خبر مزور التاريخ: الرئيس كذاب مواظب.. معاريف

الساعة 09:35 ص|25 ابريل 2014

مزور التاريخ:

الرئيس كذاب مواظب

بقلم: زئيف كام

          (المضمون: اذا كان الكذاب المواظب ذاته يعرف بانه هو افضل ما لدى الفلسطينيين ليعرضوه على اسرائيل، فماذا يقول هذا عن باقي الفلسطينيين؟ الرب يحفظنا - المصدر).

          في إطار لقاء مفتوح أجراه هذا الاسبوع رئيس السلطة ابو مازن مع مجموعة من الصحفيين الاسرائيليين، سأل أحدهم الرئيس الفلسطيني في موضوع الاعتراف بدولة يهودية. ما هو فيلمك في واقع الامر، سُئل أبو مازن (ليس في هذه الصياغة). ما هي مشكلتك في الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي؟ وكان للرجل الدبلوماسي جوابان: واحد يرتبط بالتاريخ القريب، وآخر بالتاريخ الابعد بكثير.

          الجواب الاول عني بالمفاوضات التي أجراها ابو مازن مع رئيس الوزراء السابق اولمرت. فقد شرح ابو مازن يقول انه "معه، لم يطرح موضوع الاعتراف بدولة يهودية. فهو لم يطلب مني شيئا كهذا". كان يمكن للمرء أن يتوقع من رجل كبير في السن يبلغ من العمر 79 سنة جوابا أقل "تخلفا" بقليل، وعذرا على التعبير. أحقا. فماذا في ذلك؟ رئيس وزراء جديد، حكومة جديدة، مواقف جديدة. كل الحوار مع اولمرت كان مختلفا. في تلك المحادثات كان هناك ايضا اجماع اسرائيلي على اسىتيعاب كمية معينة من اللاجئين الفلسطينيين"، و 20 شيء آخر وافق اولمرت عليها ونتنياهو لن يقبل بها ايضا. اي نوع من الجواب هذا؟

          وكما قلنا، ففخامة رئيس المنظمة أخذنا أيضا في جولة تاريخية قصيرة الى الايام الاولى للدولة وذكر مع قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول، دافيد بن غوريون. "دولة كل سكانها"، اقتبس ابو مازن عن الختيار. وكذب عن عمد وبوقاحة لكل من حضر في الغرفة.

          أفلم تجد كذبة فظة وبائسة أكثر من هذه يا رئيس؟ فكل طفل فلسطيني يعرف قليلا النص الذي تلاه بن غوريون من وثيقة الاستقلال يعرف بانه قال أيضا "دولة يهودية في بلاد اسرائيل".  فقليلا من الذكاء عند الكذب والتزوير. بحياتك يا أبو مازن.

          ولكن ما العمل، هذا هو التاريخ حسب محمود عباس. لا حاجة للسير بعيدا من أجل تزيين أقوال تاريخية مدحوضة وبائسة قيلت على لسان الرجل. ففي شهر كانون الاول الماضي فقط بعث رئيس المنظمة الفلسطيني برسالة بمناسبة عيد الميلاد، حيث اختار اطلاع العالم المسيحي بان اليسوع كان على الاطلاق فلسطينيا.

          "لقد أصبح الرسول الفلسطيني مصدر نور وارشاد للملايين في ارجاء العالم"، تفوه الرئيس الفلسطيني في حينه، وفي ثانية واحدة اخترع لشعبه تاريخا من الفي سنة. ما الضير. اثنان بسعر واحد. إذ يتبين أيضا، فجأة، بان الفلسطينيين عمليا يوجدون هنا منذ الفي سنة (اين اختبأوا كل هذا الوقت)، وأن يربح في نفس الوقت نقاط استحقاق في العالم المسيحي، وهو أمر لا يض ابدا.

          ان من هو قادر على ان يخترع في لحظة واحدة تاريخا من الفي سنة دون ان يرف له جفن (ولم يرف له، صدقوني)، فماذا هو بالنسبة له أن يذهب 64 سنة الى الوراء وأن يزور أقوالا قالها رئيس الوزراء بن غوريون؟ أمر قليل. من جهة اخرى، هذا هو الرجل الذي يروى عنه في اليسار بان ليس هناك افضل منه لاسرائيل أن توقع معه على اتفاق سلام. اعترفوا بان هذه جملة مقلقة بعض الشيء. اذا كان الكذاب المواظب ذاته يعرف بانه هو افضل ما لدى الفلسطينيين ليعرضوه على اسرائيل، فماذا يقول هذا عن باقي الفلسطينيين؟ الرب يحفظنا.