خبر حاجز يعلون- هآرتس

الساعة 08:37 ص|20 ابريل 2014

بقلم: أمير أورن

في احدى اللحظات المحبطة في مسيرة السلام الاسرائيلية المصرية، تفرغ الرئيس جيمي كارتر ليشغل نفسه بصداع آخر هو قبرص. فقد شجع كارتر، بحسب مجلد وثائق السياسة الخارجية لادارته الذي نشر هذا الشهر، شجع قادة اليونانيين والاتراك في الجزيرة على التحادث كثيرا. وكان ذلك هو درس القطيعة الطويلة بين مناحيم بيغن وأنور السادات. وقد سمى لقاءاتهما النادرة "تشويهات". وكان ضرر هذه اللقاءات أكثر من نفعها لأن الطرفين يستنفدان قوتهما في ترتيب اللقاءات، ويحصران العناية بين لقاء ولقاء في تحليل اسباب الامتناع عنها، وهكذا يتحصن كل طرف في موقفه وعدالته.

يوجد في العلاقات بين ينيامين نتنياهو ومحمود عباس صدى خافت من العلاقات بين بيغن والسادات دون النهاية الطيبة لكامب ديفيد الاول واتفاق السلام. والشيء العجيب أن نتنياهو كانت له علاقات عاصفة سيئة جدا وطيبة جدا بياسر عرفات الاشكالي على نحو سافر، أما عباس الرمادي فليست معه ازمات كبيرة ولا عناق حار بل مجرد اضاعة وقت بلا غاية.

إن أحد الفروق العظيمة بين بيغن ونتنياهو هو وزير الدفاع في حكومتيهما. منذ كان موشيه ديان في حكومتي اشكول وغولدا أصبح وزير الدفاع نائب الملك. إن وزير الدفاع الذي هو خصم فكري لا شخصي فقط قادر على إفساد جهود رئيس الوزراء لتجنيد دعم عام وسياسي لسياسته ولا سيما حينما يُعرض السلام على أنه ضد الأمن. في حكومات مشتركة بين الليكود والعمل، من الطبيعي أن يكون وزير الدفاع من قبل حزب العمل أكثر اعتدالا في برنامجه السياسي من رئيس وزراء من الليكود. وهذه لعبة أدوار مطلوبة. ومما هو أكثر اثارة أن نعلم التأثير الموازن لوزراء دفاع في رؤساء وزراء من احزابهم هم.

إن العينة في الحقيقة أصغر من أن تكون دعوى استنتاج علمي، لكن ينتج عنها قانون وهو أن وزير الدفاع في حكومة ليكودية يكون عن يسار رئيس الوزراء، وفي حكومة لحزب العمل عن يمينه. فقد التف وزير الدفاع شمعون بيرس عن يمين رئيس الوزراء اسحق رابين في سبعينيات القرن الماضي ووجد نفسه حينما كان رئيس الوزراء في ثمانينيات القرن الماضي وقد التف عليه وزير الدفاع رابين عن يمينه. وكان وزير الدفاع موشيه آرنس عن يسار رؤساء وزراء حكومته بيغن واسحق شمير. وكذلك كان اسحق مردخاي في حكومة نتنياهو الاولى.

كان وزير الدفاع عيزر وايزمن رجلا رئيسا في مسيرة العلاقات الدقيقة بالسادات وكارتر. إن ادراك الوزن الحاسم للمساعدة الامريكية – أكثر من 120 مليار دولار في العقود الاربعة الاخيرة بحسب حساب مُحدث نشره قبل اسبوع جهاز البحث في مجلس النواب الامريكي – والطائرات والدعم السياسي – يُبرد المؤمنين بالقتال من العسكريين الذين اصبحوا ساسة. فالوداع يا ارض اسرائيل الكاملة، وأهلا وسهلا بالولايات المتحدة الدافعة للمال.

في هذه النقطة دخل الصورة موشيه يعلون وأفسدها. فهو لا يزيد في اعتدال نتنياهو بل يستوطن عن يمينه. ولذلك سابقة واحدة فقط تنذر بالسوء هي سابقة شارون في حكومة بيغن الثانية.

ليس يعلون سياسيا بل هو تقني أمن. وقد كان شاؤول موفاز كذلك في حكومة شارون لكن موفاز ليس له أي اساس سياسي وكان مُعدا ليُستعمل أداة لسيطرة شارون على جهاز الامن وفيه رئيس الاركان يعلون ايضا. في الجيش الاسرائيلي يربون الضباط على أن يفكروا فوق رتبتهم برتبتين كي يفهموا تقديرات القيادات المعينة؛ فقائد الكتيبة يفترض أن يعلم كيف يفكر قائد الفرقة. لكن الوضع مختلف عند يعلون فقد بقي عالقا في منصبه السابق. فحينما كان رئيس اركان بقي قائدا لمنطقة المركز، وحينما أصبح وزير الدفاع بقي رئيسا للاركان (ويُمكنه بني غانتس الذي كان قائد منطقة الشمال تحت إمرته، من ذلك).

يطمح يعلون بوضوح الى أن يرث نتنياهو. وإن القوى – الامريكية والاسرائيلية – التي أحلت نتنياهو الحكم في الليكود قادرة على أن تسقط دعمها له اذا تجرأ على العدول يسارا، وأن تنقله الى يعلون. لو أراد وزير الدفاع لأصبح معبرا الى السلام أو حاجزا. لكن يعلون اختار أن يزيد في مخاوف نتنياهو لا أن يُهدئه. وستكون النتيجة السياسية والامنية مدمرة (وقد أصبحت كذلك).