تقرير انفصلن خلال الخطوبة: « مطلقات » يبحثن عن الإنصاف

الساعة 10:40 ص|27 ابريل 2014

غزة-خاص

لم يتبق أمام "حنان" (25عاماً) الا أن تجلس في المنزل بمعزل عن الأخريات بسبب المضايقات الاجتماعية التي تعرضت لها مما سبب بإصابتها بحالة نفسية حتى أصبحت كالفتاة المعقدة جراء وصفها بـ المطلقة والتي انفصلت عن خطيبها أثناء فترة الخطوبة قبل ما يعرف بـــ "ليلة الدخلة" , فتقول:" لقد كنت مخطوبة وأثناء فترة الخطوبة تم فسخ عقد الزواج بيني وبين خطيبي فأصبح مكتوبا ببطاقة الشخصية مطلقة حتى أصبحت كلمة مطلقة تساوي بين النساء المدخول بهن بما يعرف بالفقه الإسلامي بـ"الخلوة الشرعية" وغير المدخول بهن وهو وصف ذلك بالظلم والإجحاف بحقهم".

وتتابع توجهت إلى مؤسسات حقوقية تهتم بشؤون المرأة لأجل العمل على وقف تصنيفها في بطاقتها الشخصية بالمطلقة وعبرت لــ" فلسطين اليوم" عن غضبها وانزعاجها لهذا الوصف موضحة أنها تعاني من حالة نفسية سيئة عندما تسمع أن أحدا وصفها بالمطلقة.

وتضيف "حنان" لــ "فلسطين اليوم " بالقول:" عندما توجهت الى دائرة القبول والتسجيل في الجامعة لأجل دفع ما علي من رسوم فطلب الموظف مني البطاقة الشخصية لأجل تحديث بعض المعلومات فقال لي "مطلقة" فأصبت بحالة نفسية صعبة وشعرت بالتعب وعدم الراحة وبعد تلفظه بهذه الكلمة عُدت الى المنزل والدموع تتساقط من عيني" وتمنت من كل الجهات المعنية بهذا الموضوع السعي لأجل شطب هذا المسمى من البطاقة الشخصية.

مضايقات اجتماعية

أما "نور" (24 عاماً) التي أصيبت بصدمة نفسية جراء وصفها بالمطلقة فتقول:" لقد تعرضت للعديد من المضايقات الاجتماعية بسبب هذا الوصف الشنيع في البطاقة الشخصية" وتستذكر "نداء" العديد من المواقف التي تعرضت لها فتقول:" عندما يأتي بعض الناس لزيارة أُمي في البيت فيفتحون موضوع الزواج وأكون جالسة فأشعر بحالة من الضيق وأتركهم وأتوجه الى غرفتي".

وتتابع لا يمكن أن أنسى عندما تشاجرت مع احدى زميلاتي فقالت لي "مش بكفي أنك مطلقة"!!! أمام زميلتنا الاخرى فأصبت بصدمة نفسية ونقلت الى المستشفى وتشير إلى أن هذا المسمى غير لائق بتاتاً للمرأة الفلسطينية أن يكتب في البطاقة الشخصية أبداً وطالبت الجهات المسؤولة بشطب هذا المسمى من البطاقة الشخصية.

المجتمع ظالم

"أسماء"(29عاماً) إحدى المطلقات قبل ليلة الزفاف دعت المؤسسات الحقوقية والأهلية المعنية بشؤون المرأة للضغط على الجهات المسؤولة لأجل إزالة هذا المسمى من البطاقة الشخصية حتى يتسنى التفريق بين الزوجة المطلقة التي دخل عليها والمطلقة أثناء فترة الخطوبة وتابع بالقول :" أغلب الناس يجهلون الفرق ما بين المطلقة قبل الدخول وبعدها وخاصة الامهات الكبيرات في السن لا يعرفون كلمة مطلقة الا لمن تزوجت ثم طلقها زوجها".

