خبر كواليس المحادثات: تغييب ملف الأمن والزهار لعب دوراً في التوصل للاتفاق وصوغه

الساعة 09:44 م|25 ابريل 2014

وكالات

قالت مصادر فلسطينية شاركت في جلسات التوصل الى «اتفاق مخيم الشاطئ» الجديد للمصالحة الوطنية، إن وفد منظمة التحرير الفلسطينية الخماسي قدم تنازلات أكثر من السقف الذي منحه الرئيس محمود عباس بهدف الاتفاق مع حركة «حماس».

وكشفت المصادر لـ «الحياة» كواليس الحوارات التي دارت أثناء اجتماعين فقط خلال أقل من 24 ساعة، تُوجت بـ «انبعاث الدخان الأبيض» من منزل رئيس حكومة «حماس» إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة أول من أمس.

وكان الوفد الخماسي المؤلف من رئيس الوفد، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، وعضو اللجنة والأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، والأمين العام للمبادرة الوطنية ومصطفى البرغوثي، والأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة، ورجل الأعمال منيب المصري، وصل إلى قطاع غزة ليل الثلثاء- الأربعاء قادماً من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية. وكان في انتظار الوفد العشرات من قيادات «حماس» والفصائل والشخصيات الوطنية والاعتبارية وممثلي المجتمع المدني ورجال دين مسلمين ومسيحيين، في حفلة استقبال تحدث فيها هنية والأحمد.

وكشفت المصادر أن «الوفدين توصلا إلى صيغة الاتفاق الجديد المؤلف من سبعة بنود خلال الجلسة الأولى التي عُقدت في أعقاب حفلة الاستقبال، واستمرت حتى الثانية من فجر الأربعاء» الماضي بحضور أعضاء المكتب السياسي لحركة «حماس»، ومن بينهم موسى أبو مرزوق الذي حضر من القاهرة للمشاركة في الجلسات.

وقالت إن «الأحمد اتصل هاتفياً بالرئيس عباس وأطلعه على بنود الاتفاق كلمة كلمة، ووافق الرئيس عليه». وأوضحت أنه «خلال الجلسة الثانية والأخيرة ظهر الأربعاء، أجرى الوفدان بعض التعديلات الطفيفة على بنود الاتفاق قبل إعلانه في مؤتمر صحافي مساء».

وأشارت إلى أن الأحمد «لم يطلع عباس على التعديلات الجديدة نظراً لأن الأخير يريد إنجاز المصالحة الوطنية حتى لو قدم تنازلات لحماس». ولفت إلى أن «الوفد قدم تنازلات أكبر من تلك التي تضمنتها الخطوط العامة لمطالب فتح والرئيس عباس، وأن الجلسات كانت إيجابية وبناءة ومريحة وجادة، ولم يتخللها أي مشاكل أو خلافات خلافاً لجلسات الحوار طوال السنوات السابقة».

وخلافاً لما هو شائع في صفوف الفلسطينيين عن أن تصريحات الأحمد والقيادي في «حماس» محمود الزهار تأتي معاكسة لرياح المصالحة، فإن المصادر كشفت عن الأحمد والزهار «لعبا الدور الأبرز في التوصل السريع إلى الاتفاق»، وقالت إن الزهار «كان يكتب بنود الاتفاق ويضع الصيغ المقترحة والتعديلات عليها، وساهم مع هنية وأبو مرزوق في تذليل بعض العقبات».

وعلى رغم ذلك، بدا الزهار عابساً أثناء مؤتمر الإعلان عن الاتفاق، وفسر بعض المراقبين ذلك بأن الاتفاق جاء خلافاً لرغبته، إلا أن المصادر أكدت عكس ذلك تماماً.

وتضمن الاتفاق سبعة بنود مرتبطة ارتباطاً مباشراً ووثيقاً بملفات المصالحة الخمسة الواردة في اتفاق القاهرة الذي وقعته حركت «فتح» و «حماس» في العاصمة المصرية في الرابع من أيار (مايو) 2011.

ولم يأتِ الاتفاق على ذكر الملف الخامس المتعلق بالأمن في الاتفاق لا من قريب ولا من بعيد، ما يعني استمرار الوضع على ما هو عليه في الضفة وقطاع غزة، أي بقاء الأجهزة الأمنية التابعة للطرفين على حالها. وكشفت المصادر أن الفريقين «لم يتطرقا إلى الملف الأمني أثناء جلستي الحوار على الإطلاق.