خبر خط تيار عال يهدد بتمزيق مزرعة الزيتون العربية اليهودية -هآرتس

الساعة 08:16 ص|16 ابريل 2014

بقلم: تسفرير رينات

(المضمون: في مزرعة عضوية للزيتون في وادي عارة يشارك فيها يهود وعرب تنوي شركة الكهرباء مد خط تيار عال من فوقها. ويرفض جهاز الامن تحويل المسار بزعم أن المسار المقترح الجديد سيدخل الى منطقة تدريب عسكري - المصدر).

 

أصبح مشروع مميز لزراعة الزيتون العضوي في منطقة وادي عارة، يقوم على تعاون يهودي عربي، أصبح في خطر بسبب خطة لانشاء خط تيار كهربائي عال. وقدم اصحاب الارض في المنطقة معارضة للخطة قبل بضعة اسابيع، لكن احتمالات نجاحهم ضئيلة لأن جهاز الامن لا يُجيز نقل مسار الخط لأن المسار البديل يدخل الى ارض تدريب عسكري.

 

بدأت قصة المزرعة قبل اربع سنوات بعد أن ارتبط فلاحون في المنطقة بجمعية "سنديانة الجليل"، التي يشارك فيها يهود وعرب وتعمل في تسويق منتوجات زراعية على حسب قواعد تجارة عادلة. واستقر رأي المجموعة على انشاء مزرعة زيتون بطريقة عضوية تعني من جملة ما تعني وقف استعمال مواد المكافحة، على ارض تملكها عائلة يونس من عرعرة.

 

سُمي المشروع "أوزيس" وحصل على تأييد من منظمات تجارة عادلة اخرى في أنحاء العالم. وأيدت وزارة الزراعة ايضا المشروع ومنحته مساعدة مالية في مراحل انشائه الاولى. والارض التي أنشيء عليها تشتمل عليها ما تسمى "اراضي الروحة". وهي اراض ملك خاص لفلاحين عرب كانت تستخدم استخداما عسكريا سنين كثيرة. وتقرر في بداية العقد الماضي اعادة جزء من الاراضي الى مالكيها وانشاء لجنة متابعة لتنفيذ الاتفاق فيها اعضاء ممثلين لمكاتب حكومية وقرى عربية ويهودية في المنطقة.

 

"أردنا أن تتطور هذه المزرعة أسرع من مزارع زيتون اخرى لا تروى على نحو عام"، يقول مطيع يونس الذي يرأس الجمعية الزراعية "الجذور" التي شاركت في المشروع. "ولهذا انشأنا انبوب ماء ومضخة على حساب الجمعية ونجحنا في ري المزرعة". ويقول اعضاء "سنديانة الجليل" أنه كان

 

 

يجب مع ذلك بذل موارد وجهود كثيرة لازالة حجارة كثيرة كانت في ارض المزرعة التي لم تُفلح سنين كثيرة.

 

وكانت النتيجة التي تم الحصول عليها آخر الامر مدهشة جدا، فقد نشأت المزرعة على مساحة تقرب من 100 دونم، مندمجة في المنظر الطبيعي لراموت منشه من الشمال. ويأمل الفلاحون هذه السنة موسم حصاد زيتون أول يمكن أن يُستخرج منه زيت الزيتون الأول.

 

لكن أمل الفلاحين في النماء وتسويق منتوج المزرعة في اسرائيل أو في الخارج أصبح قلقاً بعد أن علموا في الاشهر الاخيرة بخطة انشاء خط تيار كهربائي عال في ارضهم. ويزعم الفلاحون أنهم علموا بالخطة في مرحلة متأخرة فقط بعد أن مر الموعد الاخير لتقديم اعتراضات الى مؤسسات التخطيط القطرية. وتقرر على إثر توجههم أن يُمنحوا زمنا آخر لاعداد اعتراضهم وعرضه وهو شيء فعلوه حقا قبل بضعة اسابيع.

