خبر يقلبون المائدة- يديعوت

الساعة 08:48 ص|24 ابريل 2014

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: إن اتفاق المصالحة الذي وقع عليه آنفا بين فتح وحماس سيجعل أبو مازن يتحمل مسؤولية مباشرة بصفته رئيس حكومة الوحدة عن كل اطلاق نار من غزة على اسرائيل - المصدر).

 

إنهم في اسرائيل ينفجرون غضبا لا على أبو مازن فقط. إن خيبة الأمل الكبرى هي في الأساس من المعاملة الامريكية لاجراءات رئيس السلطة الفلسطينية، من طرف واحد. إن أبو مازن من وجهة نظر حكومة نتنياهو قلب المائدة كلها في اللحظة التي أدخل فيها منظمة ارهابية هي حماس من الباب الرئيس وأشركها في معادلة التفاوض. والكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة فاذا لم يوجد رد امريكي سافر فسيكون ذلك بدء تداع سياسي يفضي الى اعتراف دول الغرب بحماس.

 

قطعت اسرائيل نفسها عن التفاوض وبدأت سلسلة اجراءات من طرف واحد. وقد بدأت اسرائيل بعد اعلان اتفاق المصالحة فورا هجوما هاتفيا على واشنطن: بازاء وزير الخارجية كيري، ومستشارة الامن القومي سوزان رايس ومسؤولين كبار آخرين. وذكّر الاسرائيليون الامريكيين بالالتزام الصريح الذي أعطوه وهو عدم التعاون مع حماس ما لم تقبل شروط الرباعية الثلاثة وهي الاعتراف باسرائيل، والاعتراف بالاتفاقات التي وقع عليها بينها وبين الفلسطينيين ووقف الارهاب.

 

لا ننوي، أبلغ المتحدثون الاسرائيليون محادثيهم الامريكيين، أن نعود الى التفاوض. وما عدنا نتحدث عن قبول أو عدم قبول شروط أبو مازن لاستمرار المحادثات كما عرضت في الايام الاخيرة، فالمقاطعة هذه المرة مطلقة.

 

إن الاتفاق مع حماس سيُمكن أبو مازن من أن يحضر في ايلول جلسة الجمعية العمومية للامم المتحدة بصفته ممثل الفلسطينيين المتفق عليه في الضفة وفي القطاع ايضا.

 

إن الرد الاسرائيلي على ذلك كما أخذ ينضج في جهاز الامن لا يقل غضبا، فمنذ الآن فصاعدا سيكون كل اطلاق نار يتم من قطاع غزة على اسرائيل تحت مسؤولية أبو مازن بصفته يرأس حكومة الوحدة.

 

إن الثمن المباشر الذي قد يجبيه الاجراء الفلسطيني من طرف واحد هو في مجال التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية لأن اجهزة أمن السلطة لا تستطيع أن تعمل على مواجهة حماس والجهاد الاسلامي بصورة فعالة في وقت تُحلق فيه حمامة السلام فوق رؤوسها.

 

في الوقت الذي كان فيه مندوبو فتح وحماس يجلسون في غزة حضر رئيس هيئة الاركان لزيارة تدريب مفاجىء أجرته قيادة منطقة المركز للواء الميداني عصيون، ولا يهم هل كان ذلك بالصدفة أم لا. وقد فحص التدريب عن مواجهة سيناريوهات تصعيد على الارض بدءً باخلال محلي بالنظام وانتهاءً الى أحداث ارهاب ومحاولات تنفيذ عمليات. وهذا نوع من اشارة اسرائيلية الى السلطة واجهزتها تقول نحن مستعدون واذا اضطررنا سنستعمل القوة ونجردكم من سلاحكم ايضا.