خبر لنتعلم العربية بجدية -هآرتس

الساعة 08:43 ص|17 ابريل 2014

لنتعلم العربية بجدية -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

مكانة اللغة العربية في جهاز التعليم الاسرائيلي دحرت، لدرجة الاختفاء. ينبغي العجب من هذه الحقيقة في دولة عشرين في المئة من سكانها هم عرب، الكثيرون من مواطنيها هاجروا اليها من دول تنطق بالعربية، وهي نفسها توجد في منطقة تكاد تكون كلها تتحدث العربية.

 

منذ العام 1948 والعربية تعلم في دولة اسرائيل بشكل غير ثابت وتبعا لتعليمات مختلفة ومتغيرة. اليوم، مثلا، كما أفاد يردين سكوب في "هآرتس" في لواء الشمال تعرف العربية كموضوع الزامي في المدرسة الابتدائية، ولكن التعليمات لا تنطبق على المدارس في التيار الرسمي الديني. في الوية اخرى يعرف تعليم العربية كتعليم الزامي فقط في صفوف الاعدادي، ولكن في الكثير من المدارس يمكن الاختيار بينها وبين تعلم الفرنسية. ومؤخرا الغى وزير التعليم شاي بيرون الالزام بتعليم العربية في الصف العاشر، ولكن هذا الالزام لا يفرض على أي حال كما ينبغي، وعدد صغير فقط من التلاميذ يتوجهون الى امتحانات البجروت بالعربية.

 

ولم تتأخر نتيجة هذه التعليمات غير الموحدة، واضافة الى مناهج التعليم التي اجتازت هزات وتغييرات وحقيقة أن جهاز التعليم يمتنع في الغالب عن تشغيل معلمين عرب، يعرفون اللغة بتفاصيلها، هي تعليم العربية بمستوى متدنٍ لا يمنح التلاميذ اتقانا لهذه اللغة.

 

يرتبط تعليم اللغة العربية في الغالب بتداعيات سلبية بصفتها "لغة العدو"، ومعظمه يتم انطلاقا من الدافع لتأهيل جيل المستقبل لرجل الاستخبارات. وليس غريبا الافتراض بان التعليم بهذه الطريقة لا يبعث على نهج ايجابي لا تجاه اللغة ولا تجاه ناطقيها، وانه يساهم في البعد والاشتباه القائمين اصلا بين اليهود والعرب.

 

يجدر بدولة اسرائيل أن ترى في العربية لغة رسمية ليس فقط على الورق وتسند الاعلان عن ذلك بخطوات عملية. على وزارة التعليم أن تقرر برنامج تعليم موحد لكل المدارس، وفيه معايير موحدة للتعليم الالزامي، ينطبق على التعليم الرسمي الديني ايضا. وأولا وقبل كل شيء على الوزارة أن تدمج معلمين عرب، يعرفون اللغة العامية والفصحى، وتأهيل مزيد من المعلمين، العرب واليهود، لتعليم العربية.

 

لا ينبغي لتعليم العربية في المدارس ان يكون أقل أهمية بهذا الشكل الهام، من تعليم الانجليزية، الذي لا يشكك أحدا بأهميته. فبالاجمال، اسرائيل هي جزء من الشرق الاوسط، العربي في معظمه، ويجدر بمواطنيها أن يستثمروا قدرا أكبر في تعليم لغة جيرانهم الاقربين.