خبر لا تريد سلاما -هآرتس

الساعة 08:55 ص|27 ابريل 2014

بقلم: أمير أورن

(المضمون: اسرائيل لا تريد السلام ولا تستعد للسلام لهذا تعجز عن تحديد الغاية ووسائل بلوغها - المصدر).

 

"العرب والاسرائيليون يستحق بعضهم بعضا"، قال وزير الخارجية الامريكي. "لو أنهم كانوا موجودين في مكان آخر ما في العالم لتركناهم يعالج بعضهم بعضا، لكن من سوء الحظ أنهم موجودون في مكان استراتيجي. ظن الاسرائيليون أننا ضعفاء وأنني محتاج الى نجاح. ولهذين العاملين معا تخندقوا في موقعهم. لسنا ضعفاء جدا. إن مجلس النواب الامريكي غير قادر على ادارة سياسة خارجية. إنه قادر على الاقتراع على اعطاء مال لا على ادارة سياسة خارجية. والحقيقة أن لا أحد سوانا قادر على إحلال سلام في الشرق الاوسط. اذا أيدنا اسرائيل فلن يكون تقدم. ربما تكون حرب لا تقدم".

 

ليس المتحدث جون كيري بل هنري كيسنجر في منتصف سبعينيات القرن الماضي. وقد تحدث كيسنجر آنذاك ايضا عن تكتيك المساومة الذي يحسن أن يُقام على عرض دائم لمبادرات واقتراحات تدفع الطرف الآخر الى موقف دفاعي دبلوماسي واعلامي. وليست تلك اقتراحات جوفاء، "ليس فيها مجرد حيل بل هي افكار يمكن أن تُعايشها اذا قبلها الطرف الآخر". وينبع من ذلك أن تعلم الاطراف ما هي من وجهة نظر كل طرف منها غاية التفاوض.

 

عرفت اسرائيل القديمة الصغيرة في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي كيف تبدأ من النهاية. فقد كانت تلك هي الفكرة المركزية لموشيه ديان بتخطيط عملية كديش، ولدافيد بن غوريون لقبوله مبدأ تقسيم البلاد، فهم أولا يحددون الهدف النهائي وتُشتق منه الاجراءات التي ستؤدي اليه – بملاءمات تفرض تطورات على الارض مع حفاظ على تنبه لانتهاز الفرص. ووقع الاعوجاج مع احتلال المناطق في حرب الايام الستة واستيطانها.

 

إن اسرائيل التي انشأت حماس في نهاية ثمانينيات القرن الماضي لتعادل م.ت.ف، عن وجهة نظر تبسيطية ترى أن الديني محتمل أكثر من القومي، عينت م.ت.ف في اوسلو ممثلة مفوضة للشعب الفلسطيني. ولكل طرف جهاز تصديق للاتفاق الذي ستأتي به حكومته. في اسرائيل يشمل هذا الجهاز أكثرية لها وزنها – ويهودية – في الكنيست، واستفتاء الشعب في ثمن الاتفاق، واعادة مناطق. وجهاز التصديق الفلسطيني ايضا متصل بموافقة شعبية واسعة لن يكون بقاء للاتفاق من غيرها، فلا تكفي أكثرية صغيرة في المؤسسات الفلسطينية. والسؤال هل توجد حماس ومنظمات اخرى في الحكومة (كحزب الله في لبنان) أو في المعارضة، ليس مركزيا لأنها باستعدادها لتأييد الاتفاق – أو ضبط نفسها على الأقل في مواجهة تنفيذه – ستشترط ايضا حدود تنازل م.ت.ف بقيادة محمود عباس أو وارثه.

 

لم يفِ ياسر عرفات بنصيبه من مسيرة اوسلو، فقد أحجم عن مواجهة حاسمة مع حماس، وتمتع بالحفاظ على اذرع عمليات تحت سيطرته وخارجها، كي يحث اسرائيل على انسحابات. وتهربت اسرائيل ايضا من الوفاء بنصيبها. وكان في استمرار نقل المستوطنين الى المناطق نقض سافر لروح الاتفاق وإن لم يكن نقضا لحرفيته – تجميد الوضع وطيه الى الوراء.

 

المصالحة مع حماس ذريعة بنيامين نتنياهو الشفافة الى التهرب من قبول اتفاق مقرون بفرضه بقوة الذراع الرسمية على المستوطنين. إن الجعبة الاسرائيلية مليئة بالذرائع. قبل المصالحة وبعد أن يذوي كالتي سبقته مرة اخرى (لأن هذا اتفاق على تنفيذ الاتفاقات السابقة كوعد ليفي

 

اشكول ذاك الذي لم يعد بالوفاء به)، وكذلك كون "السكوت" عتيدا قابلا للاستخدام وقت تنفيذ عملية – عدم وجود تنديد أو لغة التنديد الضعيفة جدا أو اللغة الانجليزية لا العربية وما أشبه - و"التحريض".

 

إن من يُرد السلام يستعد للسلام. واسرائيل نتنياهو لا تريد ولا تستعد ولهذا تفشل في أن تنقل الى الحقل السياسي ما نجحت فيه عسكريا قبل أن تتمسك بالمناطق وتغرقها بالمستوطنين، أعني البدء من النهاية.