 

"إن انشاء خط التيار العالي سيضر ضررا مباشرا بجزء من المزرعة لأنه سيُبنى على جزء منها"، يقول يونس. "وتوجد الى ذلك بالطبع مشكلة التأمين بسبب القرب من خط تيار عال يصدر اشعاعا. ونحن نخشى ايضا الآثار التي ستكون لهذا الخط على مزرعة عضوية". وترى منظمة "سنديانة الجليل" أن خط التيار العالي سيضر ضررا مباشرة بثلث مساحة المزرعة.

 

يقول الفلاحون واعضاء "سنديانة الجليل" إنه ينبغي الفحص عن بديل آخر لمسار الخط لانقاذ المزرعة العضوية. وهم يقولون إن شركة الكهرباء وافقت على التفكير بمسار بديل لكن جهاز الامن يعارض ذلك لأن المسار البديل المقترح يقع الى الشمال ويفترض أن يمر في داخل اراض ما زال الجيش يستعملها. "ليس الحديث هنا فقط عن إضرار بالمزرعة بل عن مشروع تعاون يهودي عربي واسع"، يقول يونس. "وكنا ننوي التعاون ايضا على انشاء معصرة يستخرجون الزيت فيها وعلى توسيع مساحات الاراضي المستصلحة". ويشير يونس ورفاقه الى مزارع زيتون اخرى غير

 

عضوية أنشئت في المنطقة ويذكرون أنها أنشئت فقط بعد أن رأى فلاحون آخرون تطور المزرعة العضوية.

 

حاولت لجنة متابعة تنفيذ اتفاق "الروحة" ايضا أن تتدخل لمصلحة المزرعة وتوجهت الى جهاز الامن طالبة أن يزن موقفه مرة اخرى من مسار بديل لا يمر في اراضي المزرعة. ولا يخفي الفلاحون خيبة أملهم لأنهم وجدوا أنفسهم مرة اخرى بعد سنوات كثيرة من النضال أُعيد اليهم في نهايتها بعض الاراضي التي يملكونها، وجدوا أنفسهم وقد حُدد استعمالهم لارضهم بسبب جهاز الامن.

 

وجاء عن شركة الكهرباء ردا على ذلك قولها: "الحديث عن مسار تخطيط خط تيار عال تبلغ قوته 400 كيلوواط بدأ في 2002. ويمتد الخط في الحاصل مسافة نحو من 80 كم، من منطقة الشارون الى الجليل الشرقي. ونشرت الخطة لاعتراض الجمهور وعين المجلس القطري للتخطيط والبناء باحثا يبحث في هذه الايام في الاعتراضات التي تم تقديمها. وجرى فحص عن بدائل في مسار التخطيط. وتقرر آخر الامر في شأن هذه المنطقة إبعاد الخط عن المجال البيوسفيري في رمات منشه الذي كان في ذلك الوقت في مسار الاعلان عنه، والخط من جهة اخرى بعيد عن مجال التطوير السكني لقرى وادي عارة. لا يوجد مانع أمني أو بيئي من مرور خطوط كهرباء فوق اشجار زيتون وفوق مزرعة عضوية ايضا. ففي اماكن كثيرة في البلاد تمر هذه الخطوط فوق مزارع واراض زراعية. وستوضع أعمدة خط التيار العالي باستشارة لاصحاب الارض في كل بضع مئات الأمتار لمنع قطع اشجار الزيتون بقدر المستطاع".

 

وجاء عن جهاز الامن ردا على ذلك: "إن خط التيار العالي المقترح في الخطة يدخل الى اراضي تدريب للجيش الاسرائيلي وهو خطر أماني وإضرار كبير بالقدرة على الاستمرار على التدريب بصورة سليمة في مناطق واسعة. سيفحص جهاز الامن من جديد عن كل مسار تقترحه عليه شركة الكهرباء، وذلك بحسب المصالح الامنية في المنطقة".