خبر التهديد بحل السلطة بطعم الهزيمة/ مصطفى ابراهيم

الساعة 07:07 ص|21 ابريل 2014

مما يستوقف في المشهد الفلسطيني منذ الانقسام وجولات المصالحة، ان البدائل لدينا محدودة والخيارات قليلة بفعل المصلحة الذاتية وليس مصلحة الوطن، يدور الحديث منذ سبع سنوات عن مرور الوقت وانه لم يعد وقت، الحديث عن الفرصة الاخيرة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. يحكى عن تجديد شرعيات و حكومة و انتخابات، الوقت لن يدخل في حساب اهل الانقسام إلا من باب المصلحة الخاصة، وأما المصالحة وتفكيك السلطة وتسليم المفاتيح للاحتلال، فهل نحن جادون في كل ذلك بما فيها الوحدة وإعادة تجديد الشرعيات جميعها؟

عودتنا وسائل الاعلام الفلسطينية أن تكون مفعول به ورضيت ان تكون ناقل اخبار فقط، ولم تنجح في البحث في ما يصدر من المسؤولين الفلسطينيين في مختلف القضايا الوطنية، ولم تفرد مساحات للنقاش وطرح الاسئلة كما رضيت بقصد او من دون قصد ان تلعب دور المضلل والمهلل للأخبار التي تصدر من هنا وهناك، وبيع الوهم للناس والترويج لها.

و تقديس قرارات وخيارات غير منطقية ممن يتحدثون عنها وليست جادة، انما هي تعبير عن حال الهزيمة وفشل تسعة أشهر من المفاوضات، وقبلها سنوات طويلة من تجريب المجرب، وهي فقعات اعلامية لم تصل حد وضع الرؤى والخطط الحقيقية للبحث فيما نعيشه من انحطاط وتدهور في مشروعنا الوطني.

دائما يكون الاعلام الاسرائيلي سباق ليس فقط في نقل اخبار السلطة وما يصدر عن المسؤولين فيها الذين يتسابقون في نقل اخبار الفلسطينيين للإعلام الاسرائيلي عن قضايانا الجوهرية والوضع الراهن الذي نمر فيه وما يعتريه من نكسات وهزائم، فالإعلام الاسرائيلي يقوم بالتحليل وجمع المعلومات، وبعض من وسائل الاعلام الاسرائيلي يكون شريك في الترويج لتلك الاخبار و الافكار لمصلحة ما في الضغط على صناع القرار الاسرائيليين، والاستمرار في الوضع كما هو عليه مع بعض التحسينات على وضع السلطة العاجزة عن التصدي لمستوطن من اولئك المجرمين الذي يعيثوا فسادا وقتلا و اجراما في الضفة الغربية

العودة الى التهديد بحل السلطة وتسليم المفاتيح للاحتلال، و الأخبار القليلة والمقتضبة التي خرجت من الرئيس محمود عباس و تخرج من بعض المسؤولين، لإقناع الناس بجدية القيادة الفلسطينية حول مناوراتها السياسية، وعجزها عن التقدم خطوة للإمام و إخبار الناس بحقيقة موقفها من كل ما يجري، او حتى طرح البدائل لم يتم الحديث عنه.

فكرة حل السلطة او تفكيكها قديمة جديدة وهي للاستهلاك المحلي وتطفو على السطح بين الحين والأخر، لكن لم يجرؤ أي من المسؤولين الفلسطينيين على التفكير بشكل جدي على طرح القضية للنقاش الجاد، ودراسة البدائل ومدى قدرتهم على اتخاذ قرار من هذا النوع، ويبقى ذلك مطروحا من خلال وسائل الاعلام وجس النبض وفي اوقات الهزيمة.

مواجهة هذا الحال والفشل يتطلب إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الوطنية، و تنازل من اطراف الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية. الحديث عن وصول وفد القيادة الى غزة و الحديث عن الاتفاق على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً، و تجديد الشرعيات و إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة، هذا لا يؤشر للتوصل الى اختراق حقيقي في انهاء الانقسام، في ظل غياب أي خطط حقيقية و عدم التفاؤل من اعضاء الوفد القادم الى غزة، وتمسك حماس بشروطها وهي ان الاتفاق يجب ان يكون رزمة واحدة.

بين موقف الرئيس عباس وموقف حماس يجب التوصل الى رؤية موحدة وبالتزامن مع ذلك يجري البحث في إعادة بناء منظمة التحرير، وبناء إستراتيجية وطنية موحدة مبنية على الثوابت الفلسطينية و وضع آليات إبداعية توازن بين المقاومة بإشكالها المتعددة وبين واقع واحتياجات الناس، وتوريط الاحتلال وجعله يدفع ثمن باهظ ليس من خلال ردود الأفعال.