وتضيف لــ" فلسطين اليوم" والدليل على ذلك أنه عندما تقدم شاب لخطبتها وعندما اكتشف أنني مطلقة فرفض أن يتزوجني معتقدا في ذلك أنني مطلقة بعد الدخول، حيث تأكد ان مجتمعنا لا يرحم أحدا من كلامه خاصة أننا كمجتمع فلسطيني لا نطبق الا العادات والتقليد السيئة"

تتسبب بالاضطرابات النفسية

أستاذة علم النفس بالجامعة الإسلامية الدكتورة ختام السحار قالت:" ان المجتمع بطبيعته لا يفرق بين المطلقة المدخول عليها وغير المدخول عليها من خلال العديد من المواقف التي تمر بها المرأة في حياتها وخاصة عندم يحضر شاب لخطبة الفتاة المطلقة أثناء الخطوبة فيعتقد أنها مدخول به، وهذا ما يوجد في مجتمعنا وتضيف مما تؤدي الى صراع داخل المرأة وهو صراع بين الرغبة والإحساس بالبلبلة الانفعالية فلا تستطيع التأقلم مع الظروف النفسية وممارسة حياتها كالمعتاد".

وأوضحت ان المطلقة سوف تكون تحت المجهر في كل حركاتها وتصرفاتها فإن كانت البيئة الأسرية على درجة من المساندة والتعاون تأقلمت المرأة المطلقة مع الطلاق وتداعياته وإلا فستكون هناك مشكلة أخرى مصاحبة للطلاق متمثلة في صعوبة التأقلم مع الحياة.

وبين د. السحار أن من الآثار السلبية المدمرة على الفتاة الخوف من المستقبل ونظرة المجتمع السيئة للمطلقات بشكل عام وحاجاتها المادية وخاصة لمن لا يعملن ومن لا يحملن مؤهلاً علمياً

 

بالإضافة الى قلة الفرص المتوفرة للمطلقة في الزواج مرة اخرى لاعتبارات اجتماعية متوارثة وغالباً ما تكون فرصتها الوحيدة في الزواج من رجل أرمل أو كبير في السن.

نظرة المجتمع تدمر الفتاة

" فلسطين اليوم " توجهت إلى مدير دائرة الإرشاد النفسي والأسرى بالمجلس الأعلى للقضاء الشرعي عبد الخالق البحيصي للتعرف على موقف القضاء فقال:" ان العادات المتوارث عليها هي التي تدفع لإحداث المشاكل بين الناس لان المجتمع الفلسطيني مجتمعا عشائريا بالإضافة الى بعض العادات والتقاليد السائدة التي تسيء للمطلقة سواء ما قبل الدخول وما بعد الدخول هي نظرة سوداوية وحتى مكانتها الاجتماعية سوف تتغير من خلال بعض السلوكية لافتا أنه ربما يؤدي ذلك الى تدمير حياتها بما لا تستطيع ان تتكيف مع الواقع".

وأضاف لـ "فلسطين اليوم" ان الفتاة المطلقة قبل الدخول سوف تصاب بحال نفسية صعبة بعد فسخ الخطوبة وسوف تبدأ بالتفكير في حياتها مما قد يصيبها بحالة من الاحباط وبين انه حتى في حال عرض عليها الزوج فلا يكون شابا عاديا فإما سوف يكون متزوجا او كبيرا في السن وأفاد مدير دائرة الارشاد النفسي والاسري ان أكثر حالات الطلاق التي تحدث اثناء فترة الخطوبة يعني ما قبل الدخول عليهم نسبتها 65 %.

وقال البحيصي :" في حال تم تقديم أي مقترح للقضاء الشرعي لأجل وجود صيغة معينة يضاف الى كلمة مطلقة ما قبل الدخول عليه حتى يتم التفريق بين الفتاة المطلقة قبل الدخول وبعد الدخول فسوف يتم النظر فيه من قبل مجلس القضاء".