشهايمر لسنا من مناصري إسرائيل لكننا لسنا مناهضين لها. ما كان يعنينا هو محاولة توضيح لماذا يوجد لامريكا العلاقات خاصة كتلك، والتي تختلف عن علاقاتها مع اي دولة أخرى في العالم. هذا بسبب مجموعة ضغط قوية تؤثر على السياسات الامريكية، وتجعلها مختلفة عن علاقتنا مع فرنسا أو اليابان؟  ويتساءل والت:"ما هو التفسير لهذا التأييد الهائل لإسرائيل، إلى درجة أن لا أحد من السياسيين الأمريكيين يجرؤ على نقدها بشكل علني".

  المح والت إلى أن تفديرات الحادي عشر من سبتمبر لها علاقة بالدعم المطلق لإسرائيل، الأمر الذي أثار حفيظة مراسل هآرتس الذي قال: هذا ادعاء مرفوض. معظم الباحثين لا يعتقدون بأن الموضوع الفلسطيني  لعب دورا مركزيا  بدوافع بن لادن. فيرد والت: "أنت مخطئ . معظم الباحثين يعتقدون بأن  المسالة الفلسطينية  هي عامل محرك بالنسبة لبن لادن. ليس الوحيد، لكن عامل مركزي".

  وحول سؤال  حول نتائج تخفيف العلاقات مع إسرائيل على علاقات الولايات المتحدة مع العالم  العربي،  قال من  إن الدعم اللامتناهي لإسرائيل  يضع صوبات كثيرة أمام تحقيق مستوى التعاون  الذي نبتغيه مع العرب.  وهذا ما أكده القائدان الاخيران لقيادة المركز الامريكية في شهادتيهما أمام الكونغرس. لهذا نحن اعتقدنا  أنه ينبغي ان نفهم أسباب هذه العلاقة الخاصة  الاستثنائية المختلفة، والتي تتعارض مع المصلحة الأمريكية ، اعتقدنا أنه ينبغي حل اللغز.

ويقول  والت أن رحلة وولت ومارشهايمر  لحل اللغز بدأت في عام 2002 ، حينما توجهت مجلة "أتلانتيك" لوولت، الذي كان عميد كلية تحمل اسم كندي في جامعة هارفرد، ومرشهايمر الذي كان مدير برنامج سياسات الأمن القومي  في جامعة شيكاغو، وعرضت عليهما  إجراء بحث  حول هذه المسالة الحساسة .  ويضيف: بعد أحداث 11 سبتمبر قال وولت  إن الجميع يشعرون بأن ثمة شيئ غير سوي في علاقة الولايات المتحدة  مع هذا الجزء الصغير من العالم لكن أحدا لم يتحدث عن ذلك علانية".

بعد حولي ثلاث سنوات من العمل، أبلغت "أتلانتيك"  الباحثينبأنها تتخلى عن البحث. وفي مارس آذار 2006، وحينما نشر بحث وولت ومارشهايمر  بالتوزي  في موقع هارفرد  وفي "لندن ريفيو أوف بوكس"  أثيرت العاصفة، وازدادت بعد ان قامت دار النشر المرموقة "فارار شطراوس وزيرو"  بإصدار الكتاب الكامل  في صيف عام 2007 ، ولقي الكتاب ردود فعل شديدة غاضبة من جانب المنظمات اليهودية ، وأعضاء مجلس شيوخ ، وأعضاؤ كونغرس، وأكادمييين وصحافيين.

ويقول التقرير إن وولت ومارشهيمار لم يكونا شخصيات معروفة في المحافل الإسرائيلية الأمريكية، لكنهما اعتبرا أكادميين ذوا شهرة عالمية  ومن اصحاب  المدرسة النيوليبرالية  للعلاقات الدولية، فووالت هو صاحب نظرية "توازن التهديدات"  التي طورت نظرية "توازن القوى"، والتي حددت بأن الدول تعقد تحالفات  بموجب التهديدات التي تشعر بها من دول أخرى.  ومارشهلايمر الذي يعتبر من خط مصطلع "الواقعية الهجومية"  والتي تتطرق للدول التي تطمح لزيادرة قوتها إلى الحد الأقصى الممكن.

ويقول الكاتبان: " اعتقدما أننا في مكانة تسمح لنا في لمس هذا الموضوع الحساس.  حيث أننا لا نعتبر أنفسنا معادين لإسرائيل  كنوعم تشومسكي، أو نورمان فنكلشتاين.  وسالنا أنفسنا إذا لم نقم نحن فذلك فمن يمكن أن يقوم به.

وبعد نشر الكتاب، تقول هآرتس:  "خلال وقت قصير تحول الإثنان إلى بطلين بنظر معارضي ومعادي إسرائيل في الولايات المتحدة والعالم،  وبالمقابل اعتبرهما انصار إسرائيل معاديين وصنفوهما  في قائمة المعادين للسامية والمناهضين للصهيونية، ووصفهما عضو الكونغرس  الديمقراطي  أليوت أنجل: في ضوء ما حصل في المحرقة، أمر مثير للغضب أن يكون بيننا أناس على استعداد لكتابة اشياء من هذا النوع