خبر إرفعوا أيديكم- يديعوت

الساعة 08:44 ص|27 ابريل 2014

بقلم: سمدار بيري

(المضمون: يعلم نتنياهو مثل أبو مازن والسيسي أن "المصالحة التاريخية" بين حماس وفتح يمكن أن تنتهي الى لا شيء ولهذا يبقي بابا مفتوحا - المصدر).

 

"إنهضوا" حث صاحب المليارات الفلسطيني من نابلس "منيب المصري" اعضاء وفدي "المصالحة التاريخية" بين حماس وفتح. "إرفعوا أيديكم" دافعا إياهم الى أمام آلات التصوير "لاظهار الفرح". وبدا هو فقط سعيدا فالمصالحة هي الطفل الصغير الذي كان المصري يعمل عليه منذ ست سنوات بين غزة ورام الله. وحينما نهضوا في نهاية الامر، أمكن أن نلاحظ سطورا قليلة في ورقة واحدة تشير الى "الوحدة". وفي ذلك اليوم أعلن رئيس الوزراء (المؤقت) في رام الله، رامي الحمد الله، أنه مستعد لاخلاء الكرسي.

 

ينبغي ألا يتعجل فليس ذلك اتفاقا وليس ما يدعو الى الاحتفال بل هو مجرد اعلان نوايا. وقد شاهدنا هذا الفيلم ثلاث مرات من قبل. يقولون لي في غزة إن أبو مازن اتجه الى المصالحة وفي قلبه ما فيه من الغضب على العالم كله. واشنطن غاضبة، والتفاوض معنا فشل، وحماس تُدبر لرفع رأسها عاليا في الضفة. ويقولون لي في رام الله إن أبو مازن نجح في أن يوقع حماس في الفخ في لحظة ازمة اقتصادية وسياسية، قبل أن ينتخب السيسي لرئاسة مصر بلحظة وقبل أن يصفي الحسابات جميعا.

 

إن الاسابيع الخمسة التي حددت لانشاء "حكومة الوحدة" الفلسطينية تبدو كالأبد. وهم لم يتفقوا مثلا على من يسيطر على اجهزة الامن في القطاع وكيف يتم تقسيم اموال "الوحدة". وما هو التمثيل الذي ستحصل حماس عليه وكيف ينوي القطاع تأدية عمله مع رام الله. إن المتيقظين في غزة يسمونها "حكومة تحديات" أما المتشائمون في رام الله فيشيرون الى الالغام التي لم تُبطل.

 

إنتبهوا الى أن رئيس الوزراء الغاضب (أمام وسائل الاعلام الدولية) نتنياهو أعلن أنه يعلق التفاوض مع الفلسطينيين وأقر عقوبات اقتصادية. لكنه لا يستطيع أن يُجيع غزة وستمر الشاحنات. فنتنياهو يعلم مثل أبو مازن والسيسي بالضبط أن هذا الامر يمكن أن ينتهي الى صفر مربع. فماذا يُفعل؟ يُبقى باب مفتوح. ويعلقون المحادثات ولا يقتلونها. وقد كسب لأنه لن توجد دفعة سجناء رابعة، ولن تنهار الحكومة، ولن يبلبل ذهنه كيري ولفني وعريقات، وليعرق أبو مازن.

 

هل فوجئنا؟ لم يفاجئنا التوجه بل ربما التوقيت الغريب الذي اختاره أبو مازن قبل انقضاء اشهر المحادثات التسعة باسبوع. لكن حينما ينسق كبار المسؤولين في فتح مع الجهات الامنية عندنا الدخول والخروج عن طريق معبر ايرز، وتفتح مصر لمسؤول حماس الكبير موسى أبو مرزوق معبر رفح، فلا توجد دراما. وإن ما تعرفه مصر يمكن لاسرائيل أن تخمنه.

 

اليكم علامة طريق: قبل اسبوعين نشر احمد المسلماني، مستشار رئيس مصر المؤقت عدلي منصور، "رسالة مفتوحة" الى زعيم حماس خالد مشعل. ففي الوقت الذي تُعرف فيه حركة الاخوان المسلمين بأنها منظمة ارهاب، يستقر رأي المسلماني على أن ينصح مشعل بفصل حماس عنها و"التفكير الى الأمام بمفاهيم سياسية ايجابية".

 

ماذا يعني ذلك؟ يعني أن مصر في الصورة عميقا وأن مصر تطلع على آخر ما يجد عند أبو مازن، وأنهم يعلمون بفضل التنسيق الاستراتيجي بما يدخل تنور الخبز الفلسطيني. ومن الحقائق أنهم بعد رفعهم أيديهم في غزة بلحظة سمعنا تهنئات واطراءات للسلطة المصرية. ماذا يعني ذلك في الحقيقة؟ يعني أن حماس تتملق المشير السيسي. هالو؟ ماذا عن الانفاق واعمال المطاردة في سيناء؟.

 

سنرى الآن كيف يُطبخون بعصيرهم هم أنفسهم. قد يكون أبو مازن أشد دهاءا مما كنا نظن وأنه سار مع خطة منظمة، فقد استدعى أولا صحفيين اسرائيليين ليعلن أنه مُريد للسلام وهدد بعد ذلك بحل السلطة ثم ألقى القنبلة في الغد. ولم يستقر رأيه الى الآن من مِن الاثنين التاليين يبغضه

 

أكثر هل نتنياهو أم مشعل. لنره يسافر الى غزة، ولنره يؤلف حكومة، ولنره يحدد انتخابات، ولنر حماس تغلق فمها ولا تفجر الاذرع الامنية الامور.